جعفر عباس
كيفية النضال ضد الدلال
وتنصح الدكتورة مامي الآباء والأمهات بالتحلي بدرجة من الحزم في التعامل مع الصغار حتى يدركوا ان الوالدين هما «الإدارة» وأنهم -أي الصغار- مجرد «متدربين»، وتبعا لهذا لا بد من التمييز الواضح بين النصائح والأوامر: عندما أطلب منك إغلاق التلفزيون وأداء الواجبات المدرسية فهذا أمر وليس رجاءً.. مفهوم؟ هس ولا كلمة.. ولكن عندما تقول لبنتك او ابنك: لا تخرج من الحمام قبل ان تنشف جسمك جيدا، فهذه نصيحة.. ولكن ماذا إذا كنت سلفا قد دللت طفلك وصار عنيدا يركب رأسه ويقلب الدنيا فوق تحت كلما رفضت له طلبا او عارضته في أمر؟ هنا تأتي مرحلة الأفعال وليس الأقوال.. واكتشفت بعد قراءة أفكار الطبيبة الكندية، ان أمي كانت تنتهج الأساليب التي توصي بها، رغم أنها أمية مع سبق الإصرار، فعندما كنت أعبر عن غضبي برفض تناول وجبة ما (وهذا سلاح يستخدمه الأطفال في كل العصور)، كانت أمي تتجاهلني تماما ثم تتخلص مما تبقى من طعام بتقديمه لدجاجاتها البائسات أو إرساله إلى الجيران، وكان هدفها من ذلك إفهامي أنه لا سبيل أمامي لتغيير موقفي: رفضت الأكل في موعد الأكل وبالتالي ستحرم من الوجبة نهائيا وعليك انتظار الوجبة التالية! خذ في الاعتبار أنه لم تكن هناك ثلاجات وبالتالي لم يكن ممكنا التسلل من وراء ظهر الأم لسرقة الأكل مع التظاهر بالإضراب عن الطعام! طبعا تعلمت الدرس وعرفت ان الإضراب عن الطعام لا يجدي كسلاح للضغط على أمي.. وهذا ما أسمته الدكتورة الكندية «السلوك غير الكلامي»: رفض الطفل أوامر الوالدين بالنوم وظل جالسا أمام التلفزيون.. في هذه الحالة عليك أنت أن تـ«هس»، أي لا تنطق بكلمة، بل أغلق التلفزيون واسحب وصلاته لعدة أيام.. يعني دعك من تخاريف بعض التربويين الذين يدعون إلى أخذ موافقة الأطفال على كل شيء! لا.. فللكبار حقوق لا ينبغي ان تكون متاحة للصغار والعكس صحيح.. المهم ان يعرف الطفل حدوده من دون حاجة منك إلى استخدام طرق ساكني البيت الأبيض في واشنطن مع من يخالفونهم الرأي، وأن يتعلم احترام جميع أفراد العائلة ومن ثم المجتمع… وأن يدرك أن «لا» يعني «لا»، كلمة تتألف من حرفين ولكنها «جملة مفيدة». [/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]