جعفر عباس
الامتحانات وتجربة أبي الجعافر (2)
وفي كل البيوت عندنا يخيم كابوس الاكتئاب في موسم الامتحانات،.. منذ بداية العام الدراسي والكل في غفلة، لا يستيقظون منها إلا بعد توزيع جداول الامتحانات.. وعندها يقول ولد لأبيه ? مثلا- إنه يريد أدوات هندسة «للمذاكرة»، فينطلق الأب بملابسه المنزلية إلى المكتبة ويقف أمامها ويضغط على البوق إلى ان يأتيه أحد العمال فيطلب منه تلك الأدوات ويهرع بها إلى البيت متخطيا إشارات المرور الحمراء.. ولا يمر بذهنه السؤال: طيب يا ولد، كيف كنت تشارك في حصة الهندسة وتحل مسائل الهندسة قبل موسم الامتحانات وأنت لا تملك الأدوات اللازمة لذلك؟ وفي أجواء الامتحانات يزيد الطلاب من الجنسين جرعة الدلع: قهوة يا ناس.. بسرعة!! وتهرع الأم التي لم تدخل المطبخ طوال أربعة أشهر لإعداد القهوة وهي تتساءل لماذا لم يسبق للبنت/ الولد ابداء أي رغبة في تعاطي القهوة من قبل (ترك المذاكرة بحجة استراحة/ بريك للشاي والقهوة حيلة معروفة للهروب من الكتب والدفاتر).
أريد من الطلاب ان يتخذوني قدوة عند الاستعداد للامتحانات لأن طريقتي لاستقبال الامتحانات أثبتت فعاليتها، لأنها مريحة: نم مبكرا ولا تستيقظ قبل مواعيدك المعتادة! طيب متى أذاكر دروسي؟ ابدأ المذاكرة قبل موعد الامتحانات بشهرين او ثلاثة أشهر.. يعني على أقل من مهلك، وبهذا تستطيع مراجعة كل مادة بدل المرة الواحدة، ثلاث او أربع مرات، ومع بدء الامتحانات ستجد نفسك هادئا ورائق البال، وبينما زملاؤك يعانون من الضغوط النفسية والجسدية تكون أنت تشاهد برنامجك المفضل في التلفزيون أو تلعب بالكرة.. وقد اصطحبت هذه الوصفة في الحياة العملية، فحتى لو كنت مكلفا بمهمة تافهة لا تستغرق وقتا، وكنت بحاجة إلى التسيب لبعض الوقت، فإنني أنجز المهمة المطلوبة أولا ثم أشرع في التسيب.. والتسيب او الزوغان من العمل ضرورة نفسية أحيانا.. خاصة عندما تحس بالضيق او القرف من رتابة وسخافة ما يتوجب عليك القيام به.. غادر المكان الذي أنت فيه ولو بالانتقال إلى غرفة مجاورة ومارس أي نشاط من باب التسلية والترويح، او اجلس واسرح بعقلك (بس بلاش السرحان العجرمي).. افعل أي شيء يبعد عنك الملل ويجدد نشاطك.. ثم واصل استذكار الدروس أو العمل، ثم ارفع يديك بالدعاء لأبي الجعافر سليل العناتر الذي دلك على طريقة سهلة خالية من العبقريات لتجلس للامتحان وأنت واثق من نفسك ومتماسك.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]