سوّاها … البشير

كان ذلك هو العنوان الرئيس في صحيفة العرب القطرية اليومية لخصت به مشاعر حية ودهشة كبيرة ارتسمت على صدر الصفحات في كل صحف الخليج وشاشات التلفاز حول العالم وكانت يوحها حضورا في الدوحة لتغطية القمة العربية الحادية والعشرين والتي كان البشير ( ملحها وسكرها) كما اشار بذلك الاستاذ عبدالباسط سبدرات وزير العدل في تصريح لوكالة السودان للأنباء. وكان العنوان الأبرز في الوجوه في الشارع القطري بين السودانيين هو الفخار وبين القطريين هو الاعزاز حتى إن رغام الناس من الوفد المرافق للبشير قد وجد من التكريم ما يمكن أن ينطبق عليه المثل ( على جاه الملوك نلوك) فإذا كانت القيادة ملهمة وخاصة في أوقات الأزمات كان الناس على دربها سائرون. وقد امتدت هذه المؤازرة والدعم الغرب في حضور آلاف السودانيين المقيمين في قطر ودول الجوار للقاء الحاشد الذي نظمته الجالية السودانية في قطر لكن المدهش أن القطريين حتى من الذين كانوا يتدربون بالزي الرسمي لم يستطيعوا إخفاء مؤازرتهم وانحرافهم نحو الرجل الذي كان ( داخل السودان رمزا للعزة والشموخ وخارج السودان صار فوق ذلك رمزاً للإباء والنضال) حسبما قال الاستاذ سبدرات وهو يصف إنجراف المشاعر من لدن صحفي القمة العربية الحادية الى اجتماع الجالية وعلامات النصر التي يشير بها المارة والسيارة في الطرقات. وفد شهد الوفد والبشير يطوف بالكعبة معتمرا يهللون ويدعون للسودان بالمؤازرة والنصرة كان من العربى الفصيح والأعجمي القح والأسيوي البائن والافريقي النضير. وقد قال البشير للتلفزيون الفنزويلي أن من أراد بهذا القرار أن يحدث ثورة تطال رقاب القيادة قد أحدث ثورة فعلا ولكنها طالت رقاب القيادة عزة وشموخاومن أراد ثورةضد القيادة فقد أحرز ثورة مع القيادة فلم يتمالك مقدم الاسئلة الفنزويلي والمذيعة المصاحبة والمترجم وصحبهما من الضحك لهذه المفارقة وقد عرف عن قائدهم هم أيضا شافشيز مثل تلك القفشات مما جر عليه غضب جيرانه من الولايات المتحدة ولكنه لم يبال. وقال شافيز في مداخلته أمام اجتماع الجماعة الأمريكية الجنوبية والجامعة العربية معلقا على مواقف البشير تجاه ما أسماه الإمبريالية ( إن ما يقوله البشير وقد استمعت إليه جيدا هو نضال ضد الغطرسة السياسية ) وبذلك فقد تحرك السودان تجاه قارة له ولها مصالح ومواقف والعالم ما عاد يقاس بالقرب الجغرافي أو البعد المكاني وإنما هي مصالح متحركة وسياسات متشابكة وقد تكون ضالة السودان الآن في أمريكا اللاتينية وقد يسويها البشير) في أمريكا اللاتينية منها سواها في الخليج ذلك أنه في سبيل أن يبعث الى فنزويلا سفيرا نابهاً ناطقاً بلغاتهم إنجليزية وفرنسية وأسبانية عبدالله أحمد حسن سالم الوزير المفوض بالخارجية الآن يكون خطوة في الميل البحري الي فنزويلا.