جعفر عباس

والرجال فرسان في أكثر من ميدان


والرجال فرسان في أكثر من ميدان
[JUSTIFY] تغزلت أمس بمحاسن النساء غير الحسية، للتأكيد للمرة التريليون بعد المائة بأنه ليس لدينا نحن الرجال ما يحسدننا عليه.. ثم وافاني قارئ لن أذكر اسمه، بقائمة «معاكسة» للمجالات التي يتفوق فيها الرجال على النساء، وعلى رأسها أنك كرجل تستطيع إجراء مكالمة هاتفية تستغرق نصف دقيقة تقول وتسمع خلالها كل ما تريد.. هذه حقيقة اتفق معها تماما.. أحيانا أقول لزوجتي: لماذا تتحدثين مع أختك على الهاتف لأربعين دقيقة بينما أتحدث أنا مع أختي – مثلك من الدوحة وهي في الخرطوم- لخمس دقائق، أقول لها خلالها وأسمع منها كل ما أريد وتريد، وعلما أن حبك لأختك لا يزيد على حبي لأي من إخوتي.. وتجيب على سؤالي بأنني «جلف»، وأميل إلى اختصار الكلام ولا أتردد في قطع المكالمة الهاتفية بينما من هو على الطرف الآخر في منتصف جملة، بعبارة «مع السلامة»، فأقول لها إنني أقطع على من أهاتفهم الجمل غير المفيدة، والغرض من الاتصال بأختي – مثلا – هو الاطمئنان عليها وطمأنتها بأنني بخير، وليس بحث تطورات قضية دارفور.. زوجتي ترى أنه «عيب» ان تكون المحادثة الهاتفية «مكلفتة»، وأنه من الواجب مجاراة الطرف الآخر بالاستمرار في الحديث حتى ينتهي نهاية «طبيعية».. بس المشكلة هي ان معظم المكالمات بين النساء لا تصل إلى النهاية الطبيعية بسهولة.. عندي بنتان تعتبران استثناء من هذه القاعدة، فكل منهما تتصل بي ثلاث مرات يوميا على الأقل، ولا تستغرق المكالمات الثلاث بيننا أكثر من دقيقتين: بابا جيب معاك كذا وكذا.. حاضر.. باي.. يا بنتي أنا سأتأخر اليوم فلا تنتظروني في وجبة الغداء.. طيب بابا.. باي.. ولكل منهما هاتف خاص، ولكنني لا أسدد فواتيرهما إلا مرة كل 3 أشهر لأن مكالماتهن تلغرافية حتى مع القريبات والصديقات.
ونتفوق نحن الرجال على النساء بأن الاستعداد للخروج من البيت (بما في ذلك الوقت الذي يستغرقه الاستحمام) لا يأخذ من وقتنا أكثر من عشر دقائق، ولهذا فإن 90% من الرجال الذين يخططون للخروج مع زوجاتهم أو قريباتهم لا يشرعون في ارتداء ملابسهم ما لم تصل الزوجة او القريبة مرحلة البحث عن الحذاء المناسب.. نعم النساء بطبعهن ميالات إلى التأنق والهندمة، ولكنهن «يمسخنها».. كل قطعة ملابس لها قطع أخرى تمشي معها أي مكملة لها من حيث اللون او التصميم.. (النكتة القديمة: سؤال:البلوزة دي تمشي مع التنورة/السكيرت؟ جواب: لو ضغطنا عليها يمكن تمشي) والمصيبة الكبرى هي أنك تحسب ان زوجتك او أختك فرغت من ارتداء ملابسها، وأن المرحلة الأخيرة ألا وهي ارتداء الحذاء لن تستغرق أكثر من نصف دقيقة.. مسكين أنت، لأن لديك 3 أو حتى 9 أزواج من الأحذية، في حين ان المرأة الغلبانة لديها ما لا يقل عن 20 زوجا من الأحذية، ولا بد من إجراء مسح شامل لهذا العدد قبل اتخاذ قرار بشأن أيهما أنسب.. يا بنت الناس نحن ذاهبون لزيارة أختك ولا داعي لكل هذا الهيلمان.. وأختك هذه بالذات تزورنا وهي ترتدي شبشب الحمام فيكون الرد: يمكن نلاقي ضيوف في بيت أختي.. ولو لقينا ضيوف؟.. أنت جنيفر لوبيز أم جوليانا جولي؟ ويا ما كتبت عن المكتبة الصغيرة التي كنت احتفظ بها في غرفة النوم فتحولت شيئا فشيئا إلى «مجزمة» واختفت كتبي داخل صناديق الكرتون.

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email] [/JUSTIFY]