الطاهر ساتي

يكفكفوا دمعة المفجوع

/

يكفكفوا دمعة المفجوع
** رغم أنف المحن، لا تزال طبائع شعبنا هي أجمل ما في بلادنا..وصدق الراحل المقيم إسماعيل حسن، عليه رحمة الله، عندما وثق طبائع أهل البلد في النص الشعري الرصين :
ناسها حنان، يكفكفوا دمعة المفجوع
يبدوا الغير علي ذاتهم
يقسموا اللقمة بيناتهم
ويدوا الزاد، حتى إن كان مصيرهم جوع ..!!
يحبوا الدار
يموتوا عشان حقوق الجار
ويخوضوا النار عشان فد دمعة
وكيف الحال كان شافوها سايلة دموع ..؟؟

** لقد وجدت دموع الأخ علي محمد علي من المناصرة ما لن تسعها مساحة الزاوية، ولله الحمد..والأثنين الفائت، بعد أن سرد علي تلك المآساة المنشورة بزاوية البارحة، قدم قائمة بأسماء ما أسماهم بالمسؤولين، وما هم بمسؤولين، إذ طرق أبواب مكاتبهم ومنازلهم ليكون أحدهم عوناً له في قضيته العادلة، ولكنه لم يجد منهم غير الوعد الكذوب ثم التجاهل..والمؤسف أن إدارة الجمارك الحالية على علم بتفاصيل مأساة علي، ولكنها تجاهلتها أيضاً كما الآخرين..وعلي، كما قلت البارحة، ظل يستثمر في صناعة الطحنية بود مدني، لم يخالف قانوناً ولا لائحة، وكان ميسور الحال بالكسب الحلال، ولكن أصدرت الإدارة العامة للجمارك – في عهد مديرها اللواء صلاح الشيخ – توجيهاً بإغلاق المصنع ومصادرة السكر بتهمت التهريب، ثم عجزت إثبات التهمة أمام المحاكم التي برأت علي ومصنعه من تلك التهمة بعد خمس سنوات من المرافعات..كسب علي القضية في كل مراحل التقاضي، ولكنه خسر مصنعه بسبب الإغلاق غير المشروع وكذلك باع منزله وما يملك لسداد حقوق العمال والمصارف، ثم خسر مستقبل أولاده بعد عجزه عن تحمل تكاليف رسومهم الدراسية، هكذا ملخص المآساة..الحمد لله، مستشاراً قانونياً مد يد العون لإبن علي ليواصل دراسته بعد سنوات التجميد، فالذين التحقوا معه في الجامعة (تخرجوا)..!!

** الدكتور أكرم يوسف، مكتب الأستاذين علي محمد حسنين ومعز حضرة، الأستاذ عواض إبراهيم، الأستاذ محمد كريم، الأستاذ معتصم الأمير و..عذراً، لهؤلاء ولأكارم آخرين ( 26 سودانياً نبيلاً)،إن ضاقت باسمائهم وعناوينهم هذه المساحة فلهم في قلوبنا كل الترحاب، لهم الود والتقدير وهم يتسابقون إلى ( نصرة مظلوم)..وليس في أمرتسابقهم عجب، إذ ما هم إلا بعض أبناء شعب لاتزده محن الزمن إلا بريقاً ولمعاناً وتسابقاً نحو (الفضائل)..وباذن الله ثم بفضل مناصرة هؤلاء الأجلاء، لن تضيع حقوق الأخ علي.. والمؤسف للغاية، أن مسؤولاً إتصل به صباح البارحة بعد أن قرأ قضيته، سائلاً : ( ياخ معقولة قضيتك دي لسة ما إتحلت؟، أنا إتكلمت معاهم في موضوعك دا)، وهو من الذين لاذ بهم – قبل عام – علي لينصره على من ظلمهم، وكان قد وعده برفع الظلم عنه ثم تجاهله، ثم – فجأة كده – تذكره بعد عام من التجاهل ..!!

** وعليه، نسأل .. كم علياً يلتحف الظلم ويتوسد الدموع ولم يجد طريقاً إلى الصحف لعرض قضيته للرأي العام؟.. بل، لماذا إستغلال النفوذ بغير حق لحد تدمير حياة الناس وتشريد أسرهم وحرمان أبنائهم من المستقبل الذي ينشدونه، أو كما حال علي؟.. عفواً، لوكانوا يسألون، لما ظلموا..المهم، إتصل الفريق صلاح الشيخ أيضا، لم ينف الحدث، بل قال بالنص : ( أنا ما متذكر علي، والشئ الحصل ليه ده شغل لجنة، وأنا صاح كنت مسؤول من اللجنة والجمارك لكن ما مسؤولية شخصية، ممكن تقول مسؤولية إدارية واشرافية، وممكن علي يمشي المحكمة ويأخد حقو)، هكذا ملخص الحديث ..وقد لايتذكره، ولكن إتحاد الغرفة الصناعية لا ينسى انه توسط لسيادته ليرفع الحظر عن مصنع علي، وكذلك علي لاينسى انه خرج من مكتب سيادته مطرودا (مرتين)، عندما قصده ليرفع عنه هذا الظلم..على كل حال، شكراً لأصدقائي على الإنفعال الصادق والتضامن النبيل، و(ما عدمناكم).. ولمن يرقصون على أشلاء بلادنا ومقابر شعبنا، نفيدهم أن مناصب الدنيا كانت ولاتزال (ضل ضحى)، والعاقل من يترك على تلك المناصب من الآثار ( أطيبها وأطهرها)..!!‬

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]