الطاهر ساتي

‫( 11678) .. حجم التردئ

‫ ‫( 11678) .. حجم التردئ
** قبل ثلاثة أسابيع، غادرت إلى القاهرة مخلفاً ثلاثة بلاغات ذات صلة بالتجاوزات المالية بالتلفزيون القومي، وهي التجاوزات التي سردت وقائعها ووثائقها في سلسلة حلقات..ثم بلاغات أخرى – لا أذكر عددها – ذات صلة بتجاوزات جهات أخري من شاكلة وزارة الصحة ومجلس الصيدلة وغيرهما..وعدت إلى الخرطوم بعد أسبوع، فوجدت بلاغات كل الجهات الشاكية تحتفظ بحجمها، ولكن إرتفع حجم بلاغات التلفزيون ( من ثلاثة إلى خمسة)..وآخر بلاغ، حسب إخطاري – ضحى البارحة من قبل النيابة للتحري – الشاكي فيه أحد العاملين بالمكتب التنفيذي لمدير التلفزيون..وهذا يعني أن كل الذين حول مدير التلفزيون – من ناس المكتب التنفيذي لحد ست الشاي القاعدة قدام التلفزيون – قد يصطفوا أمام نيابة الصحافة في مقبل الأيام ليؤدوا فروض الطاعة والولاء للسيد المدير بفتح بلاغ ضد ( الصحيفة )..!!

** وما يحدث يذكرني باحدي زيارات ملك المنطقة إلى قريتنا في أزمنة الإدارة الأهلية، حسب توثيق أجدادنا وسردهم..لقد زراهم الملك – شخصيا – على صهوة جواده، وكان محيطاً ببطانته المطيعة ..فاستقبلوه عند مدخل القرية بحشد من أعيان القرية وشيوخها.. ثم إقتضى مسار التجوال أن يعبر الملك – والوفد المنافق له – أحد جداول مشروعنا الزراعي..تعثر حصان الملك عند قفز الجدول و وقع – بالملك – في الوحل..وقبل أن يتأهب الحشد لإنتشال الملك من وحل الجدول، تفاجأ بالبطانة التي كانت حوله تقع – طوعاً وإختياراً – في ذات الوحل..لاحقاً، إكتشفت القرية أن البطانة ليست مأمورة بتنفيذ أوامر ملوكها فحسب، بل مأمورة أيضاً بتنفيذ أوامر الأقدار التي تصيب الملوك أيضاً، أي كما الوقوع في وحل الجداول طوعاً حين يقع الملك مكرها..وهذا ما يحدث في أي زمان ومكان..ولحسن الحظ، الملوك لاتحيض أو تحبل، وإلا لحاضت البطانة أيضاً وحبلت رغم أنف (الدقن والشنب)..!!

** المهم.. نرجع للتلفزيون القومي ونعرض طامة أخرى..وفليكن رد فعل مدير التلفزيون – وبطانته – على العرض بلاغاً سادساً أو سابعاً أو بلاغ رقم ( 385 الف)..تفاجأ المشاهد بتوقف البثالفضائي ظهر الثلاثاء الفائت ، وبالتزامن مع لحظة النقل المباشر لخطاب رئيس الجمهورية بالبرلمان، ثم تواصل توقف البث طوال ساعات نهار ومساء ذاك اليوم..وبالمناسبة، لم تتوقف القناة القومية وحدها عن البث، بل ثلاث قنوات أخرى تابعة لها أيضاً، وهي ( النيلين وأنغام و سنابل).. سمعت بقناة النيلين وشاهدتها – زي مرتين تلاتة – بعد نشر التجاوزات التي صاحبت تأسيسها، أي بعد أن صار ملف تأسيس قناة النيلين بلاغاً من تلك البلاغات ( الخمسة).. ولكن لم اشاهد، وكذلك لم اسمع بتلفزيون أنغام و لا بتلفزيون سنابل إلا بعد خبر توقف بثها..وهذا ليس مهما، إذ ربما تكون برامجها (سرية جداً )، أو تُعد وتُقدم – خصيصا – للإدارة وبطانتها.. المهم، كل تلك القنوات توقفت عن البث ظهر ومساء الثلاثاء ، لأن إدارة التلفزيون عاجزة عن تسديد ديون قيمتها ( 385 الف جنيه)، لإحدى شركات الإتصالات .. !!

** نعم، ليس هناك أي سبب لإنقطاع فضائية الدولة وتوابعها التي من شاكلة انغام وسنابل – ومش عارف ايه- عن البث عبر القمرين عربسات ونايل سات، غير تراكم مديونية شركة الإتصالات ثم عجز إدارة الفضائية عن السداد ..هكذا كان – ولا يزال – الحدث .. إدارة التلفزيون عاجزة عن نفي المديونية، وكذلك عاجزة عن الإعتراف بالمديونية التي تسببت في قطع البث.. وبدلاً عن الصمت الخجول، تمارس الإدارة نوع من التبرير والتضليل ببيان مفاده ( نحن ترددنا 11678)..لم – ولن – نسألكم عن التردد، فليكن رقم التردد ( 11678) أو( تلاتة تسعات زي النجدة)، هذا ليس مهما، أي ( دي ما القضية )..فالقضية واضحة المعالم، ولايجدي معها نهج اللف والدوران، و هي عجزكم عن سداد ديون شركة الإتصالات – 385 الف جنيه – هو السبب الجوهري لتوقف البث، ( صاح ولا غلط ؟)..لن ننتظر الإجابة.. فالإدارة – كما الفضائية – ليست بالجرأة أو النزاهة التي تبث الحقائق ( كما هي)..وعليه، فلنترقب محاولة تخدير لهذه القضية أيضاً، وهي المحاولة المسماة – مجازاً – ببلاغات الترهيب .. فلتتواصل بلاغات الإدارة – وبطانتها -بلاغاً تلو بلاغ إلى أن يصل العدد ( 11678).. وإن كان ذاك رقم التردد، فهو أيضاً ( حجم التردئ )..!!‬

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]