تحقيقات وتقارير

تزييف العملات .. هدم إقتصاد البلاد

[JUSTIFY]انتشرت جرائم تزييف العملات المحلية والاجنبية بصورة تثير القلق باعتبارها مهدداً قوياً على الاقتصاد بالبلاد، وينتج عنه التضخم وارتفاع الاسعار. ورصدت الشرطة في الفترة الاخيرة الكثير من البلاغات، كما سجلت محاضر الشرطة خلال ثلاثة اشهر ما يفوق 20 بلاغاً في مختلف اقسام الشرطة بولاية الخرطوم، ونجد ان جريمة التزييف اخذت طابعاً من التطور التقني في كيفية تنفيذها باستخدام احدث الماكينات والاجهزة التي يعتمد عليها حتى اصبحت تدار بواسطة مصانع صغيرة داخل شقق معدة لتلك الجريمة التي لم تقتصر على عملة واحدة بل مختلف العملات، ويعتبر نشاط تزييف الدولارات من المصادر الاجرامية المتاحة للحصول على مداخيل غير مشروعة، بواسطة عصابات دولية تتولى الطبع والتزييف والترويج، في دول متعددة في مختلف أنحاء العالم بما فيها السودان، وكثيراً ما نجد ان اي عملية قبض علي متهمين تتم الا انه يكون بها عدد من الاجانب الذين يدبرون ويدركون جيداً اتباع الاسلوب الامثل في عملية التزييف، وذلك على الرغم من حرص الدولة على تضمين عملتها الصحيحة في مراحل صنعها، عناصر أمن فنية، متعددة الألوان. وكان الدولار يعتبر من العملات التي يتم تزييفها على المستوى الدولي، نظراً لعدم توافر الإجراءات الأمنية الفعّالة التي تواجه عملية تقليده، ويتكوّن الدولار من لونين فقط هما اللون الأبيض والأخضر، ولا يوجد تداخل بينهما في أي مكان من الورقة المالية، بالإضافة الى أن الدولار يعتبر أكثر العملات قبولاً في دول العالم كافة، باعتباره عملة عالمية قابلة للتحويل ومقبولة من الأفراد والبنوك والمشروعات في جميع دول العالم حالياً.

٭ ضبطيات لمزيفي العملة:
سبق أن قامت الشرطة بالقبض على عدد من المتهمين في مختلف البلاغات فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أخطر عصابة لتزييف العملات مكونة من «6» متهمين، وأفادت مصادر شرطية «الإنتباهة» أنه وردت معلومات بوجود منزل به مصنع متكامل يتم فيه تزييف العملات المحلية، وإثر تلك المعلومة كونت شرطة المباحث تيماً لتطويق عدد من المناطق التي تم الإرشاد إليها خلال المعلومة بالخرطوم وبحري وأم درمان، الأمر الذي مكنهم من القبض على بعض المتهمين الذين أرشدوا على البقية ومكان المصنع، وقام رجال الشرطة بمداهمة المقر والقبض على بقية العصابة وضبط معدات التزييف وهي عبارة عن ثلاث ماكينات وعدد من الورق والأحبار بجانب كميات من العملات المزيفة، تم اقتياد المتهمين إلى الشرطة وتم التحري معهم ومن خلاله اعترفوا بارتكابهم الجريمة، بالإضافة إلى أنه تم أخذ الماكينات والعملات للمعمل الجنائي حتى يتم الفحص الكامل عليها لتثبيت التهمة. اوقفت شرطة محلية امبدة القبض على متهم يقوم بتزيف العملات، وافاد مصدر ان الشرطة تلقت عدداً من الشكاوي من المواطنين بمنطقة امبدة الذين تم خداعهم بتلك العملات، وكون رجال المباحث تيماً لمراقبة المتهم حتي القت القبض عليه وبحوزته عدد من العملات المزيفة فئة الخمسين جنيهاً، وقدم المتهم الي مركز شرطة امبدة جنوب ودون في مواجهته بلاغ «117» من القانون الجنائي، كما وجهت نيابة أمن الدولة تحت المواد «17/21/22/25» من القانون الجنائى تهماً بتزييف عملات اجنبية في مواجهة «18» متهماً بينهم اجانب في بحري والخرطوم، وتعود تفاصيل البلاغ الى ان معلومة وصلت الى الامن الاقتصادي بوجود اجانب وسودانيين يزيفون عملات اجنبية، وبعد التأكد من المعلومة تم إعداد كمين وألقي القبض على المتهمين وتم ضبط عملات مزيفة بحوزة زوجة احد المتهمين وأحيل البلاغ من النيابة الى المحكمة للفصل فيه.

قانون رادع:
وافادت المحامي رشا عبد الرحمن في حديثها لـ «الإنتباهة» عن كيفية محاربة جرائم التزييف والحد منها، قالت: يجب على الدولة والجهات القانونية والعدلية وضع المزيد من الضوابط للبيع والتصرف في آليات التصوير الرقمية والتصوير الملون وماكينات تصوير المسح الضوئي «الاسكنر» والرقابة على استخدامها، وبالاضافة الى رصد تحركات المزيفين وهم عصابات تكاد تكون معروفة للجهات الأمنية ومناطق ارتيادها خاصة الشقق التي يستأجرونها لهذه الأغراض. واشارت إلى أنه في قانون العقوبات بالسودان أن عقوبة التزييف تختلف عن العقوبات، إذ أن القانون يحاسب ويعاقب على الأعمال التحضيرية لجريمة التزييف، أما الجرائم الأخرى فإن الأعمال التحضيرية دون الشروع في الجريمة لا يعاقب عليها وهو غير مجرم عدا التزييف والحرب ضد الدولة.

صحيفة الإنتباهة
نجلاء عباس[/JUSTIFY]