مقالات متنوعة

محجوب عروة : الحوار.. بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟


قيل إن اليوم سيكون الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني حيث سيحشد ما يقرب من ألف ونص الألف من الأحزاب المجهرية والشخصيات المتنوعة منهم من لا ناقة له ولا جمل في الفكر والسياسة!!!! وذلك للاستماع إلى خطاب جديد للرئيس البشير الذي طرح فكرة الحوار قبل أكثر من عام بخطاب اتسم بالغموض كما لاحظ المراقبون حينها وأتبعه بخطاب آخر عقب الانتخابات ثم لقاء آخر لما أطلق عليه الجمعية العمومية للحوار، كما تم تكوين لجنة سبعة زائد سبعة ثم لجنة موسعة من خمسين شخصية قيل إنها قومية لتفعيل الحوار.. وكانت النتيجة الحتمية لكل تلك اللقاءات واللجان التي لم تفعل توصياتها أن أحس الناس أنها فقط لكسب الوقت ليس إلا وليس لحوار جاد ومخلص وحقيقي ومنتج الأمر الذي دعا المعارضة لتقديم شروط قالت إنها لتهيئة المناخ للحوار.. وحدثت خلال الفترة عدة تحركات مكوكية لثابو أمبيكى لمحاولة اقناع الأطراف للجلوس حول منضدة الحوار يبدأ – حسب توجيه واقتراح مجلس الأمن والسلم الأفريقى – بحوار تحضيري في أديس أبابا لينتهي بحوار شامل داخل السودان، ولكن للأسف رفضت الحكومة السودانية وحزبها المؤتمر التحضيري كما وضعت المعارضة بشقيها السياسي والعسكري شروطاً مسبقة للدخول في الحوار.. حدث كل ذلك رغم محاولات إقليمية ودولية شتى لتشجيع الحوار والبدء فيه بجدية وصدقية.. يحدث كل هذا والشعب السوداني صابر على كل ذلك ينظر في أسى لهذه الوضعية البائسة ويظل يدفع ثمن هذا التعنت والمناورات بين أطراف النزاع حول عضمة هذا الوطن المنكوب بسياسيين حاكمين ومعارضين لا يفكرون ولا يهتمون بمصالح الوطن العليا، بل بأوضاعهم وسلامتهم ومصالحهم الشخصية والحزبية وكياناتهم الضيقة.. لقد أصبحت على قناعة تامة أن هناك جهات وعناصر من أطراف النزاع لا يريدون الحوار أصلاً وليسو معنيين بنجاحه لأن ذلك سيوقف تجارة رابحة لهم هي تجارة السلطة والمال والنفوذ وتجارة الحروب وتجارة الخضوع للأجنبي الذي يتلاعب بهم من أجل مصالحه وأجندته التي يخفيها عنهم وإلا قولوا لي كيف يجوز منع سفر بعض القيادات الحزبية وحجز جوازاتهم في تحدٍ واضح لحقوقهم الدستورية وكيف جاز لأولئك الذين ظلوا يحملون السلاح في الخارج ويتعاونون أو يقيمون في دول أنظمتها غير ديمقراطية جاءت عبر الانقلاب على الشرعية يحاربون معها ويدعون أنهم يريدون الديمقراطية في السودان؟؟ إنه التناقض بعينه وإنه الكيل بمكيالين.. لا، بل إنه الإساءة للوطن وطموح السودانيين وأحلامهم في حياة كريمة..
الجريدة