لبنى عثمان

ضد عوامل التعرية


أحيانا هناك من يراقبنا.. ويترصدنا بنظرات خافتة
من وراء زجاج النوافذ
لا نشعر أن هناك من ينظر إلينا
بل نحس بدفء نظراتهم نحونا.. نكون وحيدين ومع أنفسنا
ومع ذلك نسمع همساتهم عبر تفكيرنا
ولكن لا نعلم ما بداخل قلبهم وفكرهم وكيانهم
ونتمنى منهم لحظة اعتراف.. يبوحون لنا بما يأسر عقلهم
ويشاطروننا.. أحاسيسهم الدافئة
ويرسمون فقط لحظة أمل..
ها أنذا.. أرى ذلك الأمل بنور القلب.. بل أبعثه لكل من أهداني ومضة عناية واهتمام.. لأني أراقب وأنظر من داخل نافذة قلبي..
**أتدري !!
إن عالمي كبير.. وكينونته أصبحت مختلفة.. ضد عوامل التعرية
وفوق المتغيرات..
فبالنسبة لي أنت.. وبعد كل هذا العمر.. اكتشاف جديد
فمهما عرفتك.. أشعر أنه ما زال أمامي المزيد..
تمر علينا أوقات نتباعد فيها وربما نختلف لكنها هوامش بسيطة في كتاب كبير
في لحظات نشعر أن اللغة المشتركة بيننا تتعطل.. والإيقاع المشترك يرتبك..
لكنها لحظات تمر في حياة كل البشر..
ما يميزنا.. أننا نملك النضوج الذي يجعلنا نستوعب اللحظة المتغيرة
من أجل حقيقة ثابتة..
تمر لحظات نشعر أننا لم نعد كما كنا
وأن المسافات بيننا تتزايد.. لكنها عثرات صغيرة في مشوار طويل..
وندرك بعدها أن نور الشمس وإن اختفى لحظات تحت سحابة عابرة
لكنه لا يغيب..
فالدواخل الحقيقية تتعرض لهزات لكنها لا تموت طالما أنها مبنية على صدق المشاعر والنوايا الطيبة.. فسوف تتجاوز كل العقبات..
وبثقة وتفاؤل.. أن الآتي سيكون أجمل..
***حقيقة ***
الأشياء الصادقة لا تغيب حتى وإن بدا لنا ذلك..
مثل ضوء النهار.. نعتقد أنه اختفى.. بينما هو يضيء في مكان بعيد
ليعود لنا مشرقا بنوره من جديد.!!!.