لماذا فكت الخرطوم آخرها ؟
بعد أن احتلت الجبهة الشعبية أبو كرشولة لم تتهم الخرطوم جوبا علناً بدعم الجبهة لا بل صدر من الجهات الرسمية ما يبرئ جوبا، ولكن تم التراجع عن هذا بسرعة وحل محله طرقاً خفيفاً على دعم جوبا للجبهة حيث اجتمعت الخارجية بممثلي ترويكا العلاقات السودانية/ الجنوب سودانية أمريكا وبريطانيا والنرويج واطلاعهم على دعم جوبا لعملية أبو كرشولة لاحظ هنا أنه لم يتم التحدث مع سفير دولة جنوب السودان في الخرطوم استدعاء أو عرضاً
بعد مقتل سلطان دينكا نقوك كوال دينق في أبيي حاولت دولة جنوب السودان استثمار هذا الأمر لإرغام الخرطوم على قبول مقترح أمبيكي الرامي لإجراء استفتاء في أكتوبر القادم الأمر الذي رفضته الخرطوم رغم أن أبيي خارج المصفوفة ذات الثماني اتفاقيات إلا أن الخرطوم رفعت نبرة دعم جوبا لاحتلال أبو كرشولة مما يعني تهديد الترتيبات الأمنية وهي الركن الركين للمصفوفة فبدأ أمر اتهام دولة الجنوب كأنه رد فعل على محاولة جوبا استثمار مقتل السلطان كوال
فجأة طار وزير الخارجية ورئيس جهاز الأمن والمخابرات إلى جوبا لمقابلة سلفاكير وهما يحملان بنداً واحداً وهو دعم جوبا لعملية احتلال أبو كرشولة وقد رشح أن الوفد قدم لسلفا مايثبت أن جوبا قد دعمت الجبهة وأن سلفا كير تبرأ من هذا ووعد بأن يتقصى منه وكان نيال دينق وزير الخارجية أكثر وضوحاً عندما قال في تصريح مع كرتي بعد اللقاء إن طول الحدود يصعب التحكم فيها بعبارة أخرى أن الدعم حتى ولو تم فإنه لايمثل سياسة حكومة الجنوب.
بدا أن الخرطوم ترى حكومة الجنوب منقسمة في موقفها من الجبهة الثورية عليه لابد من دعم الجناح الذي يرفض الدعم وعدم اتخاذ موقف يقوض العلاقة بين البلدين لأن هذا يدعم موقف الجناح الداعم والذي رشح من اجتماع البشير وكير في مطلع هذا الأسبوع في أديس وعلى هامش القمة الإفريقية الأخيرة أن الخرطوم طلبت من جوبا بصراحة وبقوة وضع حدٍ لهذا الدعم كما قال البشير لسلفا إنه يرفض الاستفتاء في أبيي مما يشي بأن مرحلة المقايضة قد انتهت وبدأت الخرطوم تضغط
بعد تحرير أبو كرشولة (رمت الخرطوم آخرها) لجوبا على لسان السيد رئيس الجمهورية الذي هدد جوبا علناً حيث خيرها بين إيقاف الدعم للجبهة أو إيقاف ضخ النفط فالسؤال هنا ما هو سر هذا التحول الدراماتيكي في موقف الخرطوم ؟ هل هو انفعال لحظي بالطقس الاحتفالي ؟ هل يرجع الأمر للتوقيت بمعنى أنه إذا قالت الخرطوم قولها الأخير قبل التحرير سوف يعتبر تغطية وتهرباً من الواقع لذلك فكت آخرها بعد التحرير أي من موقف القوة ؟ هل غيرت الخرطوم وجهة نظرها القائلة بوجود جناحين للحكم في جوبا ؟ هل رأت الخرطوم تجاوز الاجنحة إلى متخذ القرار في جوبا حيثما كان ؟هل تريد الخرطوم دعم الجناح الرافض للدعم ؟ الإجابة سوف تظهر في رد فعل جوبا فالنرفع الأعناق ونمدها لـ(المتاوقة) هناك.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]