الطاهر ساتي

‫‫(Tancho Hair Dye ).. فاجعة أخرى ..!!

‫(Tancho Hair Dye ).. فاجعة أخرى ..!!
** (دورسازولايد)، قطرة دوائية يستخدمها مرضى المياه السوداء – قبل وبعد العملية الجراحية – لكي لايصابوا بالعمى.. علماً أن الإصابة بداء المياه السوداء هي السبب الثاني من أسباب العمي في بلادنا، أي بعد داء المياه البيضاء مباشرة.. والمريض بداء المياه السوداء ملزم باستخدام تلك القطرة الدوائية ( مدى الحياة)..والمريض بهذا الداء بحاجة الى زجاجتين أو ثلاث شهريا من تلك القطرة.. سعرها قبل شهر تقريباً كان ( 25 جنيهاً)، ثم قفز السعر بعد إعتماد مجلس الصيدلة والشركات ل(دولار العكد) إلى (85 جنيهاً)، فأحسبوا نسبة الزيادة أيها الأكارم..ومع ذلك، لم يبارح (دولار العكد) سعره المريب ( 9 جنيهات) ..!!

** فالقضية – منذ الأثنين الفائت – الفائت أمام رئيس نيابة الثراء الحرام، وكذلك شرعت بعض الشركات في تخفيض أسعار أدويتها منذ الثلاثاء الفائت..ومع ذلك، نواصل فضح نشاط المافيا ( زي الما حصل شئ)..نعم، فالغاية ليست هي تخفيض أسعار بعض الأدوية بغرض تخدير الرأي العام أو قتل القضية في صفحات الصحف.. بل نطالب تلك الجهة النيابية وبقية الجهات العدلية بأن تمضي بالقضية إلى منتهاها.. (حاكموهم أو حاكمونا)، أوهكذا الغاية .. وملتزمون بالرصد والمتابعة والتنبيه – بين الحين والآخر – بمثل تلك المقدمة .. وإلى حين تنبيه آخر، ندع أسعار الأدوية ودولار العكد، ونحكي قصة أخرى من قصص تحالف مجلس الصيدلة مع بعض الشركات الفاسدة ضد المواطن..ونأمل أن ترصد نيابة أمن الدولة وقائع هذه القصة..هذا ما لم يكن المعنى بأمن الدولة هو فقط حماية سلاطين السلطة الحاكمة، وليس الرعية ..يلا، نحكي المواجع بالوثائق ..!!

** مستحضر تجميل (Tancho Hair Dye )، صبغة شعر، جاءت بها إحدى الشركات من أندونيسيا لتوزيعها وتسويقها في أسواق بلادنا.. ممتاز، فالسواد الأعظم من شيوخ بلادنا يتوق إلى زمن الشباب، ولذلك يستخدمون تلك الصبغة بحيث يصبح لون شعرهم أسوداً كما لون شعر الطفل والصبي والشاب.. وكذلك نساء بلادي يعشقن رسم الحناء بحيث تبدوا الأيدي والأقدام رائعة كما إحدى لوحات راشد دياب..وعليه، مرحبا ب (صبغة تانشو).. ولكن، لمعاملنا ومختبراتنا رأي علمي يفيد بأن نسبة تركيز المادة الكيميائية المستخلصة منها هذا المستحضر يجب ألا تتجاوز (3%).. والإصابة بداء السرطان والفشل الكلوي من مخاطر تجاوز نسبة تركيز تلك المادة الكيميائية لتلك النسبة المتفق عليها عالمياً (3%).. !!

** ولذلك ، إتكأ المختبر الوطني للرقابة والبحوث الدوائية على ذاك الإلتزام العلمي والأخلاقي العالمي، وأخضع هذا المستحضر للفحص المعملي، ثم كشف ما يلي نصاً ( العينة غير مطابقة للمواصفة، إذ نسبة تركيز المادة الكيميائية في الديباجة (2.94%)، ولكن نسبة تركيزها في الصيغة التركيبيبة (25%).. وعليه : هناك غش، وهذه مخالفة للمواصفة ).. أي مارست الشركة الغش والخداع، وذلك بوضع نسبة تركيز مطابقة للمواصفة على الديباجة (2.94%)، ولكنها مخالفة على الواقع (25%)..و(25%) نسبة تهدد مستخدمها بالسرطان والفشل الكلوي، حسب رأي العلماء.. ولذلك، رفض المختبر نسبة تركيز تلك المادة الكيميائية، وأمر مجلس الصيدلة بابادة المستحضر عاجلاً أو إعادة تصديره فوراً ، وكتب تقريراً بهذا النص.. أصل التقرير بطرف مجلس الصيدلة وصورته بطرفنا إن كانت نيابة أمن الدولة بحاجة إليها..هذا ما لم تكن نيابة لحماية وتأمين رئيس وأعضاء مجلس الوزراء فقط ، وليس الشعب ..!!

** المهم ، لم يلتزم مجلس الصيدلة بأمر تقرير المختبر الرقابي..بل شكل أمينه العام الدكتور محمد امام العكد لجنة بتاريخ ( 1/ نوفمبر)، لتمرير هذا المستحضر (باي طريقة)..فاجتمعت اللجنة يوم تشكيلها، أي (1/ نوفمبر)، وهذا لم يحدث في تاريخ لجان الدنيا والعالمين، وخاطبت المختبر الرقابي في اليوم ذاته (1/ نوفمبر)، بإعادة الفحص.. فاعاد المختبر الفحص، ثم رد بصحة نتائج ومصداقية إختباره ذاك ، وكان الرد بتاريخ (2/ نوفمبر).. وكل تقارير المختبر بطرفنا .. المهم، رغم أنف هذا التأكيد العلمي على مخاطر تلك المادة الكيميائية ، أطلق الأمين العام لمجلس الصيدلة سراح المستحضر يوم (الخميس 3/ نوفمبر)..أي رفع عنه الحجز، لا لإبادته عاجلاً ولا لإعادة تصديره فوراً حسب توصية المختبر، بل ليباع في أسواق بلادنا.. وهذا ما حدث ( فعلاً)..!!

** ولاحقاً، أي بعد التوزيع والتسويق، علمت وزارة الصحة بالفاجعة ومخاطرها على صحة الناس .. وشكلت لجنة تحقيق برئاسة البروف أبوبكر عثمان، عميد كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم.. فحققت اللجنة وأكدت صحة الفاجعة ومخاطرها على صحة الناس، ولخصت الوقائع وشخوصها، ثم رفعت تقريرها لوزارة الصحة المركزية..وكما العهد بهم دائما في مثل هذه المواجع، تم حفظ تقرير الإدانة الذي يحمل توقيع رئيس وأعضاء لجنة التحقيق في دولاب (فقه السترة)..ولايزال التقرير – بكل ما فيه من خدعة الشركة ومادتها ذات المخاطر الصحية و تحالف المجلس – في (الحفظ والصون)، بلامحاسبة ..نعم، لم يحاسبهم أحد.. وعليه، السؤال لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء و البرلمان ومجلس الصيدلة وبقية المؤسسات الدولة المسماة بالمسؤولة : إن لم يكن هذا تحالفاً شيطانياً بين سلطة نافذة و مراكز قوى تجارية فاسدة، فما معنى ( التحالف الشيطاني) ..؟؟‬

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]