صلاح الدين عووضة

القصة ما مهرجانات !!


*دخلت إلى الملعب يوماً (أقدل) بحذائي الرياضي الجديد..
*كانت هدية من صديق مغترب لم ينتعل مثلها حتى سامي عز الدين نفسه..
*وتلذذت بنظرات الحسد والغيرة في أعين زملائي وهي مصوبة نحو (الكدارة)..
*وصادف في تلكم العصرية أن كان المدرب لاعباً سابقاً بنادي الهلال..
*فقد تم استبدال القديم بآخر له شهرته الكبيرة في مجال كرة القدم..
*ولما وقع بصره على شخصي – بزييِّ الأنيق وحذائي اللامع- ظنني لاعباً موهوباً..
*وعند إجراء اختبارات التصويب في المرمى أبى حظي إلا أن يخذلني..
*فتارة ركلت الهواء ، وأخرى التراب ، والثالثة أُصبت فيها بشد عضلي..
*وحين جلست على الأرض أتألم أبصرت المدرب يتألم هو نفسه جالساً..
*فالركلة الثالثة استقرت في بطنه بدلاً من المرمى رغم بعده عنه..
*فلما سكت عنه الألم وقف يسب ويسخط ويلعن الظروف التي (ركلته) نحونا..
*ونال (الراكل)- والذي هو أنا- النصيب الأكبر من السخط هذا..
*وصاح من بين ما صاح به غاضباً (ياخي القصة ما فنائل وكدارات)..
*وأطباء مدني دخل إضرابهم اليوم الثامن – أمس- عقب ختام مهرجان السياحة..
*مهرجان تطاول أمده لشهور عدة وصخب ضجيجه يطغى على أنات الولاية..
*وفور توقف الصخب هذا تناهت إلى المسامع آلام وأوجاع واحتجاجات الناس..
*ومن بين أناس الجزيرة الموجوعين هؤلاء الأطباء أنفسهم..
*فواليهم لا يود سوى سماع أصوات الطرب والغناء والمعازف لا الاحتجاجات..
*ثم الخطب الجوفاء التي تمجد إنجازاته (المظهرية) من تلقاء المتملقين..
*فهذا هو ديدنه مذ كان والياً للبحر الأحمر والناس هناك يعانون من مشكلة العطش..
*فقد أحال إستاد عاصمتها إلى مسرح (هجيج) يعمل على مدار العام دون توقف..
*فهو مغرم بمهرجانات (السياحة والتسوق) لا الإنجازات التي تهم المواطن..
*وعندما نُقل لولاية الجزيرة بشرنا إنسانها بليالي طرب متواصلة (جوكرها) البعيو..
*وحدث الذي توقعناه تماماً مع كثير من المبالغة في (جرعة) المهرجانات..
*ولم يخيب ظننا كذلك في ترفيع تلفزيون الجزيرة إلى فضائية (تسبح بحمده)..
*وأحد أهم أسباب إضراب الأطباء تتمثل في (تحسين بيئة العمل الصحية)..
*ولكن إيلا منصبٌّ اهتمامه على تحسين البيئة (الغنائية) لا الصحية..
*ولا (الخدمية) كذلك إلا ما ارتبط منها بالمظهر مثل سفلتة (شوية) شوارع..
*والآن الدموع تُذرف من قِبل المرضى جراء الإضراب وتردي بيئة المشافي..
*والدموع الوحيدة التي يحب الوالي رؤيتها هي التي تُذرف (طرباً) في ليالي المهرجان..
*يا سيد إيلا (القصة ما مهرجانات !!!).