المكنسة وليس الشومة والمولوتوف
بعد أن صار ناديا الزمالك والأهلي المصريان يتهمان الحكام بالتحامل والتحيز كلما هزم أحدهما أمام الآخر، صارت المباريات بينهما تجري تحت إشراف حكام أجانب، وفي ظل الوضع الراهن في مصر حيث قامت مظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي ثم قام الجيش بعزل مرسي ولم يعد هناك اتفاق بين المصريين أو متابعي الشأن المصري حول تسمية ما حدث، هل هو انقلاب أم نصف انقلاب، أو ثورقلاب؟ (أرجو تسجيل ملكية هذه التسمية باسمي لتوصيف أي تحرك مدني مسنود بعمل عسكري يؤدي إلى قلب نظام الحكم).. المهم ان الوضع في مصر جايط وهايص وفالت وربما يكمن المخرج من هذا المأزق بطريقة مباريات الأهلي والزمالك.. يعني يأتي «حَكَم» بفتح الحاء والكاف، ليشرف على المفاصلة بين الإخوان المسلمين وخصومهم حاملا معه أطنانا من الكروت الحمراء، ثم يطلق صافرة النهاية بعد أن ينتصر طرف على الآخر في مباراة عادلة وشريفة، وبما أن قلبي على مصر فإنني مستعد للتطوع لتلك المهمة بنية صافية خالصة، وسأبدأ تحكيمي الميمون بمخاطبة المصريين: عيب يا جماعة اللي بيحصل عندكو دا… افرحوا بالتخلص من مبارك بشكل لائق، كي لا تتكرر مساخر العهد المباركي منزوع البركة:
كان هناك بلاغ ضد المواطن المصري عطية أ. ع.، وتوجه ضابط الشرطة وسام ع. ك. ه. على رأس عدد من معاونيه إلى منزل عطية لاعتقاله، واقتاد رجال الشرطة عطية وبقي الضابط وسام في البيت يطمئن زوجته التي كانت ترتعش وتبكي بأن كل شيء تمام التمام ولو حبيتي تطمئني عليه خدي رقم تلفوني.. وبالمناسبة أنا ما بردش على أي اتصال لا أعرف مصدره فأحسن تديني رقم تلفونك عشان تعرفي مني تطورات قضية زوجك بعد عرضه على النيابة.. وفي تقدير حضرة الضابط فإن الزوجة تلك كانت بحاجة إلى رجل يقف إلى جانبها في محنة اعتقال وحبس زوجها، وخاصة وأنها كانت فاتنة، ولم يقصر سي «واو» في إمطار الزوجة بالمكالمات الهاتفية: لو فاقدة حنان وحب رقبتي سدادة.. دا أنت تأمري يا جميل… ثم اقترح عليها أن «يستتها» في فندق راق، وقابلت الزوجة كل تلك التحرشات بالاستنكار والرفض القاطع الحازم، وفوجئت الزوجة بعد ذلك باعتقال شقيق زوجها بتهمة حيازة مخدرات والزج به في السجن لثلاث سنوات وفي يوم صدور الحكم بعث الضابط برسالة من هاتفه الجوال إلى عطية زوج الست العفيفة: مبروك.. دورك اللي جاي.. وأنت عارف طلباتي.. سيب وأنا أسيب، عندئذ تقدم عطية ببلاغ إلى الشرطة ضد الضابط مؤيدا بالرسائل التي وصلته ووصلت زوجته، فإذا به يفاجأ برسالة أخرى من الضابط: انت ياد مش هتبطل اللي انت بتعلمه دا يا……. أقسم بالله مش هأخليك تشوف الأسفلت تاني.. هاشوف أنا وللا أنتو يا كلاب.. وخطواتك كلها عندي يا……. ولو لم يكن ذلك الديوث مسنودا لما استخدم سلطاته كضابط في الشرطة لخدمة شهواته والزج بالأبرياء في السجن والسعي لانتهاك أعراض الحرائر.
ذاك يا إخوتي المصاروة ما كان في عهد حاميها حراميها، وبلدكم العظيم بحاجة إلى مكانس ضخمة لأن بها مئات الآلاف من الزبالات التي ملأت البلاد عفنا وعطنا وجورا وفسادا، وغير معظمهم جلده كي يفلت من الكنس والحبس وربما الشنق.. تحركوا من ميدان التحرير ورابعة العدوية بعد أن تتخلصوا من عصيكم الغليظة وزجاجات المولوتوف الحارقة، ونظفوا مصر حارة حارة وزنقة زنقة وأنتم قدها وقدود، بلا حاجة إلى تحكيم خارجي ودون الاستعانة بجعفر أو سي بعجر.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]