محمود الدنعو

بوب مارلي يفوز!


فوز الكاتب الجامايكي مارلون جيمس بجائزة (مان بوكر) البريطانية كأول جامياكي ينال هذه الجائزة الأدبية الرفيعة عن روايته (لمحة تاريخية عن سبع جرائم قتل)، هو في الواقع احتفاء بالمغني الجامايكي الأشهر في العالم بوب مارلي، فالكاتب أصدر ثلاث روايات، أولها (كتاب نساء الليل) في العام 2010، وفي العام نفسه صدرت روايته الثانية (شيطان جون كرو) وفي العام الماضي نشر روايته الثالثة التي نال عنها جائزة مان بوكر، وذلك لأنها بعكس الروايتين الأُوليين، كان موضوعها الرئيس رواية محاولة اغتيال المغني الذي يُعد في العالم أيقونة موسيقى الريغي بوب مارلي في العالم 1976، وكما ساهم بوب مارلي في تعريف العالم بجامايكا يعود وبعد 47 عاماً من انطلاق الجائزة الأدبية البريطانية، ويتوج أول جامايكي بهذه الجائزة، فالكاتب الذي أقرَّ بأنه استلهم الرواية من سحر موسيقى الريغي.
واستند جيمس في روايته على القصة الحقيقية لعصابة (شاور بوس) التي بدأت تتشكل في بداية الستينيات من القرن الماضي في كينجستون لتنتشر بعدها في أميركا، وليهيمن أفرادها في الثمانينيات على تجارة المخدرات في نيويورك وميامي، كما استعان بها كل من رئيس وزراء جامايكا وخصمه رئيس حزب العمال كقوة للسيطرة على أحياء الفقراء في منطقة حدائق تيفولي، التي سماها جيمس في كتابه مدينة كوبنهاجن، وبادر الخصمان إلى تسليح العصابات والاستفادة من خدماتها، ليعتمد مؤشر القوة على من تخضع له منطقة الفقراء، وبالتالي كينجستون، ليكسب الأصوات في الانتخابات الوطنية.
الرواية بحسب الاستعراضات والمجتزءات الصحيفة التي نشرت عنها تضمنت جرعات عالية من العنف وعبارات غير لائقة وتعدد الشخصيات داخل الرواية حتى بلغت 75 شخصية، وهي إشارة وإسقاط على الواقع، حيث كثر العنف في عالمنا المعاصر، وكثر الذين يتخذون من العنف وسيلة للتغير والتعبير السياسي والثقافي والاجتماعي، وحتى الديني مع الأسف، وكما أن العبارات غير اللائقة بات يتفوه بها السياسيون أنفسهم، وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام حمى حملات المرشحين لبطاقات الترشح للانتخابات الرئاسية في العام المقبل، ويتصدرهم دونالد ترامب الذي تقوم حملته على إطلاق العبارات كيفما اتفق، وهي لا تخلو من الكثير من سقط القول.
بالنسبة لي الفائز ليس فقط الروائي جيمس بل المغني بوب مالي الذي لا يزال سحره حاضراً، ويكفي أن جيمس نفسه بعد الاعتراف بأن جزءاً كبيراً من الرواية استلهم موسيقى الريغي. أضاف: “مغنيا الريغي بوب مارلي وبيتر توش كانا أول من أدرك أن الصوت الذي يخرج من أفواهنا هو صوت شرعي للخيال والشعر”.