جعفر عباس

كذا كأس ويطير الرأس

[JUSTIFY]
كذا كأس ويطير الرأس

تعمل فكتوريا أندرسون مدرسة لفقه اللغة الإنجليزية في جامعة بريطانية، وقررت وهي البالغة من العمر 39 سنة الزواج بسكوت مكاي البالغ من العمر 23 سنة، وفي يونيو الماضي احتشد عشرات من أصدقاء وأقارب الطرفين في حانة في بلدة هاندفورث القريبة من ستوكبورت في انجلترا، وسرعان ما ارتفع صهيل السكارى وقهقهاتهم، وبعد ساعة ونصف الساعة من بدء مراسيم الزواج كانت مراسيم الطلاق قد بدأت.. ومن طالب بالطلاق هي العروس فكتوريا.. والسبب في ذلك هو ان العريس مكاي وبعد ان نشع وشعشع ونعنش وفرفش وقف ممسكا بكأس من النبيذ وطلب من الحضور ان يشربوا نخب إشبينة العروس، وتكون الإشبينة (مرافقة العروس) عادة إحدى قريبات او صديقات العروس.. وطبعا كده غلط، لأنه يفترض ان لا يقيم العريس وزنا لامرأة أخرى في حضور عروسه، وغضبت فكتوريا ولكنها طنشت المسألة، وحاولت التودد اليه بالجلوس على رجليه (معليش انا أتكلم عن خواجات وهم بمقاييسنا قليلو الحياء فليس من حسن الأدب عندنا ان يغازل الرجل عروسه أمام الآخرين بالحركة او الصوت المسموع.. وأذكر أنه في أواخر السبعينات عقد شاب سوداني متفرنج قرانه على شابة في حي شعبي، وأثناء جلوسه جوارها على ما يسمى بالكوشة، قام بمبادرة حضارية، فقد مال على عروسه وطبع قبلة على خدها.. وبعدها، عينك ما تشوف إلا النور.. انهال عليه أشقاء العروس ضربا ودخل أقارب العريس المعركة بالكراسي، وبدلا من ان ينتهي الحفل بانتقال العريس والعروس إلى فندق لقضاء شهر العسل انتقل العريس إلى مخفر الشرطة، ومعه خلق كثير، ولكن بعض العقلاء تدخلوا وحالوا دون حدوث الطلاق من منطلق ان العريس خالف قواعد الأدب والسلوك، ولكنها في التحليل الأخير «زوجته»).. المهم نعود إلى فكتوريا التي حاولت ان تجلس في حجر عريسها مكاي، ولكنه أبعدها بفظاظة ثم حمل ابن اخته الصغير ووضعه على رجليه، حيث كانت العروس تود ان تجلس.. ففاض بها الكيل ودخلت معه في جدال طويل، ولأن الخواجات متحضرون، فقد طلبت منه مواصلة النقاش بعيدا عن الضيوف وما ان خرجا من الحانة حتى انهالت على رأسه بمنفضة (طفاية) سجائر كانت في يدها فشجت رأسه وكسرت أنفه، وسقط العريس أرضا ثم استرد أنفاسه وطارد العروس داخل الحانة وقذفها بشماعة ملابس، ولكن الشماعة اصطدمت برفوف الحانة وثقبت برميلا معبأ بالبيرة فازداد الحضور فرفشة واصطفوا يشربون «بلوشي» من البرميل المثقوب بأفواههم أي من دون استخدام الكؤوس، واستنجد صاحب الحانة برجال الشرطة الذين ما ان حاولوا تهدئة العريس حتى انقض عليهم لكما وشلوتا.. فاضطروا إلى وضع القيود في يديه، ووضعه في قفص سيارتهم.. وأدرك مكاي انه في طريقه إلى المخفر فتوسل لرجال الشرطة بأن يسمحوا له بحمل كأس من النبيذ معه.. وبينما هو في المخفر كانت فكتوريا قد طالبت رسميا بالطلاق.. وطار منها العريس الذي يصغرها بـ 16 سنة.. بالمناسبة فان العريس مكاي عامل بسيط، وفكتوريا كما قلنا استاذة جامعية.. يعني عدم التكافؤ بين الزوجين زائدا النبيذ والبيرة لا تؤدي إلى نجاح الزواج والفرفشة بل إلى فشله والفركشة… ألا ترى معي أنه من الأصوب وضع تحذير في زجاجات الخمور: الكحول ضارة بالصحة وسبب رئيسي للطلاق.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]