البداية كانت بصاحب الدكان حامد موسى الذي بدأ حديثه بقوله: اية مشكلة بتحصل داخل بيوت الحي يكون عندي بيها خبر والواحدة بتجي عشان تشتري ليها حاجة واول ما تقول ليها زهجانة مالك ما تصدق وتبدأ في سرد المشاكل.. وعند سؤالنا له عن مصادره الحقيقية في معرفة الاسرار داخل البيوت يجيب حامد قائلاً: في اي حي بيكون في زول أو زولة «شمارة» تنقل الاخبار والاحاديث وصاحب الدكان يتذكر مشاركته في حل العديد من المشاكل الاسرية بحكم تلك السنين التي قضاها بائعاً في الحي ومعايشته لاهله في افراحهم واحزانهم ويصمت قليلاً قبل ان يتحسر على الايام الخوالي وتغير الاخلاق. وفي ذات الاتجاه إلتقينا ببابكر الامين صاحب دكان بأحد الاحياء الام درمانية الذي يؤكد بكل فخر ان كل صغيرة وكبيرة بتحصل في الحلة له علم بها وعن مصدره في معرفة الاسرار، يقول بابكر ان الدكان مقسم لثلاث فترات، فالصباح هو موعد النساء وتجمعاتهن امام الدكان للشراء ويبدأن في تفريغ الشمارات والمشاكل البتحصل داخل البيوت وكأن صاحب الدكان «دا» ما بسمع. وعن فترة منتصف النهار يقول بابكر «دا» زمن الشباب العطالة وديل ما عندهم شغلانة غير مشاكل البيت و «نبش» نسوان الحي وبناته انتهاء بمعاكسة الفتيات في الشارع، وفترة المغرب لها نكهة خاصة ومختلفة فهي جلسة الكبار من رجال الحي وما على الواحد الا أن ينظف«اذنه» حتى تكون مستعدة لتلقي المعلومات.
وفي اتجاه آخر يقول صاحب دكان رفض ذكر اسمه ان مصدره في تلقى الاخبار والاسرار هم شريحة الاطفال فعادة انتهز فرصة «مراسيل» الاطفال للدكان وابدأ في استدراج الواحد لمعرفة ما يدور داخل البيت من مشاكل وعقبات ولا أظن أن هنالك اسراراً يمكن اخفاؤها في زماننا هذا وبقطعة شوكلاتة «الشافع» يقول ليك الخلافات البين الوالدين والاخ العاطل وخناقات الاخت البتقرا في الجامعة يعني «يديك» أخبار البيت ويذهب. «خلف الله» صاحب دكان بام درمان في اتجاه آخر حيث يؤكد ان خبايا البيوت أصبحت متاحة مثل السلع التي يبيعونها، ويقول في هذا الشأن لو عايز تعرف أسرار الحي كلها يمكنك ذلك.. لأن الضغوط المادية والتفكك الاسري له دور مهم.. واقرب مثال لو عايز قروش من واحد وطالبته برد الدين يبدأ في سرد جميع مشاكل البيت من اجل اقناعك بأنه لا يستطيع رد الدين في الوقت الحالي.
ويشير عباس الماحي صاحب دكان آخر الى امكانية معرفة مشاكل البيوت دون أدنى إجتهاد. وعن نفسه يقول عباس لا أحب التدخل في شئون الآخرين لذا لا اهتم بما يدور في داخل البيوت ويضيف قائلاً: الاخبار والاسرار أحياناً بتصل لينا من اصحاب المشكلة نفسها واحياناً بنسمع بيها ومرات صوت الناس داخل البيت يرتفع حتى يصل الشارع وفي النهاية هي اشياء يجب عدم الخوض فيها وتداولها.. تركنا عباس الماحي بعد ان ازدحم المحل بعدد من الزبائن، ومواصلة لجولتنا إلتقينا بمصطفى صاحب محل بالثورة.. وعن ذلك يقول عملت اتصالات في الدكان مخصوص عشان اعرف ما يدور في الحي واحياناً بسأل واتابع و «اشمشم» لمعرفة آخر تطورات المشاكل واعتمد على السمع وده طبعاً مصدري في معرفة الاسرار.[/ALIGN] الراي العام
