أم وضاح

من الجاني ومن المجني عليه؟!


إن قرأنا تفاصيل رواية الاعتداء على المدير الفني لمستشفى بحري (بترجمة) الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور “المعز حسن بخيت”، فإننا بلا شك سنبذل كل مساحات التعاطف مع الطبيب المعتدى عليه خاصة وأن الأخ “المعز” منح الموضوع ما يستحق من البهارات وحاول أن يكتسب بذكاء مساحات وبراحات تأييد لقبيلة الأطباء، وكأنهم مجني عليهم ويتعرضون لأبشع أنواع القسوة والظلم من المرضى وذويهم، لكن تعالوا نقرأ الرواية بطريقة أخرى حيث جاء على ذمة الزميلة (السوداني) في التحقيق الصحفي حول تداعيات الحادث بأن الشخص الذي (انفعل) وأطلق الرصاص كان مرافقاً لقريب له في عنبر الباطنية، وهو بالتأكيد تجمعه معه قرابة لا أدري إن كانت أبوة أو بنوة، لكنه في النهاية قريبه الذي يرافقه، ويتابع حالته ويبدو أن المريض قد ساءت حالته، فجاء مرافقه يركض إلى حيث مكتب المدير الطبي وأخبره بالحالة، وطلب منه الذهاب إلى حيث يرقد، لكن -وعلى حد حديث المدير الطبي (الطبيب الإنسان)- أنه كان مشغولاً بتوقيع أوراق، لذلك لم يستجب بالذهاب فوراً، وذهب إلى المريض بعد نصف ساعة أو ثلاثين دقيقة أي ما يعادل (1800) ثانية، ويبدو أنه وجد المريض جثة هامدة، فقام بإبلاغ مرافقه بذلك، وعندها حدث ما حدث. وكدي (أمانة في ذمتكم) دعونا نضع أنفسنا في محل الشاب مطلق الرصاص الذي ذهب يترجى الطبيب لمعاينة قريبه، وكان يمكن لو أنه فعل لأنقذ حياته بإسعافه لو كان محتاجاً لأكسجين أو إنعاش قلب أو أي (مسار طبي)، ينصب في خانة إنقاذه، خاصة وأنه لم يستجب ولم يتحرك من مكانه لمدة ثلاثين دقيقة، أي ثانية فيها كانت كفيلة بإنقاذ حياة بني آدم، لكن للأسف هذا هو المشهد العام الذي يحدث في غالبية المشافي، حيث اللا مبالاة واللا تفاعل واللا اهتمام واللا رحمة.. وقد سبق لي أن عشت هذه التجربة ونحن نحاول إنقاذ حياة رجل كبير في السن صدمته سيارة وأسعفناه حينها لمستشفى حاج الصافي ببحري، وظل الرجل ملقياً على النقالة ما يقارب الساعة، لأننا لم نجد حضرة المدير الطبي الذي بيده وحده، سلطة منح الإذن للإسعاف حتى ننقله إلى مكان آخر. ويومها أذكر أنني اطررت للاتصال ليلاً متأخراً بمأمون حميدة، حتى نجد طريقة نسعف بها الرجل الذي- وبعد عذاب وسط بكاء ابنته وزوجته- نقلناه إلى مستشفى بحري حيث فاضت روحه إلى بارئها.
الدايرة أقوله إنني لا أحمل غبناً للأطباء أو لممارسي هذه المهنة العظيمة، وفي أسرتي وأصدقائي عدد كبير منهم، لكن للأسف هذا هو المشهد العام الذي يرسمه حال المستشفيات، والطريقة التي يتم التعامل بها مع المرضى دون إحساس بقيمة الزمن، ودون إدراك أن ثانية يمكن أن تجعل شخصاً يستعيد عافيته ويعود إنساناً صالحاً وعاملاً. والبني آدم الثروة الحقيقية وأكرم مخلوقات الله لا يجد حقه وحظه من الاحترام والاهتمام والالتفات!!
لذلك أخي “المعز”: الفلم ده ما لذيذ ولا يحرض على التعاطف مع البطل، والأطباء ليسوا بحاجة لأن تصحبهم قوات وأفراد للحماية، هم بحاجة أن تصحبهم ضمائرهم ومشاعرهم وأحاسيسهم تجاه مرضاهم، هم بحاجة أن يتعلموا الرحمة قبل الطب، وعندها نغني لهم الدكاترة ولادة الهنا..
كلمة عزيزة
كثيرون من المهتمين بالبيئة ومشكلة النفايات اتفقوا معي أن (خصخصة) هذه الخدمة هي الحل الوحيد للخروج من أزمة النفايات، فقط لو أن الحكومة أدارت هذا الملف بشكل صحيح. وفي بعض الدول العربية تقوم شركات النظافة بدفع مبالغ بالدولار مقابل طن النفايات لأنها تستفيد منها بتدويرها، وبكدة تضرب الحكومة عصفورين بحجر واحد، وهي تجد من ينظف المدن ويدفع كمان مقابل ذلك، لكن مشكلتنا (المكنكشين) على هذه الخدمة مش عشان عيون النظافة لكن مؤكد لهم مآرب تبدأ بجازولين العربات، ولا أدري تنتهي وين. أمنحوا ملف النظافة للعايز يشتغل، مش قريب فلان ونسيب علان.
كلمة أعز
أمس توجهن – وللمرة الرابعة- أربع فتيات من جامعة “مأمون حميدة” للالتحاق بداعش، لتتراجع سمعة الجامعة عند الأسر بتزايد مخاوفها. يا دكتور سحروك واللا أدوك عين!! واللا ما دوامة!! واللا الحاصل شنو؟!