علوم و تكنلوجيا

اكتشاف آينشتاين يساعدهم.. لأول مرة علماء يرسمون شكل الكون بالاعتماد على النظرية النسبية


بدأ العلماء للمرة الأولى في رسم خريطة توضح كيف يبدو الكون، معتمدين في ذلك على النظرية العامة النسبية لألبرت أينشتاين كاملةً.
فمنذ ما يقرب من مائة عام تقريباً، توصل أينشتاين إلى نظريته النسبية العامة، التي تشرح بدقة تأثير الجاذبية، والتي ساعدت في التنبؤ ببعض عجائب الكون بما فيها أمواج الجاذبية التي اكتُشفت مطلع عام 2016.

نظرية معقدة

وكانت المعادلات التي تتكون منها النظرية النسبية شديدة التعقيد مما أعاق العلماء من بناء نموذج دقيق للكون من خلال استخدامها.

وعلى الرغم من هذا، فقد اجتمع باحثون من أوروبا والولايات المتحدة في فريق عمل من أجل بناء نموذج دقيق، وفقا لتقرير لصحيفة الديلي إكسبريس البريطانية .

وأنشأ الفريق مجموعتين جديدتين من الرموز على الحاسب الآلي، تضع في الاعتبار النظرية النسبية لأينشتاين، كما تضع في الحسبان كيف تفسر النظرية بأن الأجرام في بعض أجزاء الكون

تكون متجمعة في كتل، كما أنها تكون متناثرة في أجزاء أخرى من الكون.

أهمية النظرية النسبية

وقال الدكتور ماركو بروني من معهد بورتسموث لعلم الفلك والجاذبية “في الحقيقة يعد ذلك تطوراً مثيراً سوف يساعد الفلكيين على بناء أقرب النماذج الممكنة لهيئة الكون”.

وأضاف قائلاً “خلال العقد القادم، نتوقع طوفان من البيانات التي ستتوصل إليها الأجيال القادمة من الاستطلاعات الخاصة بالمجرات، والتي تستخدم مراصداً كونية قوية للغاية وأقماراً صناعية
أيضاً، بهدف الوصول إلى قياسات عالية الدقة للمقاييس الكونية، وهو الحقل الذي يلعب فيه باحثو معهد علم الجاذبية والفلك دوراً هاماً.

ولكي نماثل تلك القياسات، فنحن في حاجة إلى تنبؤات نظرية لا تكون بنفس القدر من الدقة وحسب، بل وتكون على نفس القدر من الصوابية”.

وأوضح بروني قائلاً “إن مجموعتي الرموز الجديدة تطبق النظرية النسبية العامة كاملة، وتهدف بكل دقة للوصول إلى ذلك المستوى المرتفع من الصوابية، وفي المستقبل ينبغي عليهم أن يصيروا نقطة مرجعية لأي عمل يسعى لتبسيط الافتراضات”.

وقال الدكتور جلين ستاركمان، وهو عضو بالفريق الأميركي “لم يتمكن أي شخص من وضع نموذج كامل للتعقيد الكامن بالمشكلة من قبل”.

فتلك الأوراق تعد خطوة هامة للأمام، من خلال استخدام آلية كاملة للنظرية النسبية العامة من أجل وضع نموذج للكون بدون أي فرضيات غير مضمونة من التماثلات والتعبيرات البلاغية المعسولة”.

واختتم قائلاً “إن الكون لا يضع تلك الفرضيات، ولا نضعها نحن أيضاً”.

هافنتون بوست