إلى مصطفى .. للفتوى ..!!
/
** في العام 2009، وربما أسرفوا في مشاهدة برامج فضائية بلدهم وما تبثها من مؤتمرات الإستثمار وخطبها وقوانينها و(خزعبلاتها)، حدثتهم أنفسهم بجمع حصاد غربتهم ثم التوجه إلى بلدهم وتأسيس مشروع إستثماري يكون بديلاً لنار الغربة ومصدر رزق لبعض الباحثين عن العمل من أفراد شعبهم، ثم يكون مشروعهم هذا مساهمة منهم في دعم خزينة أقتصادهم الوطني، أي رد جميل لوطن علمهم في زمان مجانية التعليم..هكذا فكروا ثم قرروا، إذ جمعوا حصادهم وحزموا حقائبهم وغادروا ديار الغربة وحطوا رحالهم بعاصمة بلدهم في (العام 2009)..هم غُبش ومن عامة الناس، ولاناقة لهم في السياسة وأحزابها ولا بعير في الخدمة المدنية وقيادتها، بل بالكاد يتذكرون أسماء وملامح زملاء المراحل الدراسية، فالبحث عن العلم والكسب الحلال – في دول الإغتراب – أبعدهم كثيراً عن تلك التفاصيل العامة..!!
** ولأنهم غادروا وطنهم في زمن جميل، ثم أقاموا بأوطان نهج الحياة فيها مستقيم، لم يبحثوا عن سمسار حكومي يسهل لهم إجراءات مشروعهم، وكذلك ولم يلوذوا بنافذ في الحزب الحاكم يشاركهم في المشروع مقابل تذليل الصعاب.. بل، دخلوا إلى دنيا الإستثمار من أبوابها المشرعة والمشروعة، وقدموا كل المطلوب للسلطات المختصة..دراسة الجدوى جاهزة وكذلك المال ثم الإقرار على تدشين العمل بالمشروع – المناسب لتخصصاتهم ومؤهلاهم – قبل الفترة المحددة من قبل السلطات ( عام من تاريخ إستلام الأرض).. فالمشروع ( مصنع للمنتجات الأسمنتية)..ممتاز، سلمتهم السلطات قطعة الأرض وحسب المساحة المطلوبة، ودفعوا رسومها وتكاليف تسجيلها وكل تراخيص البناء ( 151.975 جنيهاً)..عند إستلام الأرض (القطعة رقم 6، مربع 8، بحي الجيلي)، تفاجأ الأشقاء أن نصف المساحة عبارة عن جبال صغيرة تسويتها تُكلف ضعف تلك القيمة المدفوعة رسوماً، فتجاوزا هذه الخدعة بالصبر على المكاره ثم عدوها ( قضاءً وقدر)..!!
** المهم ..شيدوا أسوار الأرض وجملونات المصنع ومباني الإدارة والمخازن، ثم جلبوا مايكنات المصنع وآلياته وسيارات النقل و(كل ما يلزم)، وكذلك خبراء التركيب والتشغيل، وهم أجانب..عفواً، طوال أشهر هذا العمل الدؤوب، ظلوا يخاطبون سلطات المياه والكهرباء بأهمية توصيل المياه والكهرباء إلى مشروعهم من خطوط لاتبعد عن أسوار المشروع أكثر من ( ثلاثة أمتار فقط لاغير)، والسلطات تعدهم خيراً ثم ( تنسى).. إكتمل المصنع تركيباً وتجريبا ناجحا- بمياه التناكر وبمولد كهربائي- خلال ( 6 أشهر فقط لاغير)..ومع ذلك، لم ينتج هذا المصنع – رغم حداثته وكثافة العمال والأيدي الماهرة- منذ ذاك العام و إلى يومنا هذا..لم ينتج، إذ ليس من العقل تشغيل مصنع بهذا الحجم ب( مياه التناكر و مولد كهربائي)، وكذلك مخالف للقانون توصيل المياه والكهرباء إلى المصنع – من الخطوط الرئيسية بدون علم وموافقة سلطات المياه والكهرباء..خاطبوا مفوضية الإستثمار بخمسة خطابات خلال أعوام وأشهر متتالية (22/2، 1/3، 24/7، 21/ 10، 15/10)، تجاهلت مفوضية الإستثمار أربعة خطابات ثم ردت على الخطاب الخامس بالنص : ( هناك لجنة لتوفير خدمات المياه والكهرباء للمناطق الصناعية، وهي تتبع لوزارة التخطيط العمراني، فخاطبوها )..!!
** إمتثلوا للتوجيه، فخاطبوا وزارة التخطيط العمراني، وبعد إنتظار نصف عام، تلقوا الرد بالنص : (عليكم مراجعة مفوضية الإستثمار لحل المشكلة المذكورة)، أي أعادتهم الوزارة الى ذات المفوضية التي تتجاهل الطلبات ثم – أخيراً – ترفض..هكذا حال إستثمار هؤلاء الأشقاء الأوفياء، منذ العام 2009 وإلى يومنا هذا ( 29/ ابريل 2013)..ولايزال المصنع محض جماد بلا إنتاج، و لاتزال سلطات الإستثمار والمياه والكهرباء تتلقى خطاباتهم ثم (تتجاهلها)، ولايزال الأشقاء يتكبدون خسائر الصرف على الكوادرالإدارية والفنية والعمالية غير المنتجة، وينتظرون سلطة مركزية أو ولائية تمد مشروعهم بالمياه والكهرباء من خطوط تبعد عن أسوار المصنع ( 3 أمتار فقط لاغير)..أها، هذا نموذج إستثمار وطني لبعض أبناء البلد الأوفياء..فليقرأ الدكتور مصطفى إسماعيل هذا النموذج، ثم يفتي..هل عليهم التخلي عن سودانيتهم والتجنس بالجنسية السعودية و القطرية لينتج مشروعهم، أم ينتظروا توصيل المياه والكهرباء ثلاث سنوات أخرى، أم عليهم صرف النظر عن المشروع وتشريد العمال ثم العودة إلى دول الإغتراب التي يدمن سيادته زيارتها بتبرير جذب الإستثمار؟ ..ماذا عليهم أن يفعلوا لينتج مشروعهم بوطن لم يعد ينتج – بأمر النهج الحاكم – غير ..(النهب والحرب) ..؟؟
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]