عبد اللطيف البوني

هم برضو سياسيين


[JUSTIFY]
هم برضو سياسيين

تخطىء حكومة الانقاذ إذا عولت على أن المعارضة الحزبية ممثلة في الأمة والشيوعي والشعبي والناصري والبعثي وغيرها قد تراجعت او تحفظت على ميثاق الفجر الجديد لأن الحكومة هددتها باستخدام قوة الدولة ضدها فهذه الأحزاب بغض النظر عن قوتها او ضعفها وبغض النظر عن خياراتها المتاحة لديها تجاربها السابقة مع حملة السلاح كما أن لديها وعي السياسي وقراءتها الخاص للواقع والنصوص فهذه الاحزاب تجربتها مع الحركة الشعبية ايام التحالف الوطني قبل وبعد نيفاشا كشفت لها مدى حرص الحاملين للسلاح على تحقيق أجندتهم الخاصة لقد وجدت هذه الأحزاب نفسها قد أسمهت في انفصال الجنوب دون تخطيط منها لذلك.
الأهم في تقديري أن الأحزاب الوطنية لم تعد مكتفية باتفاقيات قطع الفرقة بفتح الفاء- فلنسقط النظام اولا ثم نتفق بعد ذلك على تقسيم السلطة فإذا سقط النظام نتيجة تحالف المسلحين مع غير المسلحين فإن الكاسب سيكون الذي يحمل السلاح وسيكون الوريث للنظام بمقتضى منطق القوة ثم ثالثا ان بعض الذين يحلمون السلاح أقول بعض مشكلتهم الأصلية ليس حكومة الانقاذ إنما الاختلال التنموي والغبن الثقافي والتهميش السياسي الذي لازم مسيرة الحياة السودانية منذ نشأة السودان الحديث الى يوم الناس هذا فهؤلاء لا يرون فرقا بين الانقاذ والأحزاب المعارضة لها وأن الثورة يجب أن تستمر الى أن يعود السودان الى منصة التأسيس الأولى.
طيب, إذا اقتنعنا ان ما ذكرناه أعلاه هو بعض الذي منع الأحزاب السياسية المعارضة للانقاذ من مسايرة الحركات المسلحة رغم اتفاقها معها في رفض سياسات نظام الانقاذ فما هو واجب حكومة الانقاذ تجاه هذه الاحزاب الوطنية التي تعارضها معارضة سلمية؟ في تقديري ان ذات التاريخ المشار اليه اعلاه كان ينبغي ان تستوعبه الانقاذ هي الاخرى وتستفيد من دروسه فمن قبل دفعت هذه الاحزاب دفعا للتحالف مع الحركة الشعبية حاملة السلاح لأنها قالت إن الحكم لا يأتي بغير القوة فاستقوت الحركة بالاحزاب قبل وبعد نيفاشا فأذاقت الانقاذ المر مرتين مرة في نيفاشا ثم بعد نيفاشا فلماذا تكرر الانقاذ ذات الخطأ مرة اخرى وتدفع هذه الاحزاب للتفاهم مع حملة السلاح؟ لماذا لا تفكر الانقاذ في إعطاء هذه الاحزاب حقها الطبيعي والدستوري في المشاركة بكافة أشكالها؟.
القول بأن صناديق الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتداول السلطة كلمة حق أريد بها باطل فإذا كانت الانقاذ ترفض حتى تدوال السلطة داخل جماعتها فكيف تتيح للذين خارجها تدوال السلطة معها؟ ان انتخابات حرة ونزيهة في ظل التركيبة السياسية الحالية امر لا يمكن تحقيقه لنأتي من الآخر وننظر الى انتخابات والي القضارف التي تجرى هذه الايام فهل هناك عاقل يرى أنه يمكن أن يفوز بها غير مرشح الحزب الحاكم الذي هو حاكم الولاية الحالي في نفس الوقت؟؟؟ عليه فإن الشغلانة محتاجة لتوافق جديد محتاجة لرؤية جديدة تضع مستقبل البلاد ومصيرها فوق الاعتبارات الذاتية الضيقة محتاجة لميثاق وطني ينبثق عنه دستور يرضي كافة السودانيين بما فيهم الذين يحملون السلاح. إن إرجاع السودان لمنصة التأسيس الاولى 1821, أمر يفرضه العقل والمنطق ويمكن أن يتم بالتراضي ودون إراقة دماء اذا نظر الحاكمون الآن للأمور بعين العقل والحكمة ولكن… للحديث بقية إن شاء الله.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]