تحقيقات وتقارير

الوطني والمعارضة .. انتقادات وتبادل اتهامات

[JUSTIFY]تحولت الندوة السياسية التي نظمتها أمانة المرأة بالمؤتمر الوطني نهاية الأسبوع الماضي بحاضرة الجزيرة ود مدني والتي كانت المتحدثة الرئيسة فيها رئيس القطاع الفئوي بالوطني ونائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد، تحولت إلى مائدة حوار بين المعارضة والحزب الحاكم اتسمت بالشفافية كأنها خطوة سبقت المائدة الرئيسية للحوار التي لم يتحدد موعدها بعد، ووجهت المعارضة ممثلة في الشعبي والحزب الوطني الاتحادي انتقاداتها مباشرة إلى الوطني وطالبته بتقديم تنازلات من أجل الدفع بعملية الحوار واتهمته مباشرة بممارسة الإقصاء والتمكين ودعته إلى أهمية أن يثبت جديته في الحوار.

وبالرغم من أن الجهة المنظمة للندوة لم تحدد لها عنواناً إلا أن سامية أحمد ركزت في جل حديثها على قضيتي الإصلاح بالحزب والوثيقة التي طرحها للأمر، بجانب الحديث عن الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية، وقبل أن تدلف سامية للحديث السياسي ألهبت حماس عضوات حزبها اللائي اكتظت بهن صالة المعلم بمدينة مدني بجانب عدد مقدر من العنصر الرجالي وطالبتهن بأن يرفعن الصوت عالياً بالتكبير والتهليل وقالت إنهن بنات خلاوى وتقابة وصوتهن فيه دندنة القرآن وبدأت الحديث بتقديم جزء من ملامح وثيقة الإصلاح، مؤكدة أن الإصلاح مسؤولية الجميع وليس حكومة أو قيادة، مشيرة إلى أنها ترتكز على القيم الموجهة للإصلاح وتحفيز المواطن لرفع الاتقان وأن السلام لا يتأتى إلا في حالة تصالح ورضيٍ مع النفس، وقالت إن ذلك لا يعني التقاعس والاستسلام و«أي زول منتظر إصلاح يعملو البشير أو الوالي أو رئيس حزب معين» يكون شارك في هزيمة الإصلاح، مشددة على أهمية مشاركة المرأة في المسألة، لافتة إلى أنه يبدأ من الأسرة ثم ينتقل للمجتمع، ودعت المرأة بالوطني لتبادر بهبة لبداية الخطوة وقالت السلام ما المقصود به سلام القوات المسلحة والثورة ليست ثورة دبابة، بل قيم، وأرجعت عدم تطبيق بعض المشاريع بالبلاد إلى عدم توفر الهمة والمسؤولية، وطالبت قيادات الأحزاب السياسية بتحصين منسوبيهم من الاختراق.

وقطعت سامية مخاطبة الأحزاب بأن الإصلاح ليس مسؤولية الوطني وحده، وقالت إن الانكفاء على ماضٍ واحد أخر الأمم والأحزاب، وعادت وخاطبت عضوية حزبها وأقرت بأنه مسؤول عن أي تقصير باعتبار أنه الحزب الحاكم، وتوعدت بأن أي منتسب له سيحاسب على التقصير وأنه مسؤول عن تنفيذ البرنامج الانتخابي الذي طرحه الحزب في الانتخابات الماضية.

وأكدت سامية أن الأولوية في الإصلاح التي يدعو لها الحزب منظومة النزاهة في السودان، متعهدة بالقضاء على أي بؤرة فساد بالبلاد، منبهة إلى أن إرادة الوطني السياسية دفعت للبحث عن قضايا الفساد وقالت «ما في حزب فاسد لكن في أفراد فاسدين»، وتوعدت رئيس القطاع الفئوي بمحاسبة وطرد أي قيادي بحزبها قصر في أدائه، وقالت نتضاير من قضايا الفساد والوطني جاء ليكون حزباً ليقود دولة وقالت كنا حزباً داخل حزب ولكن طلعنا من قلب المجتمع وكونا حزباً ودولة والآن نبني أمة، وأكدت أن الطرق على قضايا الفساد في هذه المرحلة القصد منه كسر ظهر المجتمع والإرادة والهمة السودانية وإصباغ حقبة الإنقاذ بأنها فاسدة، وليس الغرض منه محاسبة بعض الأشخاص، وأضافت الوطني عندما يحارب الفساد يحارب من يوصمه والمجتمع السوداني بالفساد، وشددت بالمحافظة على ثورة الإنقاذ ووصفتها بأقوى الحقب في السودان وتحدت أن تكون هناك حقبة أقوى منها وأي جهة عندها بضاعة أقيم من البضاعة السودانية فلتأتِ بها وتطرحها في السوق السياسي.

ولم تنسَ سامية أن تطرق على أهم قضية تؤرق المجتمع وهي قضية الضائقة المعيشية وأقرت بوجودها واعتبرتها من أهم التحديات التي تواجه الحزب الحاكم، إلا أنها عادت وأكدت أن الاقتصاد السوداني لم ينهار.

بعد أن أكملت سامية حديثها في الندوة أتاحت المنصة الفرصة لوالي الولاية د.محمد يوسف الذي كان عائداً من رفع تمام قوات الدفاع الشعبي بمحليات الولاية، مؤكداً جاهزية الجزيرة لتحقيق مبادرة الأمن الغذائي التي طرحها رئيس الجمهورية، وبعدها أتاحت المنصة الفرصة للأحزاب السياسية بالولاية وكانت البداية لممثل المؤتمر الشعبي بالولاية التي بدأت حديثها باتهامات للوطني ودعته للكف عن سياسة الإقصاء والتمكين وقالت وإلا مافي حوار، وقالت عايزين نشوف الحوار يمشي بيننا، وأضافت لو ما بقى في معارضة مسموعة وإعلام حر الفساد ما بنتهي والبلاد ما بتمشي بالمؤتمر الوطني، مشيرة إلى أن حزبها شاركه في الحكم عشر سنوات قبل المفاصلة، وطالبته بإبداء حسن النية وقالت الحكومة ما تنسند بقوانين الأمن، وصفقت سامية للمتحدثة بعد أن أكملت حديثها بالرغم من أنه علت همهمة احتجاج من الحاضرات وطلبت منهن أمينة المرأة بالحزب د. انتصار أبو ناجمة السكوت. وتحدث ممثل الوطني الاتحادي هيثم الشريف وكان جريئاً في طرحه وقال ما في سوداني أحرص على الحوار أكثر من الاتحاديين، وطالب الحاضرين بالصبر على حديثه، وقال الشعب لم يتعود على الحريات طوال الـ 25 سنة الماضية، واعتبر هيثم اعتقال المهدي ردة في الحوار خاصة وأن المعارضة اختارته ضمن آلية الحوار، منتقداً إغلاق الصحف، إلا أنه عاد وأكد أن بداية الحوار مبشرة بالرغم من أننا ننظر لها بريبة وشك ونحتاج لإثبات أنكم جادون في الحوار.

صحيفة آخر لحظة
ثناء عابدين
ت.إ
[/JUSTIFY]