هيثرو .. (قطرة في بحر)
** لشركة عارف خبرة طويلة في سوق العقار وزراعة الأعلاف وتسويقها، وكان يمكن الإستفادة من خبرتها هذه بجانب مقدرتها المالية في إحياء (مشروع سندس)، على سبيل المثال، أو تكون شريكاً إستراتيجياً مع والي الخرطوم و جهاز الضمان الإجتماعي – كسمسار أجنبي – في بيع وشراء أراضي العاصمة..وما كان يجب إشراكها في شركة طيران البلد، وهذا ما حدث رغم أنف شركات الطيران العربية والعالمية التي بادرت بتقديم عروض الشراكة، ومنها طيران الإتحاد وطيران الأمارات وبارونز الفرنسية والمايا السعودية، على سبيل المثال..( خلي الخبز للخباز حتى ولو أكل نصو)، حكمة شعبية بمثابة تعريف شامل لمعنى الشريك الإستراتيجي، ولكن (منو البيقنع يس عابدين؟)..!!
** المهم ..لمصلحة من – وكيف ولماذا – تم قبول عرض شركة عارف رغم أن مقدمة العرض غير مستوفية لشروط الشراكة الإسترايجية؟، ولمصلحة من – وكيف ولماذا – تم رفض عروض تلك الشركات العربية والعالمية المستوفية لكل شروط الشراكة الإستراتيجية؟..ثم السؤال المهم جداً، (الفيحاء دي شنو؟)..لم يرد اسمها في قائمة الشركات التي تقدمت بعروض الشراكة، ولم يرد اسمها في عالم الطيران، بل لم تكن شركة الفيحاء حتى محض وكالة سفر في دفاتر مسجل الشركات ، فكيف ومن أين ظهرت – فجأة كدة – لتنال ( 21%) من اسهم الناس والبلد؟..عند تأسيس الفيحاء، قبل بيع سودانير بأسابيع، كان بمجلس إدارتها عبد الوهاب عثمان والشريف بدر و أحمد مجذوب والعبيد فضل المولى، فمن هؤلاء؟، أو بالأصح ( من أنتم ؟)..وهل هي شركة خاصة يمتلكها هؤلاء؟، أم هي عامة يمتلكها شعبنا ؟، أم هي إحدى بنات شركات عارف وما هؤلاء إلا محض وسطاء – يعني سماسرة – لزوم تسهيل أعمال عارف بالسودان ؟..وأياً كانت وضعية الفيحاء، عامة أو خاصة أو أجيرة من الباطن، فهي غير مستوفية لشروط الشراكة الإستراتيجية، وها هي تخسر كما شركة عارف التي خسرت ( 9 ملايين دينار كويتي)، حسب تصريح سادتها..كم يبلغ حجم خسائر الفيحاء،؟، و من يتحمل خسارتها، هؤلاء أم الشعب ..؟؟
** تلك هي الأسئلة التي يجب أن تُطرح، وإجابتها تؤدي إلى كل الحقائق بما فيها ( حقيقة خط هيثرو)..لم يفقد شعبنا خط هيثرو بتاريخ (30 مارس 2008)، أو كما يظن البعض الطيب، بل فقده بتاريخ (10 يونيو 2006)، أي يوم التوقيع على عقد بيع (70%) من أسهم سودانير لعارف والفيحاء..خط هيثرو، أيها الأكارم، بمثابة (ثور أبيض)، وأكلوه يوم أكلوا (الثور الأسود)، أو هكذا يجب أن تنظر – أوتتحرى – السلطات لقضية هذا الخط، هذا إن كانت الحقيقة هي الغاية و ليست ( هامشها) و (خداع الناس) ..فالحقيقة لم تكن في يوم من الأيام منقوصة بحيث تكتفي الأبصار والبصائر من الفيل بالتحديق في أذنيه وتتجاهل كامل الجسد، أو كما يحدث حاليا في هذه القضية..وبالمناسبة، الحقيقة المرة هي أن سادة عارف والفيحاء باعوا خط هيثرو لأن شركتهم إمتلكت الخط مع بقية أصول سودانير، ولو لم يكن الأمر كذلك لما إسترجعت الحكومة سودانير قبل إلزام عارف والفيحاء باسترجاع خط هيثرو.. نعم، لو لم يجد سادة عارف والفيحاء ثغرة بعقد الشراكة، لما نجحوا في تسريب خط هيثرو من أصول سودانير، وعليه : إن كانت رئاسة الجمهورية جادة وصادقة في المحاسبة، فلتكن المحاسبة شاملة، أي تشمل أيضاً المسؤولين عن (ثغور العقد).. وهذا النوع من المحاسبة لم – ولن يحدث في بلادنا، فالعاقل لايطلق الرصاص على ( صدره) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]