عجوز؟ لا بأس.. ولكن بشرط…

[JUSTIFY]
عجوز؟ لا بأس.. ولكن بشرط…
أغادر السرير أو الكرسي في البيت او المكتب متوجها إلى غرفة أخرى، وأدخل هذه الغرفة الأخرى محدقا في محتوياتها في بلاهة، لأنني أكون قد نسيت ماذا كنت أريد فيها.. أنزل من السيارة، وأدخل المكتب، وبعد عدة ساعات يأتيني شخص ليبلغني ان محركها ما زال يدور، أتوجه إلى فندق شمشون لأن هناك محاضرة مهمة، لاكتشف ان المحاضرة كانت في فندق دليلة الليلة قبل الماضية.. حدث أكثر من مرة ان لاحظت ان معجون الأسنان الذي استخدمته غريب الطعم، لينبهني أحد أفراد العائلة أنني حصلت على المعجون من أنبوب الكريم المضاد لجفاف البشرة.. وعندي نحو عشر نسخ من مفتاح السيارة بعد ان صار من المألوف ان أقلب البيت رأسا على عقب بحثا عن «المفتاح، وتلك النسخ العشر موزعة على أفراد العائلة لأنهم سئموا اتهاماتي المتكررة لهم بأنهم يحركون المفاتيح من المواقع التي أتركها فيها.. قبل سنوات طويلة جلست لامتحان في الخارجية السودانية اجتزته بجدارة، وكان متضمنا اختبار ذكاء، كشف ان معدل ذكائي (آي. كيو) 135% وهو نفس معدل الذكاء الذي أوصل بيل كلينتون إلى البيت الأبيض (وأنا أيضا أقيم في بيت أبيض ولكنه مستأجر).. هل الشواهد التي أوردتها أعلاه دليل على أنني أصبحت غبيا أم أنني أصبحت عجوزا؟ أم الاثنين معا؟ ولعل بعض القراء يذكرون الكارثة التي كتبت عنها قبل سنوات بدخولي حمامات نسائية في مستشفى ضخم في العاصمة السعودية الرياض، وكيف جن جنوني وثار غضبي عندما اكتشفت بداخله فتاة (حسبت أنها قليلة الحياء)، ثم اكتشفت لاحقا ان هناك رسما واضحا في «المدخل» يشير إلى ان تلك الحمامات مخصصة للنساء وأن قليل الحياء (ولو سهوا) كان ابو الجعافر سليل العناتر.
شخصيا أفضل ان يقال عني غبي من ان يقال عني «عجوز»،.. ليس لأنني من النوع المتصابي، الذي يكذب بشأن سنة مولده، بل لأنني لا أشعر قط بأنني متقدم في السن، فما زلت قادرا على العمل 12 ساعة يوميا، وعملي ليس من النوع الآلي الذي قد تؤديه بدون تركيز، بل يتطلب يقظة ذهنية كاملة، ولكن المشكلة هي انني قد أعمل يوما ما 12 ساعة ثم اكتشف ان اليوم «جمعة»، وقد أنجز عملا يستغرق عدة أيام في المواعيد المحددة، ثم أرسل الأوراق المتعلقة به بالفاكس إلى جهة الاختصاص، فتصلني الأوراق بعد قليل ومعها مذكرة تقول «يبدو انك أرسلت الينا هذه الأوراق عن طريق الخطأ.. مع تحيات مؤسسة برابيرو للتنظيفات».. يعني، أعاني من خلل ما، ولا أتذكر الأشياء الصغيرة التي حدثت قبل سويعات أو أيام قليلة، ولكن أليس هذا دليل كِبر وتقدم في السن؟ جائز؟ ولكنني لست مقتنعا بأنني «عجوز» لأنني فعلا لست عجوزا، ولا أحب مجالسة العجائز الذين يشكون على مدار الساعة من كل شيء! ثم إنني أذكر تفاصيل أحداث مرت بي وأنا طفل صغير وأذكر تواريخ أحداث جسام عبر التاريخ العربي المضطرب! يعني ما زال عقلي «صاحيا» وكل ما هناك هو انني أعاني من خلل بسيط في الذاكرة يجعلني لا أعرف على وجه التحديد من هو رئيس الوزراء العراقي الحالي: هل هو نوري المالكي أم أبو مصعب الزرقاوي! وربما منشأ هذا الخلل أنني احمل جينات إفريقية – عربية، هي التي تسبب لي حالة النسيان والتوهان وتجعلني ميالا إلى تحميل الآخرين مسؤولية «ضياع» أشيائي.
[/SIZE][/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

Exit mobile version