عمر الشريف

لا يوجد من يستطيع أن يلحس كوعه من أجل السلطة !


بدأت الإنقاذ مسيرتها بالخطب الدينية والوعود بتطبيق الشريعة وتوفير الحياة الكريمة لهذا الشعب حيث تعاطف الشعب معها ورقص خلف الرئيس فرحا بهذا المنقذ الذى يحتاج إلى من ينقذه والمنقذ والناصر والراحم هو الله سبحانه وتعالى . وعندما ثبتت الإنقاذ قواعدها الحزبية والأمنية بدأت فى تطبيق مشروعها الإسلامى الحضارى الوهمى وإستقطبت الشعب لدعمها وإستغلت طيبته وصبره حتى أستولت على كل خيرات هذا الوطن ودفعت بشعبه للهجرة وبعضهم لحمل السلاح وبعضهم لتعاون مع الأعداء ضد وطنه وأهله .

إستغلت الإنقاذ تفرق الأحزاب وعدم وطنيتها وإستغلت ظروف الشعب وأحواله المعيشية وكذلك وضع الخريطة العربية السياسية والظروف الاقتصادية العالمية وقدمت التنازلات لتكسب رضاء أعداءها الحقيقين حتى دمرت البنيات الإقتصادية الأساسية من مشاريع زراعية وخطوط بحرية وجوية وسكك حديدية وعطلت مصانع وتدنت الخدمات الأساسية وإحتكرت صادرات وواردات المؤثرة إقتصاديا ودوليا وفقدت جزء مهم من الوطن . وأخيرا إتضحت للشعب الحقيقة وأنكشف له المخفى وظهرت له أهداف المشروع الإسلامى وحقيقة القائمين عليه لهذا خاطبوا الشعب إذا أرادوا تغيرهم بأن يلحسوا كوعهم وينتظروهم عند صناديق الإقتراع التى يديرونها ويراقبونها .

لا يوجد فى هذا الوطن مواطن يستطيع أن يلحس كوعه من أجل المنافسه فى ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة والأمنية المشددة والوضع الذى وصل له حال الوطن ولا يوجد شخص ينافس على تلك الصناديق وينتظرهم عندها . ليس خوفا ، وإنما إحتراما لنفسه ومكانته ولا ينتظر المعارضة لانها لم تكن وطنية ونزيهه تعمل بالإخلاص لتحقق أهدافها ومبادئها التى تكونت من أجلها . لحس الكوع يتم فى حالة الوطنية المخلصه والقناعة التامة والبنيه السليمة والعدالة السماوية المطبقة كما نزلت فى وطن ينبض بالمحبة والكرامة والمساواه . ليس إستمرار الإنقاذ حتى اليوم لتقربها من الله بتطبيق الشرع وتنفيذ أحكامه ونصر دينه وإقامة العدل كما أمرنا الله عز وجل . ونعلم بأن فرعون حكم مصر وأهلها وكان يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم حتى وصل به الغرور وقال أنا ربكم الأعلى وإستمر حكمه من قبل ولادة نبى الله موسى عليه السلام حتى أوحى الله له ونصره عليه أنه يمهل ولا يهمل .

الشعب السودانى اليوم محتاج لتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالطاعات وإتباع أوامره والبعد عن ما نهى عنه ويطلب رضا الله ليرضى الله عنهم ويبشرهم بالثمرات والنعم والحاكم العادل والذرية الصالحة ويرفع شأنهم بين الأمم ويرفع عنهم البلاء والإبتلاء والغلاء . إن الله لا يرضى الظلم ولا النفاق ولا الفساد بكل أشكاله وعقابه شديد فى الدنيا والآخرة وتلك الأشياء التى تحتاج الى لحس الكوع للقضاء عليها ومحاربتها وإن شاء الله كل الشعب قادر فى تلك اللحظة على لحس الكوع والإنتظار عند صناديق الإقتراع لمحاربتها .