جعفر عباس
كره الكرة.. لماذا (2)
لو كان الرئيس الأمريكي يفهم في السياسة لوفر على بلاده الكثير من المليارات والأرواح، ونال رضا العرب بسعر التكلفة بتنظيم بطولة كروية كل شهر بطريقة الأكلة الشعبية السودانية المسماة «الكمونية» التي تتألف من عناصر غير متجانسة ومع هذا تلقى قبولا شعبيا، أي بطولات سكلانس، الكاميرون ضد سويسرا والسعودية ضد كوبا وزامبيا ضد كمبوديا والصومال ضد البرازيل، ولو فعل ذلك فإنني أضمن له أن العرب لن ‘يرمشوا’ حتى لو مسح نتنياهو رفح، وللبيوت هدم وللدماء سفح، وحتى لو الكيل في العراق طفح، وجحيم نيران دباباته للوجوه لفح، وترددت في كافة العواصم العربية أصوات تاح تراح!! ما لا يعرفه سيد البيت الأبيض هو أن العرب مصابون بمشكلة الذاكرة قصيرة الأمدyromem mret trohS.. يعني ينسون كل شيء بعد سويعات أو أيام، ولكن المشكلة هي أن الولايات المتحدة نفسها صارت في عهد سيء الذكر بوش جديرة بالتسمية التي أطلقها عليها الكاتب الأمريكي البديع المبدع قور فيدال aisenmA fo setatS detinU يونايتد ستيتس أوف أمنيزيا، وتعني الولايات المتحدة المصابة بفقدان الذاكرة، وإلا لما كانت كما يقول المثل المصري «تقوم من نقرة تقع في دحديرة»! واقترحت أن تكون البطولات التي تنظمها أمريكا وتمولها كمونية التكوين تفاديا لتنظيم بطولات عربية خالصة، فالقاعدة في العالم العربي هي أن مغني الحي لا يطرب، وكرة القدم العربية لا تطرب لأنها ‘كيتة’، التي هي موسيقى من غرب إفريقيا تتألف من أصوات صادرة من آلات «لحم رأس» كلها نشاز!! والكرة، مثل كل شيء في العالم العربي، تسبب لمن يتحمس لها العجز الجنسي وانهيار المناعة، كما أن كرة القدم الآسيوية عموما «مأساوية»، وقبل سنوات فاز منتخب الأمارات على منتخب نيبال 13- صفر، ثم سمعت أن فريق كويتيا فاز على منتخب بوتان بـ 12 هدفا دون مقابل، وكنت أحسب أن بوتان من مشتقات البترول، وليس بلدا على الخريطة، (كنت حتى ثمانينات القرن الماضي أحسب الأوزون نوعا من الخمر، وأن ثقب الأوزون مرض يصيب الكبد بسبب شرب ذلك النوع من الخمر).. ولو كان القائمون على أمر الكرة السودانية يعرفون أصول رفع معنويات اللاعبين والجمهور، لحرصوا على أن تكون معظم مبارياتهم ضد الهند وبنغلاديش وإندونيسيا التي لا يستطيع ثلاثتهم تكوين فريق موحد يصمد خمس دقائق أمام فريق الشباب في مدرسة الخرطوم شمال الابتدائية! المهم أن بطولة الكرة الأوربية أراحت رؤوس الجماهير العربية من بلاوي غزة والصومال ودارفور، ولم يعد يهمها لو قضى الإسرائيليون والأمريكان على الأخضر واليابس. [/SIZE][/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]