تحقيقات وتقارير

الجنائية الدولية .. العدالة الزائفة


1- المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الحالى للسودان عمر حسن احمد البشير.
2- المحكمة الجنائية تعترف بانها المرة الاولى على الاطلاق التى تصدر فيها المحكمة مذكرة اعتقال بحق رئيس دولة لايزال فى منصبه.
3- الجريمة المزعومة أن الرئيس البشير «مشتبه» بتنسيق تصميم وتنفيذ حملة مكافحة التمرد ، أو هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأنه المسيطر على جميع فروع «جهاز» دولة السودان ، ويستخدم هذه السيطرة لضمان تنفيذ حملة مكافحة التمرد.
4- وكذلك انه كان مسؤولا عن :-
? خمس تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية : القتل – المادة 7 (1) (أ) الإبادة – المادة 7 (1) (ب) ؛ الترحيل القسري – المادة 7 (1) والاغتصاب – المادة 7 (1) ( ز) و (الخامسة لم تذكر).
? اثنتان من تهم جرائم الحرب: تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لايشاركون مباشرة فى الأعمال القتالية — المادة (2) (ه) (ط) ، والسلب — المادة 8 (2) (ه) (ت) (الجريمة الثانية لم تقدم).
5- فيما يبدو أنها وجدت أن الرئيس لم يرتكب جريمة الإبادة الجماعية وهذه التهمة لا يمكن أن توجه إليه.
6- العالم يدرك كراهية الولايات المتحدة للرئيس البشير ورغبتها الواضحة فى تغيير النظام. ربما لأن السودان يملك احتياطياً كبيراً من النفط قد لايكون لذلك علاقة بازاحة رئيس الدولة العنيد ولكن ربما لديه. ويبدو أن أولئك الذين يملكون النفط وغير متوافقين يقعون فى مشاكل مع الولايات المتحدة.
7- ولكن أسباب الاعتقال يمكن تطبيقها بسهولة على (الرئيس السابق) جورج بوش و(رئيس الوزراء السابق) توني بلير، الاثنان مذنبان (بالثابتة) بالمزيد من القتل، والإبادة ، والترحيل القسري والاغتصاب وبحكم كونهما رؤساء حكومات، فهما فعلاً نسقا وصمما ونفذا الحروب غير المشروعة ضد أفغانستان والعراق ، البلدان اللذان لا يمكن اثبات انهما هاجما الولايات المتحدة على النحو الذى هاجم فيه متمردون مسلحون حكومة السودان.
8 – بصفته رئيس دولة يواجه تمرداً فأن الرئيس السودانى من واجبه مكافحة التمرد، بالطبع يجب ان يكون مسيطراً، لكن كيف يكون رئيس دولة لو انه ترك مكافحة التمرد لاعتبارات الآخرين، فهذا غير معقول اذن ما الذى يمكن اعتباره خطأ لو حارب ضد التمرد، هل سيرلانكا والفلبين مجرمان كذلك؟
9- لم يوضحوا لنا نوع الاسلحة التى استخدمها البشير ولكن بوش وبلير استخدما العقوبات المباشرة لقتل (500) ألف طفل عراقى، واستخدما قنابل وقذائف اليورانيوم المنضب، والقيام بالتحريض على الحرب بين السنة والشيعة في العراق، ومقتل اكثر من (001) ألف من المدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية، واعتقال وتعذيب السجناء خارج نطاق القانون، ومجموعة أخرى من الجرائم ضد الإنسانية التي تستحق الحصول على اهتمام المحكمة الجنائية الدولية واصدار أوامر القبض بشأنها.
10- اذا كان البشير يستحق اللوم فان بوش وبلير يستحقان ذلك باكثر من البشير وعدد من رؤساء الحكومات يجب ان تصدر مذكرات توقيف بحقهم.
11- ولكن من الواضح ان المحكمة الجنائية الدولية تطبق المعايير المزدوجة، فهى اختارت الرئيس البشير لكنها تجاهلت الجناة من رؤساء الحكومات مرتكبي نفس الجرائم، جوهر العدالة هو ان تطبق على الجميع بمساواة، فكيف يمكننا أن نحترم المحكمة الجنائية الدولية إذا كانت منحازة وتميز بين الناس بشكل صريح؟
12- اود ان احذر رؤساء الدول الضعيفة من انهم سوف يعانون من ذات مصير رئيس السودان، ليس بالضرورة ان ترتكب أخطاء، اذا كنت عنيداً فإن التهم ستلفق ضدك واوامر القبض ستصدر بحقك، تعلمون ان الولايات المتحدة عازمة على إحداث تغيير النظام في كل مكان. المحكمة الجنائية الدولية ستكون اداة او جهازاً جيداً لذلك فهى ستكون أرخص من غزوات الصدمة والرعب.
13- العالم يجب أن يدين عمل المحكمة الجنائية الدولية لأنه يمثل صورة زائفة للعدالة. إذا سمح لهذا العمل ان يمر، فان المحكمة الجنائية الدولية ستصبح أداة أخرى لبروز إمبريالية الدول القوية.
14- نحن حقا نعيش في عالم ظالم، سيكون هناك المزيد من الظلم فى ظل وجود المحكمة الجنائية الدولية.

# رئيس وزراء ماليزيا السابق والمقال منشور بالمدونة الخاصة به وعنوانها على الشبكة الدولية.
بقلم : الدكتور مهاتير محمد.. ترجمة: محمود الدنعو :الراي العام