دليل المسافر لتفادي المخاطر

أتمنى لكم عطلة صيفية جميلة تستريحون خلالها من سخافات أجواء العمل، ولا يعني انتهاء شهر رمضان، أن تسافروا لتمارسوا الفلتان، وأنت فاهم قصدي (سمعت الشيخ محمد العريفي يقول في إحدى حلقات برنامجه التلفزيوني إنه كان يقف إلى جانب معتمر مصري يرفع يده أمام الكعبة مبتهلا: يا رب أنت عارف، وأنا عارف، ومفيش داعي لكتر الكلام)، وتصرفوا بكياسة وحسن أدب في البلدان الأجنبية التي تزورونها، ولا داعي للعنطزة على عباد الله، والتصرف وكأنك تملك ثلثي رأسمال البنك الوطني، في حين انك في واقع الأمر مدين لذلك البنك بثلثي راتبك لخمس سنوات، واحرص على تفادي المواقف التي توقعك في الحرج، وتذكر انك لو كنت ممن يعتبرون الإجازة فرصة لممارسة الهلس، واتخذت الإجراءات اللازمة لتفادي الإيدز، فإنك قد لا تفلت من إنفلونزا الدجاج، وتخيل موقفك وانت تعود إلى أهلك وتكح فتصدر عنك اصوات: كاك كككاك! وبمناسبة الصيف نشرت المجلة الطبية الالمانية تحذيرا إلى المواطنين الذين يقضون الأجازات في منطقة الكاريبي، وتورد حكاية رجل ألماني كان يسبح في مياه غوادالوبي عندما طارت سمكة «أم شوك الذي على رأسه شوكة طويلة وحادة، وغرست السمكة شوكتها في عين الرجل ثم عادت من حيث أتت، وتم نقل الرجل إلى المستشفى حيث تم استئصال عينه، فعاد إلى ألمانيا بعين واحدة، وفي بلد آسيوي كنت قبل أعوام في متنزه سياحي فيه بحيرة صغيرة عمقها متدرج، ومزودة بنظام أمواج اصطناعي، وعندما تصل إلى الطرف القصي من البحيرة تعيدك الأمواج إلى نقطة البداية، ولم تستطع سيدة عربية محجبة ومحتشمة مقاومة إغراء النزول في البحيرة وهي بكامل ملابسها، وعند منتصف البحيرة كانت ملابسها قد تشبعت بالماء وجاءتها موجة ضخمة فلم تستطع التحكم في حركة جسمها بعد ان صار وزن ملابسها بضع مئات من الكيلوجرامات بفعل الماء، واضطرت إلى اللجوء إلى الطريقة العربية التقليدية في مواجهة المواقف الصعبة فصاحت: يا لهوي… يا أهل المروءة.. وا معتصماه،.. ومع كل صيحة كان وزنها يزداد بضع كيلوجرامات بسبب الماء الذي دخل جوفها كلما لطمتها موجة،.. وترددت في الاقتراب منها لأنها لو عرفت انني عربي بدرجة او بأخرى ستعتبر محاولة مساعدتي لها تحرشا و«كارثة أخلاقية»، وفي النهاية تقدم نحوها شابان آسيويان وجرجراها إلى خارج البحيرة وهي في حالة هستيريا!!
وإذا ذهبت إلى بلد غربي عليك التحلي بطول البال لأنهم سيفلفلونك في المطار حتى يتأكدوا من انك لا تحمل متفجرات في حذائك، او مواقع حساسة من جسمك، أما إذا ذهبت إلى بلد آسيوي من النوع الذي يشتهر بتصدير الايدز والسارس، فعليك أن تتفحص الطعام الموضوع أمامك جيدا لتفادي أكل كفتة الصراصير والنمل بالبشاميل والكلاب الفيليه، ولعلك قرأت حكاية الجرسون في مطعم في مدينة تشاغنشا في الصين لفت زبون انتباهه إلى وجود ذبابة في الطعام فما كان من الجرسون إلا ان وضع الذبابة في فمه وبلعها كي يثبت ان الزبون «كاذب».. وإذا قدموا لك في سنغافورة طبقا يشبه القرنبيط فاهرب من المطعم لأن ذلك البتاع غاليا ما يكون مخ قدر، وهم عادة يأكلونه نيئا أي بدون طبخ بل ويفضل ان يتم تناوله من رأس القرد مباشرة قبل ان يموت!! وإذا ذهبت إلى لندن «خلي عندك دم وإحساس» ولا تشتر هدايا اقاربك من سوق شبردس بوش لأنها مصنوعة في دبي، وسعرها في دبي أرخص!! وفي جميع الأحوال لا تذهب إلى أمريكا صونا لكرامتك، وتفاديا لفحص البروستات في المطارات.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]