اقتصاد وأعمال

قانون في السودان يمنع استخدام “الزئبق” بمناطق الذهب

أعلنت وزارة المعادن السودانية فراغ لجنة مختصة بحثت المخاطر الصحية والبيئية، التي يسببها استخدام مادة الزئبق بمناطق التعدين التقليدي للذهب بولايات السودان، من عملها، وقالت إن اللجنة خلصت إلى مشروع قانون في طريقه إلى البرلمان لإجازته.

وكانت فعاليات مؤتمر التعدين الأهلي الذي نظمته وزارة المعادن، تحت شعار “تقنين – تطوير إنتاج”، قد أوصت باستخدام وسائل لاستخلاص الذهب لا يدخل فيها الزئبق.

ونفى مدير إدارة التعدين التقليدي بوزارة المعادن السودانية العميد مصطفى إبراهيم، لبرنامج “المحطة الوسطى”، الذي بثته “الشروق”، مساء الأربعاء، عدم توقيع الوزارة لاتفاقية دولية تحظر استخدام الزئبق.

وأضاف: “كان لنا رأي في الاتفاقية يهدف للمزيد من وضع المعادلات التي يدخل فيها الزئبق في العديد من الصناعات، وللمزيد من ترتيب البيت من الداخل”.

ونبه تقرير رسمي استعرضه البرنامج إلى خطورة استخدام مادة الزئبق بمناطق التعدين التقليدي. وقال التقرير إن استخدام المادة يهدد حياة آلاف من المعدنين ويعرضها للخطر القاتل بيئياً وصحياً.

نقل التجربة

وقال إبراهيم إن هناك لوائح تنظم استغلال الثروة المعدنية بصفة عامة بالسودان، مبيناً أن وزارة المعادن تتجه لنقل تجربة القطاع الخاص للتعدين التقليدي مثل التأمين الصحي وغيره من الخدمات.

وأضاف: “حدثت نهضة نتموية في مجال الخدمات بصورة عامة بمناطق التعدين الأهلي والتقليدي، ومواقع التعدين الآن بها كميات كبيرة من أجهزة استخلاص الذهب”.

من جانبه، أشار رئيس اتحاد التعدين الأهلي بأبوحمد مبارك عباس، إلى اعتراف الدولة بالتعدين التقليدي كنشاط، ولكنها لم تقننه.

وقال: “الذهب موجود في كل مناطق السودان وآثار التنقيب موجودة في أبو حمد منذ عهد محمد علي باشا”.

وأوضح عباس أن التعدين أوجد فرص عمل جيدة للشباب السوداني، مبيناً أن أبوحمد فقط بها أكثر من 250 ألف شخص معدن، وأكثر من 80 ألف بئر للتنقيب عن الذهب.

وأبان أنهم في الاتحاد نبهوا – من قبل – لخطورة استخدام الزئبق عبر مذكرات عديدة لأجهزة الدولة الرسمية، وصلت حتى رئاسة الجمهورية.

معدلات الإنتاج

وفي السياق، ذكر مهندس التعدين أحمد أبو القاسم عبدالله، في اتصال هاتفي مع البرنامح، أن التعدين الأهلي يعمل به أكثر من 500 ألف، مبيناً أن هناك مهن مصاحبة تقدر بـ 27 نشاطاً تجارياً.

وقال: “في الربع الأول من العام بلغ الإنتاج 26 طناً تسلم منها بنك السودان نحو عشرة أطنان، ونتوقع أن يصل الإنتاج إلى 50 طناً في العام”.

إلى ذلك، رسم مدير مستشفى أبوحمد د. فاروق مدني صورة قاتمة لوضع المستشفى الرئيس الذي يرتاده المعدنون عن الذهب بمدينة أبوحمد.

وكشف عن حالات يستقبلها المستشفى من المعدنين تعاني الأمراض بسبب الوبائيات واستخدام الزئبق وتهدم الآبار.

وأكد أنه بطول الأمد يؤثر استنشاق الزئبق بالعاملين بمناطق الذهب ويسبب السرطان والفشل الكلوي.

وأضاف:”لا يوجد بالمستشفى اختصاصي باطنية، ولا معامل متطورة، وكل المعندين يستقبلهم عنبر واحد به 20 سريراً فقط”.

شبكة الشروق