منوعات

العرسان ومواكبة الموضة من الـ(إسلو) إلى (الأوت دور) والتقبيل وتبادل العناق في الصور


انتشرت مؤخراً عديد من ظواهر الدخلية على مجتمعنا الذي كان معافى منها إلا أنها وجدت مكاناً فينا لفقدنا لبعض الحب والعاطفة، ويمكن أن نقول إنها أصابتنا في مقتل لأننا لا نجيد الإفصاح عن مشاعرنا في مجتمعنا المحافظ والذي يعتبرها جريمة لأننا لا نحب أن نظهر ما نسميها بنقاط الضعف عندنا للآخرين، لذلك نلتزم الصمت ولا نعبر عن ما بداخلنا لهم إلا في حالات نادرة.

ظهرت صور العرسان يتبادلون القبل فيما بينهم وقبلها انتشرت صورة لعرسان في غرفهم يداعبون بعضهم، وظهرت تلك الظواهر بدايتها بـ”رقصة الإسلوا”، وما يسمى بتصوير “آوت دور”.. إلخ.

“التغيير” وضعت القضية أمام المختصين في هذا الشأن لمعرفة الأسباب التي أدت إلى انتشار مثل هذه الظواهر بشكل كبير.

يقول دكتور علم الاجتماع؛ خضر الخواض: (هذا ناتج عن التأثير بالعولمة والتقدم التكنولوجي التي باتت بلا رقيب والمتاحة للجميع، لأن نساءنا وأطفالنا كانوا في السابق لا يقدرون على مشاهدة تلك اللقطات الخارجة عن الحياء العام، أما الآن فقد لجأوا الى القنوات الغربية والأجنبية والتركية والهندية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل “واتس اب”، “فيسبوك” التي وجدوا فيها ما يفتقدونه من حنان وعاطفة والتي نخجل كمجتمع بحكم التربية عن الإفصاح عنها لبعضنا ناهيك عن الأزواج مع بعضهم البعض ولا حتى لأبنائهم، فوجدوا في تلك المشاهد رغباتهم المكبوتة وأصبحوا يقلدونها، ووصلت درجة العادية في عقولهم، وصارت جزءاً من السلوك اليومي والعادي والمقبول في نظرهم).

وأضاف الخواض: (إن تلك الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعية مؤخراً أيضاً لها مسبب آخر كون أن القنوات المحلية لا تشبع رغبة المشاهد العام في مواكبة المستجدات لا في نشر ثقافتنا وعاداتنا كي تتشبع بها الأجيال الجديدة، ويكتفون بها، وأصبح جزءاً كبيراً منهم في حالة فقدان تربوي واجتماعي للعاطفة والحنان).

وترى دكتورة ابتسام محمود: (أن تفسيراتها كثيرة أولاً أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية السودانية والمدارس والأسرة والإعلام غافلة تماماً عن وضع إطار وثقافة للإنسان السوداني، لذلك يكون الإنسان خاوياً وثقافته تجاه بلده وقيمه ضعيفة، ولذلك يستقبل أي ثقافة خارجية لأنه فاقد الهوية، فيبدأ بتقليدها. وتعتقد ابتسام أنها ليست غريبة، انضمام شبابنا إلى تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” ولا لبس بناتنا الملفت للأنظار لأن التنشئة ضعيفة وليس لديها أي دور لتربية الأبناء ولا برامج لتوعية الشباب ولا الإعلام؛ الذي أصبح دون خطط واضحة ليس لديه كوادر نفسية ولا تربوية كي تضع لها خططاً حول كيفية جذب المشاهد وتطويره، وأضاف أن العالم أصبح قرية صغيرة وأصبح من السهل جداً تقليد أي شيء جديد فيها).

أخيراً أننا لا نريد أن نلقي اللوم على الإعلام فقط لأن هناك عوامل كثيرة منها الأسرة التي باتت مشغولة عن التربية والجري وراء لقمة العيش. وثانياً المجتمع الذي كان يربي الأبناء أصبح فاقداً لأشياء كثيرة.

صحيفة التغيير


تعليق واحد