رأي ومقالات

د. هاشم حسين بابكر : الاتحاد الاوراسي.. طفرة في الاقتصاد العالمي..!!


[JUSTIFY]الاتحاد الاوراسي الذي يضم كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان يمثل كتلة اقتصادية واسعة تشكل تحدياً قوياً أمام اقتصاديات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وهي خطوة ناجحة لاقتصادات الدول الثلاث، ويجعل من هذه البلدان وهي تضم 170 مليون نسمة مناخاً استثمارياً مغرياً للمستثمرين الاجانب..!!
والاتحاد الاوراسي ليس كما يصفه البعض بأنه عودة للاتحاد السوفيتي، وإن كان الحساب على طريقة الجغرافيا فنجد ان مساحة الدول الثلاث مجتمعة تمثل عشرين مليون كيلو متر مربع والاتحاد السوفيتي كانت مساحته الجغرافية اثنين وعشرين مليون كيلو متر مربع..!!
لكن الاتحاد الاوراسي لا يمثل تكتلاً سياسياً كما كان الاتحاد السوفيتي بل هو شراكة لها أهمية استراتيجية واقتصادية وهذا من شأنه ان يجنب روسيا والدول المشاركة من تبعات الازمة الاقتصادية والعقوبات التي يفرضها الغرب على تلك الدول وخاصة روسيا الفيدرالية..!!
وهذا ما يجعل الاتحاد الاوراسي منظومة اقتصادية. والفكرة كانت من جانب الرئيس فلاديمير بوتن حين كان رئيساً للوزراء في العام 2011 اجتمع رؤساء روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان بهدف تأسيس الاتحاد الاوراسي بحلول العام 2015 وتضمنت الاتفاقية خارطة طريق للتكامل المستقبلي وتأسيس مفوضية اوراسية وفضاء اقتصادي اوراسي وقد بدأ العمل بها في الاول من يناير 2012م
وبالفعل وفي مدينة استانا العاصمة الكازاخستانية وقع كل من الرئيس بوتن ورئيس بيلاروسيا الكساندر لوكاتشينكو والرئيس الكازخستاني نور سلطان نزار بايف على اتفاقية الاتحاد الاقتصادي الاوراسي. وبهذه المناسبة قال الرئيس بوتن «إن هذه الاتفاقية لها معنى تاريخي وتفتح آفاقاً رحبة للدفع بالاقتصاديات وزيادة رفاهية دولنا»..!!
وأضاف الرئيس «بوتن» نحن في الواقع نشكل اكبر سوق موحدة في فضاء رابطة الدول المستقلة يملك امكانات صناعية وعلمية وتكنولوجية ضخمة، وموارد طبيعية هائلة وفي الوقت نفسه شدد بوتن على أن نقل بعض الصلاحيات لجهات الاتحاد فوق القومية لا يمس بسيادة دولنا.
وقد ابدت كل من ارمينيا وفيرغيسيا رغبتهما في الانضمام إلى الاتحاد وقد وافق الاعضاء بشكل عام، وقال الرئيس بوتن انهم موافقون على ان تصبح ارمينيا عضواً متكافئاً في الاتحاد قريباً بعد انطلاقه واضاف أن قيرغيزيا ايضاً لها الفرصة للانضمام للاتحاد الاوراسي.
وقبل مراسم التوقيع في استانا في يوم 29 مايو عقد اجتماع للمجلس الاعلى الاقتصادي الاوراسي الجهة الرسمية للاتحاد الجمركي والفضاء الاقتصادي الموحد بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان. وقال الرئيس بوتن اثناء الاجتماع ان الاتحاد الاوراسي سيعمل بمبادئ عامة وشفافية واضحة للجميع، بما فيها احكام ومبادئ منظمة التجارة العالمية واضاف إننا ننشيء اليوم مركزاً قوياً وجذاباً للتنمية الاقتصادية وسوقاً اقليمية ضخمة تضم اكثر من مائة وسبعين مليون نسمة ويملك اتحادنا احتياطيات ضخمة من الموارد الطبيعية، بما في ذلك مصادر الطاقة خمس احتياطيات العالم من الغاز ونحو 15% من احتياطات النفط والاتفاقية حدث تاريخي من وجهة نظر الدفع بعمليات التكامل في الفضاء الاوراسي كما وصفها بوتن اوشاكوف مساعد الرئيس الروسي..!!
تلتزم الدول الثلاث بضمان حرية حركة البضائع والخدمات ورأس المال والقوى العاملة في حدود الاتحاد، وايضاً بتسنيق سياساتها في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والصناعة والزراعة والنقل ويضم نص الاتفاقية 28 قسما و118 مادة و32 ملحقاً. وعلاوة على ذلك سوف يعقد الرئيس بوتن في استانا لقاءً مع نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزار بايف من المنتظر ان توقع فيه على حزمة من الوثائق في ختام المباحثات، بما فيها مذكرة حول بناء محطة كهروذرية في كازاخستان باستخدام تكنولوجيا روسية..!!
إن الاتحاد الاوراسي خطوة جادة وهامة لكسر الهيمنة الاقتصادية والاحادية من جانب الولايات المتحدة والتي بسياساتها الاقتصادية ادخلت العالم في خضم أزمة اقتصادية لا مخرج للعالم منها الا بهذه الوسيلة إنشاء اتحادات اقتصادية على نسق الاتحاد الاوراسي..!!
والاتحاد الاوراسي منذ اليوم الاول لاعلانه طلبت عدة دول الانضمام إليه هذا إلى جانب قوى اقتصادية عالمية كالصين والتي وقعت اتفاقيات مع روسيا بمبالغ ضخمة بلغت الاربعمائة مليار والصين لا بد ان توسع تعاونها الاقتصادي مع الاتحاد وربما تنضم إليه للاستفادة من ضمانات حرية تنقل البضائع الأمر الذي يوسع الفضاء الاقتصادي لكل من الصين ودول الاتحاد، كما ان هناك فيتنام التي هي الاخرى يمكنها الاستفادة من الاتحاد. وايران ايضاً يمكن لها ان تنضم لهذا الاتحاد فيزيد ذلك احتياطي الاتحاد من النفط والغاز إلى نسبة أعلى من تلك التي يتمتع بها الاتحاد الآن. واعتقد ان ايران لن تتأخر في الانضمام إلى هذا الاتحاد ففي ذلك تحرير كامل لها من معظم العقوبات التي تفرض عليها الآن..!!
والميزة التي يتمتع بها هذا الاتحاد تتميز في حرية اقتصاده، وحرية الاقتصاد يتبعها التحرر السياسي، فالاقتصاد الحر يقود إلى السياسة الحرة وتشعر الدول المستقلة اقتصاديا بالحرية.
إن العالم مبشر بظهور قوى اقتصادية حقيقية ومنتجة حيث تتوفر الموارد الطبيعية. والخبرة والايدي العاملة الامر الذي يكسر الهيمنة الاقتصادية والاحادية السياسية التي يعاني منها العالم اليوم..!!
والجدير بالذكر ان الاتحاد الاوراسي يؤمن لاعضائه الحرية الكاملة في سياستها الداخلية والخارجية حيث لا يتدخل الاتحاد في سياسات الدول الاعضاء حيث تتمتع الدول الاعضاء باستقلال سياسي كامل. هذا عكس ما نراه في المجموعة الاوربية التي جعلت من السياسة قائداً للاقتصاد وحين تقود السياسة الاقتصاد تنشب الخلافات التي تقود للحروب، فالازمة الاكرانية في الاساس أزمة اقتصادية قادتها التوجهات السياسية والعنصرية التي فرقت بين اجزاء البلد الواحد وعرضته للتمزق والتشتت..!!
فالاتحاد الاوراسي يقدم اقتصادياً جديداً ونموذجاً اقتصادياً للعالم تجد فيه دول العالم قيمتها الحقيقية واستغلالها غير الموجه من احادية ما نشرت الا الحروب والدمار!!.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]