عبد اللطيف البوني

لازم مرسي؟

[JUSTIFY]
لازم مرسي؟

الدبلوماسية الرئاسية ذراع كبير من أذرع الدبلوماسية العامة، لكن لابد لها من أن تعمل بتوافق، إن لم نقل بتوجيهات، من مؤسسات الدولة الدبلوماسية؛ نُكَرِّر الدولة وليست الحكومة أو الحزب الحاكم. في بعض الأحيان الدبلوماسية الرئاسية يكون ضررها أكثر من نفعها، ولعوامل موضوعية لا دخل لها بشخصيات الرؤساء. من هنا كان رأينا أن لا تكون هناك محاولات للجمع بين البشير وكير في الوقت الحاضر، لأن الأمور (مَاشَّة كويس) فيما تمّ الاتفاق عليه، ولقائهما سوف يفتح ملفات شائكة قد تُرجِع التوتر الذي سوف ينعكس سلباً على الحاجات الماشة كويس؛ لا يعني هذا التهرُّب من الملفات المشار إليها، لكن يُفَضَّل العودة إليها بعد نمو بذرة الثقة التي بذرتها الملفات المتفق عليها، أي محاصرتها بفوائد تنفيذ ما اتفق عليه.
(2)
نهاية الأسبوع المنصرم وبداية الأسبوع الحالي شَهِدَت الخرطوم أهم لقاءت في تاريخ علاقة السودان بجنوب السودان؛ إذ التقى السيد مشار أشيك أدير وكيل وزارة النفط بجنوب السودان بالسيد عوض عبد الفتاح وكيل وزارة النفط السودانية لوضع الترتيبات النهائية لسريان نفط الجنوب في أنبوب السودان، كما التقى الدكتور جون دور مجوك نائب محافظ بنك دولة الجنوب بالسيد بدر الدين محمود نائب محافظ بنك السودان لوضع خارطة طريق للعلاقة النقدية بين البلدين. من جوبا صرَّح وزير التجارة قرنق دينق استعداده لزيارة الخرطوم لترتيب عودة التجارة بين البلدين. أجزم بأنه لو كانت الخرطوم تغنِّي لغنَّت (وأنا ما قايل حلوين زي بزوروني/ جوني زاروني شايلين أزهار/ شايلين الليل قَلَبوه نهار…).
(3 )
أها بالمقابل شوف الجماعة هنا قالوا شنو؟ قالوا أن هناك وفداً برلمانياً سيزور الجنوب للقاء أعضاء البرلمان الجنوب سوداني (شوفتو اللكلكة والخرمجة؟) ناس مَشُو معاك بلغة المصالح تقوم ترد عليهم بلغة السياسة؟. أمال فين وزارة الموارد البشرية؟ أليس المفروض أن تذهب للحديث عن كيفية استيعاب العمالة السودانية في تلك الدولة البترولية الناشئة؟ ولا آه, تلك الوزارة مشغولة بفساد الخدمة المدنية العينة فيها ووكالة أبوجمال ورشاوي وسرقة أفندية و…
(4)
في الأخبار أن الرئيس المصري سوف يزور السودان في اليومين القادمين, يعني لازم مرسي؟ أوضاع المرسي في بلاده لا تحتاج لحديث، فيكفي أن معارضة القنوات المصرية كلها له تكاد تصل مية المية، وسوف تفسر زيارته على أنها أتت في اتجاه أَخْوَنَة (من الأخوان) العلاقة بين البلدين، مش كفاية زيارة الكتاتني؟ والأيام في مصر إما مع الأَخوَنَة أو ضدها، فليس هناك لزوم لوضع السودان في أية خانة من الخانتين. ثم ثانياً، هل في مقدور مرسي أن ينفذ الحريات الأربعة بين البلدين؟ هل يمكنه مناقشة مشكلة حلايب؟ أخشى أن ينطبق عليه غناء الفسلطينين لدينس روس مبعوث الأمم المتحدة لهم (روس رايح وروس جاي/ لا محَمِّل سُكَّر ولا جَايِب شاي/ أُمَّال ليه هوَ رايح جاي؟).
(5 )
من قلوبنا نحن مع تطوير العلاقة مع مصر إلى أبعد مدى، إن شاء الله وحدة وادي النيل، لكن في تقديرنا أن الدبلوماسية الرئاسية في هذا الوقت سوف تظهر وحدة أخوان النيل، مع أن هذا ليس واقعاً، فالأفضل أن يزور السودان وكيل وزارة النفط المصرية، حيث الغاز المصري الفائض لحدي إسرائيل، ويلتقي بعوض عبد الفتاح. وليَزُر السودان نائب محافظ البنك المصري لتوقيع اتفاق نقدي مع بدر الدين لتقويم التجارة بين البلدين، ولنترك لقاء الرئيسين لـ(فرصة اوسع).
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]