منوعات

أسباب انتشار الراندوك.. الإحباط، الحرمان والبطالة!!


[JUSTIFY]أرجع أساتذة جامعات، وخبراء، أسباب تغيير مفردات الخطاب اليومي للشباب السوداني إلى عوامل عدة، من بينها الحرمان والبطالة والإحباط في ظل ثقافة إستهلاكية. وأكدوا انتشارها بشكلٍ كبيرٍ بين فئات الشباب المختلفة. وعدّوها تمرداً على المجتمع وإعتمادها كطريقة للحياة. وناقش منتدى االتغيير في مفردات الخطاب الشبابيب، الذي عُقد صباح أمس (الأربعاء)، بمركز التنوير المعرفي بالخرطوم، ناقش أسباب تغيير مفردات الخطاب اليومي للشباب الأسباب والآثار. وأوصوا ببناء قاعدة بيانات لقضايا الشباب وتبني سياسة قومية للمتابعة.
(1)
في حديثه بالمنتدى، نفى د. محمد بشير رحمة الله، الأستاذ الجامعي، أنْ يكون تغيير الخطاب اليومي للشباب، ظاهرةً حديثة، مبرراً أنّها تعبير عن ظروف واقعية، إلا أنّها وجدت إهتماماً من علماء اللغة، حيث صدرتْ العديد من الدراسات فى هذا الشأن، إلا أنّ الاهتمام بلغة الشباب زادمؤخراً- مشيراً الى تطور اللغة بتطور مستخدميها.
وقال د. محمد بشير: ربما نشهد نشأة لغة جديدة تستخدم بين الشباب وخطابهم. مشيراً أنّها تعتبر نقطة تحول خلال إنتقال مرحلة مراهقة الشباب، فضلا عن ارتفاع معدل إستخدامها كلما قلّ العمر. ففى فترة المراهقة تُستخدم بشكل أكبر وتنخفض عند مرحلة النضج والرشد، وأضاف بأنّ الذكور أكثر استخدماً لها من الإناث. كما إنّ لتلك اللغة فروقات ما بين الريف والحضر، ومن مركزٍ لمركز آخر، ومن جامعة لجامعة أخرى. كما يُطلق عليها (رندوك)، بجانبٍ مسميّات أخرى. وأضاف إنّ ثقافة الشباب تتسم بالخصوصية، ومن خلال استخدامها يُعبرون بها عن طريقة حياتهم، مثلما لهم طريقتهم فى اللبس وغيره، وربما تمرد على النظام.
وذهب د. بشير أنّ مجتمعنا الآن يمر بحالة من اللامعيارية، حيث انخفضت نسبة سكان الريف التي كانت فى عام (1984) (77%) وإنخفضت الى (64%) فى العام (2011) حسب مسح القوة العاملة، مثلما انحسر القطاع الزراعي من (60%) إلى (47%) في العام (2011) لصالح قطاع الخدمات.
وأرجع أسباب إستخدامها إلى الإحباط والحرمان، إنتشار البطالة، وتأخر الزواج في ظل ثقافة استهلاكية، فضلاً عن أن العالم الأن على أعتاب ثورة تكنولوجية، وأضاف أن المجتمع ينظر للغة الشباب كلغة (جانحة) غير أنها تخدم وتستوعب أغراض الشباب.
(2)
وفيما بدأ د. الدسوقي محمد حامد، حديثه بالإشارة الى صورةٍ لشاب وشابة يرتديان «تي شيرتات» مكتوب عليها (دة الزيت، جوّة الجك)، مؤكداً أن لغة الشباب باتت كلاماً منطوقاً ومكتوباً. مرجعاً أسبابها الى ميول الشباب الطبيعية للفكاهة والإختراع ولفت الأنظار ومواكبة التطور. إضافة للاستلاب الثقافي، أيضاً لوسائل الإعلام دور كبير، إضافة للتقدم التقني والبطالة والفراغ الذي يعيشونه.
وعرض الدسوقي لعدد من الالفاظ الشائعة، شارحاً معانيها، مثل: (يفرمت نفسو، مستب، مأنتر، مقوقل، مفسبك، يكلسن (كل سنة وانت طيب).
وذهب د. الدسوقي أن الشباب السوداني لا ينفصل عن باقي الشباب في العالم والوطن العربي، وبما أن الرندوك لغة يستخدمها أولاد الشوارع لدواعٍ كثيرة كحماية لأنفسهم، إلا أنها دخلت اللغة العامية السودانية، إضافة لوجود مصطلحات وسط المهنيين كالميكانيكيين والسواقين.
وقال الدسوقي إنّ وسائل الإعلام لها دور كبير في إنتشارها. ضارباً المثل بما طالعه عبر واحدة من الصحف التي كتبت خبراً يتعلق بتسجيل لاعب واصفاً إياه بــ(ماسورة) أو (سوق المواسير). مشيراً الى عدد من التغييرات وأن هذا التغيير طال حتى أسماء العملات ويقال (كلب، متر). إضافة لإدخال أسماء الفنانين كأن يقول عاملة (خوجلي عثمان أي خجلانة، أو زيدان أبراهيم دلالة على طلب الزيادة، واخيراً شرحبيل أحمد).
(3)
من جانبها، قالت د. سمية أزرق، الأستاذة بجامعة الخرطوم إنّهم في الجامعات يُعانون من التعامل مع لغة الشباب. مشيرةً أنّ لغاتهم في بعض الأحيان تتخطى التهذيب. كأن يقولوا عند تأخر المحاضرة: (المرة دي وين». فى إشارة للاستاذة. أو (الراجل دة، ثقيل) في إشارة للأستاذ المحاضر.
وأضافت: إندهشت عندما عرفت بحقيقة (أولاد ميكي). واصفةً إياهم بأنّهم أجيال مستنيرة، متاحة لديهم مصادر المعرفة. إضافة الى ما لمسته من ردودهم أثناء نقاشها مع طلابها. وذهبت د. سمية أزرق الى أنّهم وجدوا الحياة سهلةً، وهذا ينعكس على (استسهال واختصار) اللغة.
وعزت د. سمية أسباب تغيير الخطاب اليومى إلى الهجرات والوجود الأجنبي وتداخل الحدود، إضافة الى وسائل الإعلام خاصة النكات التي عمقت للقبلية ومجّدت مدمني المخدرات. وقالت لذلك نحتاج لوقفة إضافة إلى توظيف وتوجيه طاقات الشباب للأشياء الإيجابية، وزرع قيم مجتمعنا، وأوصت د. سمية ببناء قاعدة بيانات لقضايا الشباب، وإعداد الأسر لمواجهة المتغيرات بعدما تراجع دور الأسر إضافة إلى تبني سياسة قومية للمتابعة.
(4)
وأكدت طالبة جامعية، من بين حضور المنتدى، إنّ ثقافة (لا) التي يستخدمها المجتمع دون توضيح الأسباب، هي ما دفعت الشباب لابتكار لغة تختلف مفرداتها ومعانيها باختلاف المجتمع الذي يعيشون فيه حتى على مستوى الجامعة و الكلية والقسم المعني، إضافة لكبت الحريات الذي يعيش فيه الشباب.
وذهب معلم شارك في الندوة إن الأمر يتعلق بالتنشئة الأسرية والآن ما عادت الأسرة تتحمل تبعات التربية في ظل خروج جميع أفراد الأسرة للعمل أو الدراسة ما أثر بشكل كبير على التنشئة التي تفتقد للكثير.

صحيفة حكايات
خ.ي[/JUSTIFY]