جعفر عباس

غيّر وبدل ما أمكنك ذلك (2)

غيّر وبدل ما أمكنك ذلك (2)
[JUSTIFY] ما كتبته بالأمس عن أن تنويع الخبرات بتغيير نوع وطبيعة وجهة العمل، يُحسِّن فرص الحصول على وظائف أفضل، رأي شخصي مبني على تجارب شخصية تخصني وتخص كثيرين ممن أعرفهم.. وأستدرك فأقول ان تغيير طبيعة العمل لا يعني بداهة أن تسعى للانتقال من إدارة الحسابات إلى الإدارة الهندسية، أو من العلاقات العامة إلى قسم الميزانية.. وأستدرك وأقول إن كلامي هذا سيستفز بعض الشبان الذين حفيت أقدامهم وهم يطوفون على الوزارات والشركات: وظيفة لله يا محسنين في قسم الاستقبال، أو الأرشيف وعندي بكالريوس هندسة كيمائية مع مرتبة الشرف!! على كل حال أفكاري حول الموضوع غير ملزمة لأحد.. ولكنني وعلى المستوى الشخصي ظللت أعمل على تغيير وجهة عملي كل بضع سنوات سعيا نحو الأفضل ماديا ومهنيا ومعنويا، ولكنني أدرك أن ذلك ورطني أحيانا في وظائف في بيئات غير مريحة نفسيا، ولكن ولأن سوق العمل كان يعج بالوظائف لم أجد صعوبة في تخليص نفسي من تلك الورطات.. ولكن عموما فإنني ومنذ دخولي الحياة العملية ظللت استكشف فرص العمل الجديدة مهما كانت الوظيفة التي أشغلها مريحة ومجزية.. وقد أتيت إلى منطقة الخليج قبل أكثر من ربع قرن وأنا أحلم بالثراء والثروة.. ثم تخليت عن ذلك الحلم بعد ان رأيت أن معظم أهل الخليج ليسوا أفضل مني حالا بل وربما كان كثيرون منهم أتعس مني من حيث الأوضاع الوظيفية والمادية.. وطالما ان منطقة الخليج «فشَّلتني».. بل وارتفعت كلفة المعيشة فيها مؤخرا بدرجة انه كلما نلت علاوتي السنوية رفعوا أسعار السلع بما يعادل ثلاثة أضعاف تلك العلاوة، فقد قررت ليس فقط ان «أخلع» من وظيفتي الحالية بل من منطقة الخليج بأكملها، ولكنني بحاجة إلى مساعدة دول الخليج والدول العربية كي احصل على الوظيفة التي أصبو إليها.
من دون لف أو دوران أريد ان أصبح الأمين العام للأمم المتحدة (تضحك؟ الله يسامحك).. نعم فولاية الأمين العام الحالي بان كي مون ستنتهي العام المقبل وقد بدأ السباق لاختيار خلف له، أو التجديد له لولاية ثانية.. واعتقد انني أصلح لهذا المنصب، وأهلٌ له، فعملا بموضة التوريث العربية فكوفي أنن (النطق الصحيح لاسمه هو فتح النون الأولى وتسكين الثانية دون مد بالألف بينهما) الذي سبقه إلى المنصب بلدياتي لأنه أصلا من غانا.. ومن جهة أخرى قد يكون من أقاربي بحكم ان العرب عرّبوه فجعلوه «عنان» باعتبار انه كوفي أي من الكوفة.. وثانيا مطلوب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يمشي على العجين الأمريكي دون أن «يلخبطه»، وأنا على استعداد لأن أكون شخشيخة في يد الأميركان ومدح جهودهم المقدرة في نشر الأمن والسلام في الصومال والعراق.. وإذا طلبت واشنطن نشر قوات دولية في دارفور فإنني سأؤيد نشر تلك القوات في الخرطوم والقاهرة لتنظيم حركة المرور.. باختصار انا مستعد لمساندة أي عمل خير تأمر به القيادة المركزية لـ«محور الخير» في واشنطن.. المهم عندي هو الراتب.. الأمين العام للأمم المتحدة يتقاضى راتبا قدره 100 دولار في الساعة ولا يدفع فواتير الهاتف والكهرباء والماء ويسافر ويقيم في الفنادق ببلاش.. أعرف أنني لن أبقى في المنصب لأكثر من سنة لأن ضميري سيستيقظ وألعن أبو خاش أمريكا ويتم طردي شر طردة من نيويورك ولكن «بعد إيه»؟ أكون قد «كَوَّنت نفسي» بل أكتب مذكراتي وأبيعها بالملايين و«افتك» من الخليج والسودان.

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]