عبد اللطيف البوني

بعيدا عن السياسة ..قريبا من الناس.


[JUSTIFY]
بعيدا عن السياسة ..قريبا من الناس.

*أحيانا تتراكم عوامل الإحباط وتحاول منعنا من الكتابة بإشعارنا بأننا إنما ننفخ في قربة مقدودة ، لكننا نعود ونجد أنفسنا أمام مسؤولية أخلاقية تدفعنا دفعا لمواصلة السعي قدر ما نستطيع من أجل نصرة الحق ولو بالكلمة.
*أحيانا أخرى نحس بأننا أصبحنا (نلت ونعجن) في كلام مكرر قلناه مئات المرات ولا حياة لمن تنادي ، لكن عندما نحس أن المشاكل التي يعاني منها الناس ما زالت قائمة ، وأن النزاعات المدفوعة حزبيا تلقي بظلالها السالبة على المواطنين وهم لا حول لهم ولا قوة يدفعون ثمنها كل يوم بلا طائل نجد أنه لا مفر من الاستمرار في قول النصيحة لعل وعسى.
*نقول هذا لأنه للأسف ما زالت عملية شد الحبل بين الحزبين الحاكمين في دولتي السودان مستمرة دون أدنى اعتبار للآثار المدمرة التي طالت حياة المواطنين في البلدين وما زالت تهدد بالمزيد من الويلات والضغوط المعيشية والاقتصادية.
*ليس هذا فحسب فهناك من يسعى بكل ما يختزن في دواخله المشوشه و المشوهة من كره ومكر وحقد للوقيعة بين بلدي السودان ببث أنباء مسمومة لا تخدم أي بلد من بلدينا وإنما تهدد مستقبلهما لأن أي أضرار تلحق ببلد من البلدين سلتقي بظلالها مباشرة على البلد الآخر كما هو حادث الآن وسط غفلة متعمدة.
*يعلم أهل الحكم في البلدين أنه لم يعد هناك وقت للتلاوم وتبادل الاتهامت وأنه لا مخرج أمام بلديهما وللمواطنين إلا إكمال مشوار السلام الذي بدأ بنيفاشا ووصل إلى منتصف الطريق في اتفاق التعاون الذي وقعه الرئيسان البشير وسلفاكير وأنه ليس من مصلحة البلدين ولا المواطنين التراجع عن هذا الاتفاق ولابد من الإسراع بانفاذه لتأمين السلام الذي تم واستكمالة خاصة في السودان الباقي.
*نقول هذا ونحن ندرك حجم الأضرار التي ترتبت على تأجيج الفتن القبلية – حزبيا – كما جرى في دارفور وكما يجري حاليا في مناطق التمازج التي كانت تجمع بين أبناء قبيلتي الرزيقات والدينكا انسانيا واجتماعيا واقتصاديا قبل أن يُحشروا في نفق الخلافات الحزبية الفوقية التي كلفتهم ثمنا باهظا من أرواحهم وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية.
*نقول هذا بعيدا عن السياسة اللعينة التي شغلت الحزبين الحاكمين في الدولتين عن هموم وأحلام المواطنين كما عبر عن ذلك بصدق محمد عيسى عليو – وهو من الذين يدهم في النار – الذي أشار في مقاله بالزميلة ( الصحافة) امس الأول إلى التداعيات المؤسفة للنزاعات بين الرزيقات والدينكا عندما قال إن هذه النزاعات أضرت بالناس والحيوانات والبيئة.
*نتفق مع عليو أن الموقف الآن إنساني وليس سياسيا أو أمنيا ولابد من إسراع الخطى بمشاركة أصحاب المصلحة الحقيقية في السلام بالبلدين لمحاصرة تداعيات هذه النزاعلت ومعالجة أسبابها بالتراضي السوداني بعيدا عن المكايدات الحزبية التي تغذي الفتن القبلية العمياء.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]