اطباء يفجرون المفاجأت حول وفيات المرضي بالمستشفيات الحكومية والخاصة
ومما تطرقت له من هو ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﻮﻝ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺪﻳﻦ ﺃﻭ ببريء هذا الطبيب أو تلك الطبيبة وﻫﻞ ﺗﻜﻔﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ لكتابة ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺩﻗﻴﻖ ﻳﻤﻜﻦ للسلطة المختصة أﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﻻﺭﺟﻌﺔ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻫﻞ ﻳﺴﻤﺢ لأﻫﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ بتحويل جثمان مريضها في ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﺢ شرطا أن لا يكون التشريح في مشرحة الطب الشرعي التابعة لإدارة هذا المستشفي أو ذاك الذي تتم مقاضاته في إهمال أو خطأ طبي.
ﻭأطرح الأسئلة التالية بعد أن ألممت ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ المتعلقة بوﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .. ﻭﻫﻞ في هذه الوفيات قصور من هذا الطبيب أو تلك الطبيبة وعلي هذا النحو جلست مع عدد من الأطباء المختصين والاستشاريين في مجالات طبية متعددة ردوا عليّ من وحي تجاربهم في الحقل الصحي علي مدي سنوات وسنوات وأولهم قال : ( أﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻻﺧﻄﺄ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﺴﺐ ضئيلة ﺟﺪﺍً ﻭﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ .. ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺍﻷﻋﻢّ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﻟﻠﻤﺮﺽ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺩﻭﺭﺍً كبيرا. ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ أعود وأقول ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺀ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻀﺎﻋﻓﺎﺕ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻠﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ وﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻓﺎﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﺐ .. ﻓﻬﻞ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺗﻬﺎﻡ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻬﻨﺔ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .. ﻣﺜﻼً ﻣﺮﺿﻰ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﺴﻠﻮﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ أنواعه ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ منهم ﻟﺪيه ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ).
وواصلت الإبحار في الإهمال أو الخطأ الطبي مع الأطباء الذين قال عنهم طبيبا آخراً : ( قضية الطب ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ أصبحت ﻣﺴﺎﺭ ﺟﺪﻝ من حيث التناول الخاطئ للإهمال أو الأخطاء الطبية التي يتم حصرها في نسيان قطعة (شاش) وغيرها مما يصب رأسا في ذلك إلا أنني وبالرغم من ذلك كله أطالب السلطات المختصة أن تنشئ ﻭﻛﺎﻻﺕ ﻧﻴﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣﺤﺎﻛﻢ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ أسوة ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ .. ﻓﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺤﺎﻣﻴﻦ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ .. فأي مستشفي من المستشفيات ﻳﻤﺮ عليها ﻳﻮﻣﻴﺎً بالتقريب الكثير جداً من المرضي ويتلقون ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻼﺝ وبأقل ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﺟﺪﺍ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺮﺿﻲ ﻭﻧﻀﻌﻬﻢ ﻓﻲ أجهزة ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﺍﻷﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺎﺛﻠﻮﺍ ﻟﻠﺸﻔﺎﺀ .. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ .. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ أدعو ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ للإﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﻘﺺ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ المعينات ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ .. مثل الخيوط والشاش).
ﻭﺣﻮﻝ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﺷﺎﺵ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻗﺎﻝ .. ( ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻓﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ .. ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺃﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺵ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .. أبداً ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻫﺮ) .
أما عن ﻭﻓﻴﺎﺕ أنابيب ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻇﻴﺮ فقال : ( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﻄﺎﻟﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً قد ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ … وﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﺟﺮﻯ ﻣﺴﺘﺸﻔﻲ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺤﺜﺎً ﺣﻮﻝ أنابيب ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻇﻴﺮ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ 19% .. ﻭﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ أيام ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ 66% ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .. ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ 1% ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ).
واسترسل : ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺔ للعلاج بالخارج نجد أن علاجها ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.. ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﺗﻲ ﺇﻟﻰّ ﻣﺮﻳﺾ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺍﻧﺴﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻮﺭﻡ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﺖ ﻟﻪ ﻓﺤﻮﺻﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲّ ﺃﻫﻠﻪ .. ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺴﻔﺮﻩ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻣﻨﺘﺸﺮ ﻭﻻ أجد ﺩﺍﻋﻴﺎً ﻷﻥ ﺗﺴﺎﻓﺮﻭﺍ .. ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﺍﺻﻼً ﺗﻮﺩﻭﻥ ﻋﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺟﺮﺍﺣﻴﻦ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ أصروا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﺘﻬﻢ .. فأردفت ﻟﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ : ﺇﺫﺍ ﻋﻤﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺔ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻴﺶ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺘﺎﺑﻊ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﺎ ﻗﺘﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ .. ﻭﻛﺎﻥ أن ﺷﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ وأجريت ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻬﻢ : ﻟﻘﺪ ﺃﺯﻟﻨﺎ ﺍﻟﻮﺭﻡ .. ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ .. ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻮﻻﻩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] الخرطوم – سراج النعيم[/FONT]