الموسم الزراعي في حق الله
قبل الدخول في موضوعنا نسأل السيد وزير المالية لماذا أوقف تمويل الموسم الزراعي في الجزيرة؟ أين الـ 156 مليار التي صدق بها أمام السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية؟ طيب ندلف لموضوعنا الذي ليس بعيداً عن الرمية.
أجزم بأن الزراعة في السودان هي التي زرعت فيه الظلم والفساد منذ ظهور الدولة الحديثة إلى يوم الناس فمنذ عهد محمد علي باشا (1821 1884) حيث حاول إدخال محصولات نقدية لأول مرة في أرض السودان مثل النيلة والقطن كان الفساد ممثلاً في السخرة والإكراه لنترك المهدية حيث ترويع الجهادية للزراع على النيل والجزيرة ومجاعة سنة ستة نقفز للإنجليز رغم أنهم عدلوا في تسويات الأرض في الجزيرة إلا أنهم أقاموا فيها علاقات إنتاج شائهة فيها ظلم بين للمزارع ونقصد بذلك الحساب المشترك. الآن خلونا من الإقطاعيات الطائفية التي أقامها الإنجليز فنسأل لماذا حكم السيد وزير المالية على الموسم الزراعي 2013 /2014 بالإعدام.
في العهود الوطنية واصلت المؤسسات الزراعية الرسمية من وزارات ومجالس إدارات ومصالح سيطرتها على الزراعة عن طريق السيطرة على المدخلات الزراعية والسيطرة على صادر الزراعة ولم ينل المزارعون إلا الحصرم وفيما بعد ظهرت التنظيمات التي تمثل المزارعين (الاتحادات) فكانت كفوة على المزارعين والزراعة ووصل بها الهبر واللغف التراكتورات والمبيدات قال موسم زراعي قال. ثم بعد أرخت الدولة قبضتها على مفاصل الزراعة ظهر القطاع الخاص أي الشركات التي تعمل في المدخلات والخدمات الزراعية وهذه في معظمها لم تتعامل بشفافية وعلمت الاثتين التانيين الهبر واللغف. كدى شوفوا لينا حكاية وزير المالية مع الجزيرة ونواصل.
إذن هذا الثالوث المكون من المؤسسات الرسمية وزارات الزراعة والمجالس والهيئات الزراعية الرسمية والنهضة الزراعية و..و… ثم شركات القطاع الخاص العاملة في المجال الزراعي ثم تنظيمات المزارعين (الاتحادات) هذا الثالوث الخطير هو المسيطر الآن على الزراعة في البلاد هذا الثالوث هو الذي يطحن في المزارع وبالتالي الزراعة هذا الثالوث لم يكتف بالفساد القديم المغتغت إنما دخل في لعبة الفساد العلنية العامة التي سادت البلاد مؤخرًا لذلك يكون من الطبيعي أن يتحول تضامن الثالوث إلى مشاكسه وصراع علني والموسم الزراعي يحتضر والوزير عامل نائم.
أصدقكم القول أنني سعيد جداً بتصريحات السيد وزير الزراعة التي كشف فيها الاعيب بعض الشركات الكبرى واتحادات المزارعين وبتصريحات قادة اتحاد المزارعين التي تهاجم وزارة الزراعة وبمؤتمرات بعض الشركات الصحفية الباذخة التي تهاجم الوزير لأن هذا كشف الطوابق المستورة من أسعار تراكتورات وفحص مبيدات واحتكار صفقات وفي الطريق إن شاء الله التقاوي والخيش والمحالج وطائرات الرش فالتقيل دوماً ورا إلا مسؤولين من الخير أين قضية شركة الأقطان والـ524 مليون يورو (بنات حفرة)؟ هل شركة الأقطان سقطت في حلبة صراع الثالوث؟ يا سيد تاج السر خلينا من تقرير لجنتك ألم تكن شاهدًا على 156 مليار التي صدقتها رئاسة الجمهورية للموسم في الجزيرة ما ممكن تتدخل في الحتة دي؟.
جميل أن تتفرج الحكومة على هذه الاتهامات لا تحقيق ولا تحقق عشان الشعب يعرف من يمص دمه لكن على الحكومة أن لا تترك الموسم الزراعي يضيع في الجزيرة عليها أن تأمر أمين بيت المال أن يلحق الموسم الزراعي وقد سمعته بأضاني البموت ويأكلها الدود يقول إنه ضعيف جدا أمام الزراعة لأنه يدرك أهميتها لخزينته. طيب منتظر شنو؟ لكن الأهم على الحكومة أن تضمن أن المال سوف يذهب للأرض الزراعية وليس الثالوث غير المقدس وهذه قصة لنا عليها عودة إن شاء الله.
حاطب ليل- السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]