حوارات ولقاءات

الفنان حسن يوسف: أحب الشعب السوداني ويحبني وأتمنى أن ألتقيه في الخرطوم قريبا


** فنان مصري، ولد عام 1934، بدأ مشرفاً مسرحياً في إحدى المدارس الحكومية حتى اكتشفه الفنان حسين رياض الذي تنبى موهبته وقدمه للمخرج صلاح أبو سيف، ليبدأ مشواره الفني من خلال الفيلم السينمائي (أنا حرة)، ثم توالت أعماله وقدم العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، ومن أبرزها التلميذة والزواج على الطريقة الحديثة وزقاق المدق وأم العروسة وفي بيتنا رجل والخطايا والعذاب الثلاثة وللرجال فقط وشاطئ المرح، كما شارك في الجزء الأول من العمل التلفزيوني ليالي الحلمية. إنه الفنان الكبير حسن يوسف والذي بدأ مشواره الفني بأدوار الفتى الطائش، اعتزل التمثيل لما يقرب من 10 سنوات ثم عاد مره أخرى من خلال مجموعة من الأعمال الدينية والاجتماعية، ويعتبر دوره في مسلسل الشيخ محمد متولي الشعراوي نقطة فارقة في حياته الفنية جعلته مقلاً جداً في أعماله بعدها. متزوج من الفنانة المعتزلة شمس البارودي ولديهم من الأبناء ناريمان ـ محمود ـ عمر ـ عبد الله.
التقت (اليوم التالي) الفنان المصري الكبير حسن يوسف والذي يشارك في مسلسل (كلمة سر) الذي ينافس في السباق الرمضاني هذا العام. رحب بنا كثيرا وأرسل عبرنا تهنئة للشعب السوداني بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، لم يبخل علينا بالحديث في أي موضوع، وتجاوب معنا بتواضع الفنان صاحب التاريخ الطويل.. فإلى تفاصيل الحوار
بداية هل زار الفنان حسن يوسف السودان؟
للأسف أنا زرت بلداناً كثيرة لم يكن السودان منها، وهو شعب أحبه ويحبني من على البعد، وأتمنى أن أزور السودان، ولوقدمت لي الدعوة لن أتردد أبدا؟
ما الذي جذبك (في دورك) بمسلسل كلمة سر؟
الدور أعجبني جداً وخصوصاً أنه يحاول المقارنة بين الحب في الجيل القديم والجيل الجديد، وهناك جملة مفتاحية أقولها في المسلسل كانت رسالة وهي (الحب قادر أن يحل كل المشاكل)، بالإضافة إلى أن فكرة المسلسل جديدة ولم يتم تناولها من قبل بالشكل المكتوب في الورق، وأنا شخصياً بمجرد أن قرأت العمل تصورت دوري، حيث أجسد دور والد الفنان هشام سليم، وأنتقد المستشفيات الاستثمارية، ولذلك كان هناك قسم مجاني في المستشفى الذي أديره بالعمل، ولهذا لم أتردد في الموافقه عليه، هذا بالإضافة إلى أن المسلسل يضم كوكبة من النجوم المتميزين.
ألا تجد أن الدور أصغر من حسن يوسف؟
أنا من جيل يدرك أن حجم الدور لا يشكل عاملاً أساسياً في اختيار العمل الذي يشارك فيه، وإنما المضمون والسيناريو هما من العوامل الأهم التي ننتقي من خلالها العمل، ولهذا فلا أرى أي مانع من المشاركة في البطولة الجماعية بالمسلسل، لأن الورق مكتوب بشكل جيد وطريقة التنفيذ جديدة وغير تقليدية.
مقاطعة… ولكن لحسن يوسف تاريخ طويل وكبير؟
كما ذكرت لكِ، العمل مكتوب بشكل جيد، وهذا ما يُميز عملاً عن آخر، وأي فنان له تاريخ يريد أن يضيف له فإن عليه أن يبحث عن الابتكار والمضمون وليس عن حجم الدور، لأن التركيز على الدور يعكس عدم ثقة الفنان في نفسه وقد يشعر الجمهور بسيطرة الفنان على العمل، ومن ثم ينفر من مشاهدته لأن الأعمال الفنية في النهاية ما هي إلا مجموعة من الجهود المشتركة بين الفنانين، ولا يتم نجاح أي عمل فني إلا بالتعاون بينهم.
وكيف كانت المشاركة مع هشام سليم ولطيفة في أول تجربة لهما بالتمثيل؟
سعدت جداً بالعمل مع هشام، ولطيفة أثبتت أنها فنانة جيدة كما هي مطربة جيدة أيضًا، وأعرف هشام سليم من ليالي الحلمية وهو ممثل محترم وجيد جدا، فأنا سعدت بالعمل معهما، ومع مخرج واع ومتفهم إستطاع أن ينفذ عملا مكتمل العناصر يخدم الدراما، وهو أرقى عمل يعرض على الشاشة في رمضان، مسلسل نظيف ليس به ألفاظ خارجة. عمل محترم.
هل تابعت أعمالا أخرى في رمضان؟
نعم، أتابع مسلسل الأسطورة لمحمد رمضان، فأنا مؤمن بموهبته، ومسلسله (هايل)، وينتقد أشياء في الطبقتين الشعبية والراقية.
مقاطعة… هل تتابع الأسطورة لأنك مؤمن بمحمد رمضان أم لأن ابنك عمر يشارك فيه؟
طبعا عمر إبني يشارك فيه وأتابعه، لكن بالإضافة لذلك المسلسل جيد، وفيه مجموعة واعدة من الشبان، وأرى أن مخرج الأسطورة محمد سامي يأخذ أوسكار في رمضان هذا العام.
وما رأيك في دور الفنانة فردوس عبد الحميد بالأسطورة؟
فردوس عبد الحميد تقوم بدور مهم جدًا، وكانت في منتهى الذكاء بأداء هذا الدور، وستفتح لنفسها أبوابًا كثيرة مستقبلا للقيام بدور مختلف للأم، وكان الكل يعتقد أن فردوس لا تعمل إلا مع زوجها محمد فاضل، ولكنها كسرت هذا الاعتقاد وهذا سيكون مهماً جداً لها.
هل أنت مع إنتاج أعمال كثيرة في رمضان؟
لا، ليس فيها ميزة للمشاهد، فلا يمكنه متابعة هذا الكم، فهناك مسلسلات تضيع في الزحمة، وسبب ذلك ربما يعود للإعلانات الكثيرة والسلع التي تحتاج للإعلان عنها ما استوجب إنتاج كل هذا الكم من المسلسلات.
زمان، كانوا يعرضون عملين فقط في رمضان؟
فعلا كان هناك عملان، واحد ديني وآخر اجتماعي، ولكن زمان التليفزيون لم يكن مفتوحًا طوال الـ 24 ساعة، ولم تكن هناك فضائيات، الآن توجد ساعات كثيرة للإرسال وإعلانات أكثر، وهي التي تتحكم في حجم الأعمال.
ما الذي تفتقده في دراما رمضان هذا العام؟
نفتقد جميعاً الفنان الكبير نور الشريف والذي كان دائمًا ما يشارك بعمل في هذا الشهر الكريم، وبالتأكيد غيابه أثر على أجوائنا الرمضانية، وأنا أدعو له بالرحمة. وعزاؤنا أن هناك عدداً كبيراً من النجوم المتميزين الذين شاركوا في المنافسة ومن بينهم الشباب، وإن كان هذا الأمر كما ذكرت صعب على المشاهدين، مهمة متابعة جميع الأعمال والحكم على مستواها، حيث تعتبر كلها أعمالاً قوية.
لم نعد نشاهد أعمالا دينية وسط هذا الزحام؟
الإنتاج الديني يكلف الكثير، والإقبال عليه ضعيف، فأنا عملت مسلسل الإمام عبد الحليم محمود وخسرت 8 مليون جنية فيه أنا وشركة صوت القاهرة، المحطات العربية لا ترحب بالأعمال الدينية، الكل يبحث عن الفنانة التي تلبس كذا وكذا وضحك…..
ولكنك عملت مسلسل الشعراوي ويعرض حتى الآن ويشاهده الناس في كل إعادة؟
الشعراوي حالة استثنائية، لأن الرجل كان شخصية طاغية، والمسلسل نجح بكاريزما الشيخ الشعرواي وهذا ماساعد في نجاح العمل، وأنا قدمت شخصية الإمام في بيته ومع أولاده ومع الناس، والجمهور كان يتطلغ إلى معرفة الجانب الشخصي للشعراوي أكثر من الجانب الديني، وهذا ماركزنا عليه، أما الشخصيات الدينية الأخرى الإقبال عليه ضعيف.
وهل ترى دوراً للدولة في ذلك؟
بالتأكيد لابد لقطاع التليفزيون أن ينتج عملين دينيين في السنة، أحدهما من حقبة في التاريخ الإسلامي، والثاني شخصية إسلامية وتاريخها، لأنه لا يوجد منتج قطاع خاص لهذا النوع من الدراما.
بعد الشعراوي الجمهور لا يتقبل حسن يوسف في أدوار صغيرة؟
الدور لا يقاس بـ (الشبر)، لكن يقاس بأهميته، ولو وقفت عند هذا الحديث كنت اعتزلت التمثيل بعد الشعراوي، وهو مهنتي التي أعيش منها، وفي الشعراوي كنت مجرد ممثل لم أكن منتجاً للعمل، مسلسل الشعراوي تم بيعه بـ 100 مليون دولار، وأطلقوا عليه مسلسل القرن، وعرض 120 مرة، ولكني لو فضلت به هاقول لله يامحسنين، وأحاول أن أنتقي مايعرض علي.
لوعرض عليك عمل سينمائي هل ستوافق؟
بحماس شديد….ياريت أتمنى أن يعرض علي عمل سينمائي.
مع أنك رفضت المشاركة في فيلم بعد موافقتك عليه هل كشفت لنا عن السبب؟
فعلا رفضت فيلم جواب اعتقال، فقد حدث خلاف مادي بيني وبين منتج العمل، فلم نتفق على الأمور المادية ولهذا قررت عدم الدخول في العمل، ولكني لا أستطيع أن أقلل من شأن الفيلم فهو جيد، والفنانون المشاركون به كلهم متميزون، خصوصاً الفنان الشاب محمد رمضان والذي أتوقع أن يحقق مستقبلاً فنياً باهراً خلال الفترة المقبلة. وأتمنى أن يحقق العمل نجاحاً يعادل المجهود المبذول فيه والذي حرص عليه أبطاله.
وكيف ترى حال السينما الآن؟
حقيقة أنا لست منغمساً حاليًا في صناعة السينما لذلك لا أدعي أنني قادر على رصد الظواهر المحيطة بها فأنا لا أذهب إلى السينما إلا في حالة واحدة أن يدعوني إبني للعرض الخاص لأحد أفلامه‏‏.
يتردد أنك تعد لكتابك نصف قرن في عالم الفن منذ فترة ماهي فكرة هذا الكتاب؟
فكرة الكتاب جاءت بعد تفكير عميق، ولأني بطبيعتي أحب الكتابة والقراءة فقررت استغلال موهبتي في تسجيل أهم المواقف التي مررت بها خلال مشواري الفني، والهدف الأساسي من الكتاب رغبتي في إلقاء الضوء على الأجواء الجميلة وروح التعاون التي كنا نتميز بها، والتي تعتبر السبب الرئيس في نجاح أعمالنا الفنية حتى الآن، بالرغم من مرور سنوات طويلة عليها، وحتى يتعلم الشباب أن التعاون والمحبة هما سر نجاح أي شعب، وأيضاً حتى يستعيد المجتمع المصري تراثه الأخلاقي الذي تربينا عليه نحن وأجيال كثيرة، وقررت إصدار الكتاب للكشف عن مفاجآت مثيرة للجمهور من خلال هذه التجارب، حتى نحاول إستعادة الروح الجميلة التي يتمتع بها المصريون، والتي تميز الشعب المصري عن غيره من الشعوب.
هل تذكر لنا حكاية من الكتاب؟
الكتاب عموماً سيركز على مواقفي مع عدد كبير من الفنانين والتي تتنوع بين الغريب والطريف والمثير، فخلال الكتاب أذكر موقفاً لي مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، حيث قام باستقبالي في منزله عند أول بطولة قمت بها معه، وأذكر أول عزومة وعدداً كبيراً من المواقف مع النجوم الذين تعاملت معهم خلال مشواري الفني، ومن بينهم السندريلا سعاد حسني والفنان فريد شوقي وسمير غانم وغيرهم من الفنانين الذين جمعتني بهم صداقة كبيرة، وحققنا نجاحاً خلال الأعمال الفنية التي شاركنا بها معاً.
هل تنوي تقديم الكتاب في مسلسل درامي أو عمل على الشاشة؟
حتى الآن لم أفكر في ذلك بشكل جاد، ولكن الأمر مطروح للتفكير، وربما أقدمه إذا جاءت فرصة جيدة لعرضه للجمهور، وأتمنى أن أستطيع تقديم الأخلاق الطيبة للمصريين في شكل عمل فني يجسد تاريخ مصر السياسي والفني.
ما هي طقوسك في الشهر الكريم؟
رمضان بالنسبة لي هو شهر العبادة والتفرغ لكسب رضا الله بكل الوسائل فانا لا أفعل سوى الصلاة في المسجد وقراءة القرآن الكريم وحضور بعض الدروس الدينية وأسعى لختم القرآن أكثر من مرة ومن المعتاد ان نسافر آخر عشرة أيام لنكون بقرب الحبيب النبي.
وطقوسك مع زوجتك الفنانة شمس البارودي والأسرة؟
أحرص على الاجتماع بأسرتي طوال الشهر الكريم على مائدة الإفطار ونتبادل الحديث والذكريات مع زوجتي الحبيبة الحاجة شمس البارودي وأولادنا ناريمان ومحمود وعمر وعبدالله والأحفاد، وزوجتي تتقن جميع ألوان وأنواع الطعام فهي تستحق لقب خبيرة طهي ونحرص على أن تكون المائدة متنوعة ولكن بكميات مناسبة ونرفض الإفراط في تناول وتقديم الأطعمة.
ألا تفكر الفنانة شمس البارودي في العودة للتمثيل؟
قلناها كثيراً… قرار إعتزال شمس قرار نهائي لا رجعة فيه، وهي لم ولن تعاود مجال التمثيل مرة أخرى، ورفضت الظهور في أي برنامج، عرض عليها لكي تحكي قصة حياتها من خلاله وعن سبب اعتزالها الفن وهذا كان عبارة عن حلقات بما لا يزيد على خمس حلقات بمقابل مادي كبير.
وأنت هل تجد تعارض مع التمثيل والالتزام الديني؟
قررت أن أستمر في تقديم فني لكن بشرط أن يفيد الناس فقدمت أعمالاً مثل موسوعة السلوكيات الإنسانية في الإسلام وأيضا مسلسلات أطفال ومسلسل الشيخ الشعراوي وبعض الأعمال الاجتماعية مثل ليالي الحلمية.
كلمة أخيرة لجمهورك بالسودان؟
أقول لكل السودانين أحييكم وأتمنى أن ألتقيكم قريباً في الخرطوم، وأهنئكم بشهر رمضان وبعيد الفطر المبارك وأقول لهم كل عام وأنتم بخير.

اليوم التالي