شغل كيري

** وهكذا تقريباً لسان حال البروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم، أمين الإعلام والناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم..فالناطق باسم الحزب الحاكم، توقف عن الحديث الإعلامي منذ أسابيع ، ثم أعلن عن سبب التوقف بافادة فحواها : لن أعود الى منصب أمين الإعلام متحدثاً باسم الحزب الحاكم ما لم يتم تكليفي بالمنصب رسمياً، وبخطاب صادر عن أمانة القطاع السياسي بالحزب.. وعليه، حسب تلك الإفادة التي تسربت للصحف، فالأمين الاعلامى للحزب الحاكم والناطق الرسمي باسمه، لم يكن يمارس مهامه طوال الفترة الفائتة (رسمياً)، أي لم يكن مكلفاً بموجب خطاب أو قرار صادر عن الحزب..!!
** ومثل هذا الوضع غير الرسمي للناطق، أي غير المعترف به رسمياً في أروقة الحزب، وغير المعتمد لدى السلطات الحزبية المختصة، هو ما يسمى شعبياً ب( شغل كيري)..وما لم أكن مخطئاً في إستيعاب معنى المؤسسية، كان على الحزب الحاكم أن يكون مؤسسياً مع منصب الناطق الرسمي، وليست من المؤسسية أن يكتشف الرأي العام – بعد عام ونيف من النطق المتواصل- أن الناطق الرسمي كان (شغال كيري ساكت)..والمدهش هو أن آداء الناطق الرسمي كان جيداً للغاية، إذ كان يطلق تصريحاً صحفياً كل يوم، وأحياناً تصريح بالصباح وآخر بالمساء وثالث (عند اللزوم)..وكل هذا الأداء الرائع، ( وحالتو بدون تكليف رسمي)..!!
** المهم، أي بعيداً عن موقف الناطق وغير الناطق..هناك فوضى في التصريحات المنسوبة للحزب الحاكم، بل المنسوبة للحكومة ذاتها، بكل أجهزتها التشريعية والتنفيذية، وهذا ما يربك وسائل الإعلام كثيراً بحيث تبدو أمام الرأي انها تنقل تصريحات سادة أحزاب وحكومات مختلفة، وليس تصريحات سادة الحزب الحاكم بالسودان وحكومته..على سبيل المثال الأخير، قبل أن تصل بشارة وزارة النقل للناس بانها أكملت التحقيق في قضية خط هيثرو، خرجت لجنة النقل بالبرلمان للناس بلسان حال قائل : (لم تكتمل التحقيقات)، ثم تراجعت سريعاً وقالت البارحة للصحافة : النتائج التي توصلت إليها الوزارة هى ذات النتائج التي توصلت إليها لجنة النقل بالبرلمان..هذا نموذج إرتباك يعكس إفتقار تصريحات المتحدثين باسم أجهزة الدولة لل(هارموني)..!!
** تلك الفوضى العارمة والعامة شئ، و تصريحات ربيع عبد العاطي شئ آخر..تصريحات هذا الربيع لا تفسد على الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم وحده طعم منصبه، بل تكاد تفسد أفكار وعقول الرأي العام أيضاً..وعندما يقول البروف بدر الدين، الناطق – الكان شغال كيري ساكت – باسم الحزب الحاكم : ( كثرة التصريحات من قيادة الحزب أدت لتضارب المعلومات)، فهو يعنى – تحديداً – ربيع عبد العاطي.. نعم، ربيع أكثرهم تصريحاً وأعمقهم جهلاً بما يحدث في عالم السياسة، |أي يتحدث (بلا تفكير أو معلومة)، ..ولهذا، لم تعد تصريحات ربيع تغضب وتربك الحزب الحاكم بالسودان فقط، بل تربك وتغضب (الكرة الأرضية)..!!
** ومن الطرائف، عقب إفادته لقناة الجزيرة بأن دخل الفرد في السودان (18000 دولار)، تبرأ منه الحزب الحاكم بلسان البروف بدر الدين ذاته، وقال بالنص (ربيع لايمثلنا)، ولكن خرج عليهم ربيع متحدياً : (أنا متعاقد مع جهة حكومية، وما بسكت)..وعليه، بما أن ربيع يتقن كل لغات العالم، نقترح لهذه الجهة الحكومية أن يجري تعديلا في العقد المشار اليه، بحيث يتحدث ربيعها لوسائل الإعلام باللغة العبرية فقط، وبهذا تكون الحكومة قد ثارت لمصنع اليرموك وإنتقمت من اليهود، و…(حلت مشكلة بدر الدين)..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]