عايزين قُرقاب
**وهذا ما يحدث في بلادنا .. فلندع عجزنا عن سد ( قدود السنة الفائتة)، وما قبلها و التي أصبحت تاريخاً منسياً.. بل، لم يكتمل حتى سد ( قدة فساد قضية الأدوية) بحيث تعرض الصحف الجانب الرقابي الغائب.. للأسف، قبل تناول ذاك الجانب، ( إتقدت قضية فساد التلفزيون)..وقبل أن تسهب فيها الصحف بحيث تكشف ما تبقت من الوقائع، ( إتقدت قضية فساد خط هيثرو).. وكالعادة، قبل أن تتعمق الأقلام في مفاصل تلك القضية وسودانيرها وشخوصها، (إتقدت قضية الإعلان الداعر).. وقبل أن تكتب الأقلام في آثار تلك الفضيحة، هاي فضيحة آخرى تطل بوجها القبيح منذ البارحة، وهي تصلح أن نشيرها إليها : ( إتقدت قضية فساد وازة الموارد البشرية)..وقبل هذه وتلك، كانت هناك (قدود سياسية) من شاكلة خلافة الرئيس وغيرها..!!
**هكذا حال أقلام الصحافة في ( بلد كلها قدود)..أي حالها كما حال أطفال بيوتنا في الليالي الماطرة، (هنا في نزة، هناك إتقدت).. والمدهش حال القراء أيضاً كما حال الأقلام في سباق عاجز عن الوصول بالقضايا إلى منتهاها..فالبعض يطالب بسد ( قدة الأدوية)، ولكن البعض الأخر يصرخ ( ياخ قدة الأدوية شنو؟، ركز في قدة التلفزيون)، ثم هناك فريق ثالث يذكرنا ( ياخ قدة المبيدات الفاسدة لسة ما إتقفلت)، ويلحق تذكيره بتذكير آخر من شاكلة : ( برضو ما تنسى قدة شركة الأقطان)، و..و..على كل حال، عاجلاً غير آجل، نقف عند ( قدة الساعة)، أي قبل أن تمطرنا بقية ساعات هذا النهار ب (قدود أخرى).. فالحدث فحواه فساد مالي وإداري بوزارة التنمية والموارد البشرية، ومبلغاً قدره ( 300.000 جنيه)، يدفعه المواطن رسوما شهريا للخزينة العامة تلك الوزارة..!!
**ولكن الوزيرة إشراقة تحدد أوجه صرف هذا المبلغ بالنص قائل :(القروش دي ما معروفة بتمشي وين؟)، وكذلك المدير المالي بالوزارة يحفز ذاته بمبلغ قدره ( 26.000 جنيه شهرياً)..هذا بعض الفساد، وما خفي أعظم، حسب تصريح الوزيرة..وبالمناسبة، بالوزارة وزيرين آخرين غير الوزيرة إشراقة وكذلك وكيل ، وربما( خبير وطني)، الله أعلم..فلندع ( قدة الفساد المالي)، إذ هي من طبيعة الأشياء في أموال بلادنا وليس في أمرها عجب، فلندعها..ونركز على (قدة ثلاثة مناصب وزارية)، بوزارة لاتشرف على إنتاج وتصدير ( صواريخ كروز)..!!
**المهم،هذه القضية ذات الشوائب تكشف أن آداء الحزب الحاكم لم يعد يكتفي ب(قدة يومياً).. بل، تكتشف الصحافة (القدة )، وحين تسعى إلى ( سدها)، تتفاجأة بانها ( قدة و شوية شوائب)..ولذلك، نقترح تأسيس جهاز مركزي يكون بمثابة (قًرباب)..(القرباب)، مصفاة مصنوعة من (سعف النخيل)، وكان بعض أجدادنا القدماء يستخدمونها في ( تصفية المريسة)..وعليه، بدلاً عن المحاسبة والمحاكمة المراد بها تنقية الدولة من المفسدين، نطالب رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء بتأسيس جهاز حكومي يعمل كما (القُرباب)، أي مهامه تصفية قضايا الفساد وتنقيتها ثم تمليكها لوسائل الإعلام (جُرعة، جُرعة)، ليتجرع الرأي العام على مدار العام ( فساد صافي خالي شوائب)..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]