جعفر عباس
ليس في اللعب ما يعيب
من المؤسف ان البعض في مجتمعاتنا يجعل اللعب صنو «العيب».. رغم أن الإنسان يولد لعوبا، ويظل السنوات الأولى من عمره يلهو، بل ويضحك حتى وهو يجرب في طفولته السقوط من مكان مرتفع متألما بعض الشيء.. حتى تكسير الصغار للأشياء لعب يدخل السرور في نفوسهم.. (ذات مرة ناديت على ولدي الذي كان عمره نحو سنتين لأعرف مكان وجوده فرد علي بأنه يلعب، فاطمأننت على حاله ثم مررت به بعد بضع دقائق ووجدته يلعب بصرصار مكسور الجناح.. يقربه من وجهه فيحرك الصرصار قرونه اللزجة فينفجر ضاحكا.. صحت فيه: يا ولدددددددد.. فأصيب بلوثة عقلية مؤقتة وإلى يومنا هذا وقد صار شابا بشوارب يخاف ولدي من الصراصير خوفا مرضيا، أعزوه لصرختي المجنونة تلك).. ويكبر الإنسان ويظل يمارس نوعا أو آخر من اللعب، وفي عالمنا المعاصر قد لا تجد أكثر من خمسة من كل 10 آلاف شخص لم يركلوا كرة أو حتى علبة صلصة فارغة بشكل تنافسي،.. وما يجعل المدارس والنظام التعليمي عندنا مملا هو انعدام اللعب المنهجي، وأعني بذلك ان يكون اللعب منهجا ملزما للمدارس،.. وتجد أبا أو أما مسرورا لأن دار الحضانة التي ألحق بها طفله «ما فيها لعب.. ما شاء الله عليه بعد شهرين صار يعرف إيه بي سي ويكتب اسمه».. علام العجلة في التعليم والتلقين وأمام كل إنسان معاصر مسيرة طويلة من الدروس والامتحانات والانهيارات العصبية.
اللعب في مدارسنا هو كرة القدم فحسب.. أطفالنا غير مسموح لهم منذ بداية اليوم الأول في المدرسة الابتدائية قطع ولصق الصور واللعب بالصلصال والنط بالحبل وما إلى ذلك من أنشطة بريئة وبسيطة تشد الطفل إلى المدرسة.. بالعكس في مدارسنا نعتقد ان التكشيرة والزجر واسكت يا ولد (يا حمار أحيانا) هي التربية: العيال لو ما أعطيتهم العين الحمراء في سن مبكرة يطلعون فالتين! هل نجا أحدنا من الشتم والضرب في المدرسة؟ ثم أنظر آيات الفلتان في شوارعنا وأسواقنا بل وبيوتنا
واللعب النظيف نوع من الترويح الذي حضنا عليه الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم «لأن القلوب إذا كلّت عميت»، كما دعانا إلى تعليم أولادنا الرماية والسباحة وركوب الخيل لأن لأجسادنا علينا حقا. [/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]