تحقيقات وتقارير

«200» يوم من الحرب في جنوب السودان


[JUSTIFY]منتصف ديسمبر الماضي وقعت أحداث الحرس الرئاسي في جوبا، والتي دلقت الحرب بدولة جنوب السودان التي لم تكمل فطامها بعد منذ الانفصال من السودان، وفي حين آخر وفي شهر يوليو بالتحديد، توقع مراقبون أن تبدأ حرب بلا هوادة في جنوب السودان بين معسكرين أو أكثر خاصة بعد خلافات مميتة بين قادة الحركة الشعبية، وبقي النظام الذي اعتمد بشكل منتظم على قادة الحركة طوال الفترة الانتقالية، وبعدها دخل في الخلافات التي أعقبت وفاة د. جون قرنق الزعيم التاريخي للحركة الشعبية، وباتت الصراعات تحت الجسر السمة الواضحة لقادة الحركة الذين يظهرون خلاف ما يبطنون لبعضهم البعض.

فكل واحد منهم ــ حسبما قال لي قائد تاريخي بالحركة ــ يسعون بكل «شيء» لحكم جنوب السودان والاستحواذ على الكرسي «حلم القادة»، وما بين خلافات قرنق نفسه وسلفا كير، ومن ثم قرنق ومشار وأكول والتمردات العاتية التي عصفت في كثير من الأحيان بجنوب السودان بانت قراءات موجزة تصب في اتجاهات واحدة أن الدولة التي فضل أهلها الانفصال وصوتوا له بقوة ساحقة في 2011 سيواجهون مصيراً انفصالياً كبيراً بدأ في الرسم منذ منتصف ديسمبر الماضي، وهو الانفصال لعدة دول أو تكتلات أو أجزاء، ولاحت في الأفق أحلام تراود قبائل بعينها بتكوين دولة ربما ليس من الحكمة الحديث عنها الآن بحكم أن المرحلة التي يمر بها جنوب السودان مرحلة حساسة ينغي الوقوف معه ومساندته لحين الخروج من الكبوة العظمى التي يمر بها. وعلى طريقة خروج الفريق أطور الشهيرة، فاجأ اللواء داو الجميع بإعلان الانضمام إلى مشار خواتيم الأسبوع المنصرم، مما يشكل نقلة كبيرة في الميدان الذي يغلي منذ «200» يوم لمصلحة مشار.

مواجهة قاتلة
بتمرد اللواء داو أتور جونق خرجت الأمور الحربية عن السيطرة تماماً بشمال بحر الغزال حالياً. وتشبه قصة تمرد داو تمرداً عنيفاً قاده الفريق أطور الملقب بـ«الثعلب» في ولاية جونقلي. ويكشف مراقبون أن داو اللواء المتمرد والذي أعلن تمرده وانضم لمشار بالفعل وكان من ضمن وفده الزائر للعاصمة الكينية الثلاثاء الماضي، تحت أمرته حوالي «30» ألف جندي منهم حوالي «5» آلاف جندي تلقوا تدريبات عالية للغاية في المدفعية، وبحسابات الميدان تبدو الفرصة هنا سانحة لمشار لخلق جبهة قتالية جديدة بولاية شمال بحر الغزال وخاصة مناطق أويل وغيرها من المناطق الإستراتيجية التي تضم وحدات خاصة للجيش الشعبي.

استدانة مليونية
استدانت دولة الجنوب حوالي «200» مليون دولار من شركات النفط بغية مقابلة احتياجات ضرورية. وقال وزير المالية في جنوب السودان إن إحدى الشركات أقرضت الدولة هذه المبالغ الأسبوع الماضي.

مليون لاجئ
أعلنت الأمم المتحدة عن فرار أكثر من «70» ألف شخص بجنوب السودان منذ توقيع اتفاق الهدنة الأخير في التاسع من مايو الحالي، مؤكدة أن عدد النازحين داخلياً يزيد باستمرار ليرتفع حالياً إلى أكثر من مليون نازح.

ثلث السكان الجنوبيين خارج ولاياتهم
أظهرت دراسة جنوبية أن ثلث السكان الجنوبيين خارج ولاياتهم. وأوضح باحثون أن ثلث السكان المدنيين يتوزعون بين دول الجوار ومعسكرات الأمم المتحدة.

مدن الأشباح
كبرى المحافظات الجنوبية بعدد من الولايات تحولت إلى مدن للأشباح لا أحد يسكنها، وآخرون فضلوا الذهاب إلى الدول المجاورة أو المدن الكبرى أو المقاطعات، ويشهد بعضها مواجهات متفرقة، وأخرى مواجهات دائمة وتارة عمليات كر وفر وانسحاب، وقوات أخرى غير جنوبية تشارك في الصراع منها قوات الحركات السودانية والجيش اليوغندي لكن عدم معرفة تلك القوات بطبيعة الجنوب في كثير من مناطق المستنقعات والمياه وبعض الغابات، وضعت القوات الحكومية في كثير من الأحيان خارج حلبة الانتصارات، وربما أسهمت تلك الناحية السلبية في تمكين قوات مشار من السيطرة على مناطق كثيرة في ولاية الوحدة وأعالي النيل وبعض أجزاء ولاية جونقلي.

ملكال
خرج الأهالي من مدينة ملكال التي باتت مهجورة إلا من قوات الجيش الشعبي وقوات الفريق قبريال تانج التي تسيطر على ضواحيها منذ شهر تقريباً، وتشهد المناطق المحيطة بها مواجهات متفرقة بين قوات للجيش الشعبي متمركزة في البر الغربي.

الناصر
عادت قوات مشار من جديد وسيطرت على المدينة الأسبوع قبل الماضي عقب استلامها من قبل القوات الحكومية لمدة «5» أيام، وتعتبر المدينة من أهم المدن لمشار ويهتم للغاية للسيطرة عليها، بل هناك أحاديث غير مؤكدة بأنه شارك بنفسه في عملية استعادتها.

فشودة
هاجمتها قوات مشار الأسبوع قبل الماضي لكن الجيش الشعبي استعادها.

بور
تسيطر عليها القوات الحكومية بمساندة من القوات اليوغندية التي تتحكم في المدينة، ومنذ أول المعارك فيها انتقل المواطنون للجهة المقابلة من النهر للإقامة هناك.

ميوم
تشهد سيطرة منا
صفة من الجانبين، ويسيطر على أجزاء كبيرة منها الفريق قديت.

ربكونا
ذكرت قوات موالية لمشار أن حركة العدل والمساواة تسيطر على المدينة. وقال المتحدث العسكري كوانق إن قوات الحركة تدخل المدينة باستمرار.

بانتيو
تسيطر عليها قوات مشار حسبما قال قائد جبهة بانتيو الفريق فيتر قديت لـ «الإنتباهة» قبل ثلاثة أسابيع.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]