جعفر عباس

حقوقي المهضومة في قطر

حقوقي المهضومة في قطر
[JUSTIFY] أعود إلى مقالي الأخير وأذكر القارئ بأهم عناصره: قطر تتصدر قائمة الدول في عموم المجموعة الشمسية (يعني ليس فقط كوكب الأرض.. عيني باردة) من حيث متوسط دخل الفرد الذي يبلغ نحو 114 ألف دولار في السنة، (بلاش إحراج لي واقسمها بنفسك على 12 لتعرف المتوسط الشهري، لأنني لا أجيد حتى استخدام الحاسبة الالكترونية التي أعرف أنها موجودة في هاتفي النقال وفي الكمبيوتر الذي أكتب فيه هذه السطور)، كما تتصدر قطر قائمة البلدان ذات العائلات المليونيرية لأن هناك 50 ألف عائلة في قطر من أصحاب الملايين، وقبل عام أو اثنين نشر الجهاز المركزي للإحصاء في قطر تقريرا مؤداه أن متوسط إنفاق الفرد في قطر يبلغ 13 ألف دولار شهريا، وبدأت علاقتي بقطر عام 1979، أي أن علاقتي بها أعمق وأطول من علاقة نصف سكانها الأصليين بها، فأكثر من نصف القطريين دون الخامسة والثلاثين، (عمري – ولله الحمد – ما زال 39 سنة بالتقاويم الهجرية والميلادية والصينية والفارسية، لا يزيد ولا ينقص رغم أن معظم سنوات عمري كانت كبيسة وانكبست صحتي أيضا بعدما أكلت الكبسة الخليجية)… المهم أن كل دراسات وتقارير بيوت الخبرة العالمية تؤكد صحة تلك الأرقام، مما يعني أن قطر مدينة لي بملايين الدولارات، لأن متوسط دخلي في السنة دون الرقم أعلاه بأميال وفراسخ، وقد كتبت من قبل محتجا على حكاية إنفاق الفرد في قطر 13 ألف دولار في الشهر.. وأنا فرد ونفر وفي قطر، فمن هذا الذي ينفق مثل هذا المبلغ شهريا من دون علمي أو على حسابي؟ وكيف لا تنصفني جهة عملي وهي تعرف جيدا أن مجموع راتبي الشهري دون ذلك المبلغ الذي يصرفه الفرد في قطر شهريا (وحتى لو لم يحسبوني «فردا» فسأصبح «فردة» وفي هذا خير وبركة لأن «فردة» في قاموس الشباب السوداني المعاصر تعني «الحبيب».. بينما كانت تلك الكلمة تستخدم على أيامنا فقط عند الحديث عن الحذاء).
الرد جاهز عند الكثيرين: تلك الأرقام تخص القطريين فقط.. أوكي.. ما اختلفنا، ولكن لدي مستندات بأنني قطري بـ«وضع اليد»، ويكفي للتدليل على هذا ما ذكرت أعلاه بأن علاقتي بقطر عمرها 34 سنة.. يعني يا جماعة أنا قضيت في قطر مدة أطول من تلك التي قضيتها في السودان، ومن حقي أن أطالب بالـ 114 الف دولار التي هي متوسط دخل الفرد في قطر،.. كي لا أكون جاحدا لأنني أعترف بصدق بأن قطر وفرت لي مستوى معيشيا لم أكن أحلم به، فإنني سأتنازل عن جزء من ذلك المبلغ.. سأتنازل بالتحديد عن 14 ألف دولار، وهذا آخر كلام عندي، وإلا فسأتوجه الى الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، ثم اليونسكو واليونسيف واليو إس بي USB، وسأكون أكثر تواضعا وأقترح حلا وسطا: أعفيكم من الملايين التي لم تدخل جيبي ولكن حكاية إنفاق 13 ألف دولار في الشهر وكأني «لا هنا ولا هناك» هذه تو متش.. كثيرة وكبيرة.
وهناك أمر يحيرني: إذا كانت قطر تضم ذلك العدد الهائل من المليونيرات، فلماذا لم يصادقني أحدهم طوال تلك السنين مع أنني أعرف مئات القطريين معرفة وثيقة؟.. هل بلغهم سر كتمته في نفسي طويلا، وهو أن أول مليونير عربي صادقته كان السعودي وهيب بن زقر، وبعد أن دعاني في استراحته الخاصة في جدة لوليمة عشاء بشهر واحد، كان قد أسلم الروح، عليه رحمة الله؟.. يعني إما تعطوني هدايا عليها القيمة في عيد ميلادي أو أصادقكم و… الفاتحة على أرواحكم.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]