كله (ما) تمام
وقوات الجبهة الثورية تحتل أبو كرشولا وتقول إنها في طريقها للتوغل في مثلث حمدي وحكومة السودان تتهم دولة الجنوب صراحة بدعم الحركة الثورية حيث طار وزير الخارجية ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الى جوبا وعرضا على سلفا كير ما يدعم اتهامات السودان لحكومته في هذه الأجواء المكهربة اجتمع الرئيسان البشير وكير في أديس أببا على هامش القمة الافريقية في الأسبوع الأخير من مايو المنصرم وبعد الاجتماع الذي قيل إن البشير كان فيه واضحا وصريحا مع سلفا حيث طالبه بإيقاف الدعم بأعجل ما تيسر بغض النظر عن موقف سلفا من الدعم كما رفض البشير في ذات الاجتماع فكرة الاستفتاء في أبيي لقطع الطريق أمام محاولة أبناء أبيي في استثمار مقتل الناظر كوال دينق ومع كل ذلك خرج البشير من الاجتماع وصرح بالقول (كله تمام).
بعد اجتماع كله تمام بيومين تم تحرير أبو كرشولا وفي خطابه أمام موكب الاحتفال هدد البشير دولة الجنوب صراحة بأنه إذا لم توقف دعمها للجبهة الثورية سوف يوقف تنفيذ المصفوفة بما ذلك انسياب النفط الذي كان ساعتها يجري في الأنبوب في طريقه لبورتسودان ثم حدث تطور عملي يتمثل في إلغاء اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة الى أجل غير مسمى ثم بلغ التصعيد قمته في قرار مجلس الوزراء في اجتماعه ليوم لخميس 6/يونيو بأن تطلق حملة إعلامية لتهيئة الجبهة الداخلية لتداعيات إيقاف مصفوفة الاتفاقيات مع دولة جنوب السودان وذلك بتوضيح موقف دولة جنوب السودان الداعم للحركة الثورية ثم جاءت أمسية السبت غير الأخضر- وفي ضاحية من ضواحي بحري وجه السيد رئيس الجمهورية وزير النفط بإيقاف سريان نفط الجنوب الى حين إيقاف الجنوب دعمه للحركة الثورية.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو الشيء الذي استجد بين اجتماع أديس بتاع كله تمام ولقاء بحري الجماهيري حيث صدر قرار إيقاف سريان النفط الجنوبي في الأنبوب السوداني؟ هل هناك وعود قدمها سلفا في أديس وتبخرت في الهواء؟ هل زاد الدعم من دولة الجنوب للجبهة الثورية بعد أبو كرشولا ؟ هل يئست الخرطوم من قدرة سلفا أو حتى عدم رغبته في وقف الدعم النتيجة في الحالين واحدة.
الآن وفي هذه اللحظة التي نكتب فيها هذا المقال بعد توجيه رئيس الجمهورية المشار إليه أصبحت كل اتفاقيات التعاون بين البلدين متوقفة تماما ويبقى السؤال هل سوف تتوقف الأمور عند حالة اللاسلم واللاحرب المباشرة بين البلدين؟ علينا أن نتذكر الحرب غير المباشرة بين البلدين مستمرة ويتمثل ذلك في القتال مع الحركة الثورية كما أن أبيي قابلة للاشتعال في أي لحظة. عليه فإن الأمور سوف تكون مرشحة لحرب مباشرة بين البلدين في أي لحظة قادمة. لا أظن أن الخرطوم ترغب في حرب شاملة ولا أظن أن جوبا ترغب فيها هي الأخرى. عليه يتوجب على الخرطوم أن تمد المزيد من حبال الصبر وتواصل ضغوطها بغير الطريق المفضي للحرب. عليها أن تعطي فرصة لصوت العقل في جوبا وفي الخرطوم أن ينمو ولو ببطء عسى ولعل.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]