دينق ألور .. تبديد الشكوك
دينق ألور اكوي بدأ متأنقاً ومتفائلاً في أول زيارة خارجية له بعد ان حل بوزارة الخارجية خلفاً لدكتور لام اكول وزيراً للخارجية. وعبر لضيوف حفل استقباله بالفندق الكبير باستوكهولم عن فرحته باناقة طاقم السفارة والدبلوماسيين وتحسن الاوضاع في السودان التي ادت الى احلال البترول مكان الحطب، والطرق الممهدة التي قللت من وعثاء السفر بالجنوب.
وبمروره بالمانيا حين ارادت حكومتها ابداء حسن النية تجاه الوزير وقررت تحويل مساعدتها المجمدة لصالح حكومة الجنوب قال الور للألمان حسب افادته بأنه وزير لخارجية السودان لا الجنوب واذا رغبت المانيا في مد يد المساعدة يجب ان تذهب هذه المساعدات لكل السودان لا الجنوب.
الا انه حين حط الرحال بـ (لاهاي) تحدث لإذاعة هولندا العالمية وقال لها إن موقف الحركة الشعبية بقي كما هو بعد توجيه الاتهام للرئيس البشير، حيث ظل رأي الحركة الشعبية منذ ان دخلت حكومة الوحدة الوطنية قبل ثلاث سنوات.. هو التعامل مع المحكمة الدولية ، وأضاف نحن ندرك ان رفض التعاون معها سيزيد المشكلة تعقيداً ونحن لن نتجاوزها.
هذا الحديث اثلج صدر مكسيم فير هجي وزير خارجية هولندا. وقال لوكالة «رويترز» بناء على حديث ألور هذا انه لمس تغييراً جدياً في الخطاب السوداني وذهب مفسراً ذلك بأن موقف الخرطوم الآن يختلف عن موقفهم في فبراير الماضي وكان الوزير قد زار الخرطوم في شهر فبراير واخبرته الحكومة بأنها غير راغبة في التعامل والاعتراف بالمحكمة الجنائىة.
وفي الخرطوم كان صدى حديث ألور مدوياً، ورد عليه بروفيسور إبراهيم غندور مسؤول التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني: بأن ألور كان ينبغي ان يعبر عن رؤية رئيسه البشير الرجل الأول في الدولة لأن دينق ألور هو المنوط به التعبير عن سياسة الدولة الخارجية التي يمثلها الرئيس.
هذا الموقف قال عنه مراقبون انه غير مفاجئ في الساحة السياسية بحكم ان «ألور» جاء خلفاً لـ «لام اكول» الذي اتهم من قبل الحركة بأنه ينفذ سياسة المؤتمر الوطني الخارجية، لذا جئ بألور وهو رجل يصفه الإعلام بأنه غير مهادن ويصنف ضمن صقور الحركة.
منذ تلك الحادثة كادت أخبار الخارجية تنحصر في تصريحات الناطق الرسمي باسمها السفير علي الصادق، ويرى مراقبون بأنها خطوة تحمد لوزارة الخارجية.
وجاءت تصريحات علي كرتي وزير الدولة بالخارجية حول استدعاء سفيرا اثيوبيا وكينيا بالخرطوم على خلفية نشر وسائل الإعلام لخبر هبوط طائرة تحمل اسلحة بمطار جوبا قادمة من اثيوبيا ووثائق تزعم ان سفينة الاسلحة الاوكرانية التي استولى عليها قراصنة قبالة السواحل الكينية نسبت ملكية حمولتها للحركة الشعبية، ليقول وزير الخارجية انه سيحقق مع كرتي لأن الاستدعاء يجب ان يكون بعلمه. واعتبر عبد الفتاح سعيد عرمان الناشط في صفوف الحركة الحادثة بأنها واحدة من بين المواقف التي تدل على تغييب ألور من مهامه، وزاد في مقال منشور على الشبكة العنكبوتية إن ألور عندما حضر بصحبة النائب الأول لنيويورك عند قبول السودان لرئاسة مجموعة الـ (77) كان هناك اجتماع على مستوى وزراء خارجية تلك الدول الاّ ان وزير الخارجية لم يخاطبه وفي الاجتماع الثاني الذي تم بين النائب الأول ومبعوث السودان الدائم لدى الأمم المتحدة ووزيرة الخارجية كوندليزا رايس لم يعلم به الوزير الاّ بعد انفضاضه.
وعاد الوزير الى الخرطوم و تخلف وزير الخارجية ولم يعد ادراجه الاّ بعد انتهاء عطلة الكريسماس، الأمر الذي اثار علامة استفهام واستفسار اجاب عليه وزير الخارجية في حوار لـ (الرأي العام) أواخر فبراير بأنه بقى بالولايات المتحدة لقضاء العطلة مع ابنائه المقيمين هناك، وقال إنه راضٍ تماماً عن ادائه في الوزارة ووصفها بأنها مسألة تحدي ورأى ان المناخ بالخارجية مواتٍ لانه عمل بها من قبل بالاضافة لمعرفته لكثير من الدبلوماسيين مما اتاح له الجو المناسب للعمل، وقلل ألور في حديثه ذاك عن وجود بعض الاشكالات بالوزارة ووصفها بأنها اذا وجدت فهي شأنها شأن اية اشكالات تحدث بين الحين والآخر، ويمكن ان تقع في اي مؤسسة أو وزارة.
وعاد بريق وزير الخارجية الى الصفحات الأولى للصحف في الاسبوع الماضي في ظل انباء عن تقديمه طلب لإعفائه عن منصبه لرئىس حكومة الجنوب والحركة الشعبية ونسبت الصحف الخبر لمصادر بوزارة الخارجية اشارت الى ان غياب ألور المطلوب وجوده بشدة بسبب ما يجري من أحداث الا انه غائب حتى عن الاداء الإداري الداخلي للوزارة، و لكن ظهور دينق ألور مع هيلدا جونسون ومرافقته للرئيس البشير في زيارته لاسمرا بددت كل الشكوك.
أم زين آدم :الراي العام