دارفور … رحلة شاقة للعثور على الكنز المفقود
يبدو ان الازمة التى تمر بها دارفور ستجعل رحلة البحث عن الكنز الثمين «السلام» مستمرة من اجل التوصل الى حل شامل يرضى الاطراف ، ورغم التوقيع على اتفاق بين طرفى الصراع فى ابوجا توقع الجميع بأن يحل السلام بالاقليم المترامى الاطراف الا ان الاتفاق الذى تم لم يحقق شيئا فى هذا الجانب فزادت وتيرة الصراع بالمنطقة حتى شمل الصراع مجموعات سكانية كانت مسالمة ثم العديد من المحاولات الاقليمية والدولية حتى المبادرة العربية الافريقية التى دشنت نشاطها بالدوحة ويتوقع اهل دارفور بأن تكون قطر المحطة الاخيرة لوقف نزيف الدم والاقتتال بدارفور لكن باتوا يخشون ان تكون مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر البشير حجر عثرة ، وبعد طرد بعض المنظمات الاجنبية من دارفور الذي دفع الدكتور خليل زعيم «حركة العدل والمساواة الى اعلان مقاطعة المفاوضات واشترط عودة المنظمات، بينما تمسكت الحكومة بقرارها مما بات يهدد عملية السلام على الرغم من اعلان خمس حركات اخرى رغبتها في الانضام الى محادثات السلام .
وشهدت ولايات دارفور اخيرا زيارات عدد من الوفود فى اطار السعى الى ايجاد معالجات ووضع حد للاحتراب وعقد مصالحات وعدالة وطنية فكانت لجنة حكماء افريقيا برئاسة رئيس جنوب افريقا السابق ثابو مبيكى وعضوية الرئيس الاسبق لجمهورية بورندى والجنرال ابوبكر عبد السلام الرئيس النيجري الاسبق وفى ذات الاسبوع زار المبعوث الاميركى الخاص للسودان سكوت غرايشن دارفور حيث التقى ببعض قيادات الحركات المسلحة ،لاسيما زيارتة لجبل مرة ولقاءه بقيادات من حركة عبد الواحد محمد نور ، بالاضافة الى زيارة مساعد الامين العام للامم المتحدة ثم وفد مجلس اللوردات البريطانى برئاسة النذير احمد وبعد ان اجروا محادثات مع بعض قيادات المجتمع بالفاشر ولقائهم بحكومة الولاية والادارات الاهلية زاروا مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
ركزت هذه الوفود بصورة اساسية فى الاستماع الى مقترحات اهل دارفور ورأيهم فى الحلول المطروحة وقال مبيكى انهم يسعون الى التوصل لرؤية مشتركة من جميع الاطراف وقيادات المجتمع وقادة الحركات المسلحة غير الموقعة على سلام دارفور لتكوين رؤية موحده لتقديمها للاتحاد الافريقى ليساعدهم فى الحل، موضحا ان لجنته تضم خبراء مختصين فى مجال فض النزاعات المسلحة وتجد قبولا من المجتمع الدولى وكل الاطراف بدارفور، مشيرا الى ان قضية دارفور اصبحت من اولويات القارة الافريقية ولن يهدأ لهم بال الا بعد تحقيق السلام الشامل بالمنطقة .
من جانبهم طالب ممثلو الادارات الاهلية لدى لقائهم بوفد مبيكى بإقناع قادة الحركات التى تحمل السلاح للجلوس الى المفاوضات وتقديم تنازلات لمصلحة دارفور.
اما لجنة اللورد النذير احمد فاستمعت الى حكومات ولايات دارفور وطرحت اقامة مؤتمر جامع لاهل دارفور بمشاركة كافة الاطراف بما فيها قادة الحركات المسلحة، وفي المقابل يرى زعماء القبائل ان مسألة جمع السلاح ضرورة حتمية ولكنهم ابدوا تخوفا من ان تجريد المواطنين من السلاح يمكن ان يجعلهم فى خطر لان الممجوعات المسلحة يمكن ان تستولى على مناطقهم وهو ما اشار اليه ناظر قبيلة الفلاتة احمد السمانى البشر الذي قال ان القبائل تمتلك السلاح من اجل حماية نفسها من التمرد، ولكن بعضها استغلته بطريقة سيئة وأثارت حروبات بين القبائل فيما بينها ولابد من دراسة متأنية لتدارك هذا الموقف .ولكن استمرار انتشار السلاح بين القبائل والحركات المسلحة سيكون مصدر خطر عظيم.
وكشف النذيرعن انه استمع الى اطراف النزاع والنازحين، والاحزاب من اجل الوصول الى رؤية، وبلورتها بالنقاش مع الحكومة السودانية ثم رفعها لمجلس اللوردات لتحريك عملية السلام، ودعوة جميع الاطراف للمؤتمر الجامع. واقترح النذير على حكومتي جنوب وشمال دارفور تكوين فريق مشترك لاقامة مباراة ودية ببريطانيا مع احد الفرق البريطانية خلال شهر يونيو المقبل.
من جانبها، امنت حكومة جنوب دارفور والقيادات على الفكرة وطالبوا بضرورة مشاركة ابناء دارفور في الخارج في هذا المؤتمر خاصة قيادات الحركات، ودعوا المجتمع الدولي لمساعدة الحكومة في حل الازمة، وعدم تحميل الحكومة وحدها مسؤولية ما يجري. .وفى ذات السياق، اكد الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية رئيس وفد التفاوض الحكومى لمحادثات الدوحة لدى لقائه وفد مسلمى بريطانيا سعى الحكومة الجاد وحرصها على حل قضية دارفور عبر الحوار والاستعداد فى ذلك للتعاون مع مختلف الاطراف، مرحبا بجهود ودور مسلمى بريطانيا للاسهام فى معالجة الاوضاع الانسانية بالاقليم.
عبد الرحمن ابراهيم :الحصافة