مصطفى أبو العزائم

في شأن الصحافة وتكريم الرموز


يعدّ المركز القومي للإنتاج الإعلامي، العدة للاحتفال بيوبيله الفضي في يونيو المقبل، ويستعد لذلك منذ الآن بإشراف مباشر من مديره العام الدكتور “هباني الهادي” ويسعى لتكريم عدد من الرموز الصحفية تكريماً يليق بعطائهم وأدوارهم التي قاموا بها في تطوير مهنة الصحافة، وهذا الاتجاه لا نراه يتقاطع مع دور المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية في منح الجوائز أو تكريم الرموز، بل هو اتجاه يؤكد على دور مؤسسات المجتمع ومنظماته المدنية في الاعتراف بأدوار الرواد التي أسست لواقع أو لمراحل جديدة في هذه المهنة التي تنفتح عليها الجبهات والنيران المفاجئة بين حين وآخر.. لكن عزاءنا أن الغالبية العظمى من أهل الصحافة هم من أصحاب الأقلام النظيفة والشريفة، وبعضهم تتصادم آراؤه مع توجهات الحكم، فيأتي التصنيف غير العادل بالـ(مع) أو الـ(ضد).
صلة قوية وقديمة تربط بيني وبين هذا المركز، وقد كان وما زال مركزاً متخصصاً في إعداد الكوادر الإعلامية القيادية الشابة، حتى أن أكثر الذين تولوا أمر الإدارة فيه، نمت وتطورت قدراتهم فيه فأصبحوا وزراء وقيادات شابة، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر.. الأساتذة “سناء حمد”، “محمد خير فتح الرحمن”، “ياسر يوسف”، المهندس “قبيس أحمد المصطفى”، الدكتور “حبيب الله محفوظ”، “عوض حسين”، “محجوب أبو القاسم”.. والقائمة تطول.
من أهم صفات القيادة الحقيقية الاعتراف بأدوار السلف والرواد الذين مهدوا الطريق للأجيال التي جاءت من بعدهم، وفي هذا بر مهني مطلوب، لذلك لم يكن مستغرباً أن يتم تقديم هذا المقترح ثم تبنيه وتكوين لجنة خاصة به، مكلفة بوضع التصورات الخاصة به، مع قيامها بالمهام الإعلامية المطلوبة، اختير لها أستاذنا وأستاذ الأجيال البروفيسور “علي شمو” الذي تواضع وقال إنه يقبل أن يكون عضواً في اللجنة لا رئيساً لها لأن وقته وظروفه الخاصة لا تسمح بذلك في الوقت الحالي، وكلفني برئاسة اللجنة متعهداً بالمشاركة في كل اجتماعاتها. ولعمري إن أمر التكليف هذا عظيم، والمناسبة تستوجب أن نفرد لها من الأيام والساعات الكثير حتى تعبر إلى يومها الختامي.
الاجتماع الأول لم يكن طويلاً، فالأمور واضحة وكذلك المهام، وقد تم الاتفاق دون أدنى خلافات على تكريم رموز صحيفة قدمت الكثير في ساحة العمل الصحفي، وبعضها ما زال يقدم، من أمثال الشيخ الأستاذ “صادق عبد الله عبد الماجد” والأساتذة “ميرغني حسن علي”، “آمال عباس”، “إدريس حسن” و”نبيل غالي”، وهؤلاء سيتم إن شاء الله تعالى تكريمهم في اليوم الختامي للاحتفال بالقاعة الرئاسية في قاعة الصداقة، مع تقديم جوائز خاصة وتقديرية لأفضل الأعمال الصحفية في كل مجالات فنون العمل التحريري (مقالات، أعمدة، تقارير، تحقيقات، حوارات وغيرها) من خلال راصد حقيقي للعمل اليومي ومتابعة لكل ما تنشره صحافة الخرطوم، بحيث يتم التركيز على شباب الصحافة السودانية الواعد.
الاحتفال يشتمل على ملتقى متخصص كبير يضم ضيوف شرف من خارج البلاد، ويتم فيه تقديم أوراق علمية إحداها عن (الصحافة بين الحرية والمسؤولية) وتم ترشيح الدكتور “صلاح محمد إبراهيم” لإعدادها وتقديمها، وأخرى عن (تأثير قوانين الصحافة على تطور المهنة في السودان) يعدها ويقدمها الدكتور “عادل محجوب”، وورقة ثالثة عن (دور الملحقيات الإعلامية في إبراز صورة السودان بالخارج)، وهذه تم ترشيح الأستاذة “سمية الهادي” لإعدادها وتقديمها.
العمل كبير، والبرنامج حافل، وفيه دروس وعبر لبقية المؤسسات التي تقوم بأنشطة مختلفة لتنحو هذا النحو، أي تكريم الرواد.. فليس أعظم ولا أبلغ ولا أقوى من أن تشد على يد من أحسن.. وتقول له: (أحسنت).. مع خالص الدعاء بالنجاح والتوفيق.