جعفر عباس
الأخلاق الرياضية قد تكون أكذوبة
عندنا في السودان دخلت المراهنات الرياضية مجال كرة القدم في أوائل السبعينات، وكي تكسب الآلاف او سيارة او فيللا، كان عليك التكهن بنتائج عشر او تسع مباريات، وكلما أعلنت هيئة المراهنات الرياضية أسماء من فازوا بمبالغ ضخمة، ازداد الناس أملا في الثراء المفاجئ.. وهكذا أصبح الملايين لاعبي ميسر بإذن وتشجيع حكومي.. ومن أبجديات المراهنات الرياضية ان من يفوز منفردا بجائزة ضخمة، يكون الشخص الذي يتكهن بأن فريقا كحيانا سيفوز بمباراة أمام فريق مشهود له بالقوة.. وكي يحدث هذا كان لابد من شراء ذمم بعض الحكام… ويبيع الحكم ذمته نظير مبلغ معين وتكون مهمته ضمان فوز او خسارة فريق معين بإصدار أحكام غير سليمة تتضمن غالبا ضربة جزاء أو أكثر.. أو يتعمد لاعب إضاعة ضربة جزاء أو يرتكب مخالفة تعرضه للطرد مما يضعف فرص فريقه في الفوز ليفوز الخصم حسب الاتفاق الذي أجراه مع من اشترى ذمته.
وقد كشفت التحقيقات التي أجريت مع لاعبي كرة قدم وحكام باعوا مباريات لحساب عصابات تعمل في مجال المراهنات، أن هناك شركات آسيوية لا نشاط لها سوى كسب المال بأساليب ملتوية عبر المراهنات.. وتشهد ملاعب ويمبلدن في لندن بانتظام بطولات تنس عالمية، وقد اكتشفت اللجنة المنظمة للبطولة أمرا مريبا قبل سنوات، تمثل في أن موقعا واحدا على الانترنت للمراهنات جمع 900 مليون دولار على مباريات عام واحد، واتضح ان هناك لاعبين يتفقون مع شركات مراهنات على أن يخسروا مباريات «مضمونة» نظير مبالغ ضخمة.. وأبلغ لاعب بلجيكي اللجنة أنه تلقى عرضا بـ 150 ألف دولار نظير أن يخسر الجولة الأولى في بطولة ويمبلدن.. خمسة من اللاعبين الذين سبق لهم أن باعوا ضمائرهم مشاركون في بطولة العام الحالي، وهناك عشرة آخرون تدور الشبهات حولهم.. والتنس رياضة القيافة والأناقة ولا يقدر على توفير قيمة التذاكر لمشاهدات مباريات أبطالها إلا الأغنياء، أو الأغبياء من الفقراء (الذي يضيع مالا يحتاج إليه للعيش الضروري في أي نوع من المتعة العابرة غبي بامتياز).. ومعنى وجود فساد في بطولات التنس العالمية ان هناك جهات جمعت المليارات عبر السنين من شراء ذمم اللاعبين.. وهذه من آفات الاحتراف وخاصة إذا اقترن بالمراهنات التي هي قمار، ولممارسة أي ضرب من القمار لابد ان تدوس على الأخلاق والقيم و«عليك بنفسك». [/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]