تحقيقات وتقارير
بعد طرد المنظمات الأجنبية :المنظمات الوطنية .. المحك الحقيقي
وقال مسؤول المنظمات بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي ان البلاد تمر بمرحلة مفصلية ولابد من تفكير جديد في مفهوم العمل الانساني ومآلاته شارحا ان العفوية السودانية هي التي سمحت للعمل الانساني ان يمضي بهذه العشوائية، الامر الذي يحتاج الي رؤي جديدة تخرج البلاد من هذه الأزمات ، لكنه رجع وقال ان هذه الأزمات لابد من توظيفها التوظيف الايجابي ، واعتبر ان قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق توقيف واعتقال الرئيس عمر البشير وطرد المنظمات الاجنبية العاملة في دارفور والبالغة 13 منظمة جعلت الحكومة والمجتمع ينفعل مع قضايا النازحين اكثر مما كان عليه الانفعال في الماضى ، وقال ان الحكومة ربما تطرد مزيدا من المنظمات الاجنبية العاملة في دارفور اذا اقتضي الامر ، ورأى ان المانحين ربما يوقفون الدعم عن هذه المنظمات بغرض احداث أزمة غذائية ،
وتابع ان المنظمات الوطنية قادرة علي احلال المنظمات الاجنبية شارحا ان الغرب لديه مفهوم مختلف تماما عن المفهوم الشرقي للعمل الانساني ، فالغرب ينطلق من مفاهيم مختلفة تتلقي المنظمات الاجنبية الدعم من مؤسسات وشركات كبري ووكالات محلية ووكالات الامم المتحدة ، يقوم علي نظام ضريبي معين ففي امريكا والغرب يعفي المتبرع للعمل الانساني مقابل اعفائه من الضرائب معتبرا ان المال المدفوع اصلا يكاد يذهب الي ادارات الضرائب لذلك يغطي العمل التجاري الوحشي بالعمل الانساني واصفا ذلك العمل بعمل العلاقات العامة ، وفي الوكالات الحكومية كل حكومة في الغرب عندها وكالة ويدخل العمل السياسي في العمل الانساني مقابل التقارير التي ترفع من قبل المنظمات الانسانية يكون الدعم ، لذلك ليس هذا العمل الذي تقوم به هذه المنظمات بالعمل الخيرى الانساني وهو عرضة للاستغلال واستغلال الاوضاع المأساوية لاغراض سياسية وهي مسألة غير اخلاقية ، وابدي قطبي تساؤله حول كم من هذه الموارد يذهب للمستفيدين من النازحين او اللاجئين في المعسكرات في دارفور، وقال ان الرواتب والسيارات والاجراءات الادارية اكبر بكثير من التي تذهب الي المستفيدين من النازحين ، شارحا انه عندما تقدم المنظمات الوطنية نفسها لتحل محل المنظمات الاجنبية يقال انها غير مؤهلة وان الذين يأتون من امريكا وغيرها من الدول الاوروبية هم المؤهلون مع العلم بان هؤلا الذين يأتون من الخارج ليس لديهم خبرة عن تلك المناطق ، وتابع ان هذه المنظمات الاجنبية تريد احلال الحكومة واختراق السيادة قائلا « نحن في مرحلة مفصلية لابد من عكس هذا الواقع ولاعادة هذا الواقع بفضل المنظمات الوطنية ».
وقال المهدي ،ان المنظمات الوطنية بصدد عقد لقاء جامع في منتصف الشهر الجاري بغرض التأكيد علي جاهزية المنظمات الوطنية ويشهده الرئيس عمر البشير ، الذي سيعلن عن نفرة شعبية كبيرة للوقوف مع النازحين عبر التبرع في العاصمة والولايات لدعم المنظمات الوطنية التي بدورها تسلم الدعم الي النازحين بجانب التحضير الي مؤتمر جامع للمنظمات العربية « اسكوفا » لحثها علي التبرع .
بينما قالت مستشارة الرئيس آمنة ضرار ان المنظمات الاجنبية كان ارتباطها بالسودان منذ الثمانينيات بالكوارث وكانت تعمل في المجال الانساني المباشر « منذ عيش ريقن » واعتبرت ان مناطق النزاعات تعد مناطق خصبة للعمل لكن رغم ذلك هناك اهداف تتم من تحت التربيزة وتبرز هنا الاجندة لهذه المنظمات وتستغل حالة فقدان الامن والاستقرار ، وطالبت الحكومة في اي تصديقات اخري ان تكون هنالك توأمة مشروعة بين المنظمات الوطنية والاجنبية تحسبا لما قد يحدث في اي وقت من الاوقات خاصة في حال خروجها ، واقترحت علي منظمة سند الخيرية بتبني دور تحريك المنظمات الوطنية لسد فجوة المنظمات الاجنبية .
وفيما يتعلق بعمل المنظمات الوطنية والشبكات قال رئيس مفوضية نزع السلاح والتسريح واعادة الدمج سلاف الدين صالح ان الشبكات المسجلة لدي الادارة العامة للمنظمات الوطنية 35 شبكة شارحا ان هناك مؤشرا معقولا نستطيع ان نعتمد عليه في سد الثغرة من قبل المنظمات الطوعية الوطنية التي احدثتها تداعيات مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بخصوص العاملين في المجال الانساني يوجد في السودان 188 منظمة اجنبية عاملة في شمال السودان ، بها 16690 من العاملين في مجال العمل الانساني تستخدم 2041 عربة بجانب 3808 من اجهزة الاتصال في 472 موقعا ، ويمضى الي ان خروج بعض المنظمات الاجنبية من الشروط الخاصة بتسجيلها وبرامج عملها وممارستها لاعمال لا تتصل بالشأن الانساني مما ادي الي طردها ادي ذلك الي حدوث فجوة في مجال العمل الانساني بمختلف مجالاته مما ترك اثرا واضحا في قطاع خدمات الغذاء والصحة والمياه التعليم والايواء ، وقال ان المنظمات الوطنية قادرة علي التعامل مع كل التأثيرات المتوقعة بما لديها من تاريخ ، ويري ان المخرج من تأثير خروج المنظمات الاجنبية في استنفار الاصدقاء من الدول علي المستوى الاقليمي والدولي بجانب الاعتماد علي الذات ومساعدة المستهدفين للعودة الي افضل مما كانوا عليه.
سامي عبد الرحمن :الصحافة [/ALIGN]