منوعات

بركة الملك: الشغل ما عيب!!


بات من نجوم (فيسبوك)
المجهر ـ خالد الفاضل
يعدّ قروب “جلكسي” على (فيسبوك) هو الأكثر شهرة، حيث بلغت عضويته ما يقارب الـ(٧٧) ألف عضو ويتميز بتناوله قضايا هادفة تناقش هموم الإنسان السوداني بأسلوب يجمع ما بين الرزانة والدعابة في بعض الأحيان. “بركة الملك” عضو في “جلكسي” تميز بمشاركاته التي تختلف في طرحها عن ما هو مألوف، يصب أغلبها في اتجاه قدسية العمل والحض على كسب الرزق الحلال والابتعاد عن العطالة والكسل، ووجدت بوستات “بركة الملك” تجاوباً منقطع النظير وحصدت أعلى نسبة (لايكات) على مستوى القروب.. وأصبحت صوره في مكان عمله في مجال البناء حديث أعضاء قروب “جلكسي”.. وهكذا أصبح “بركة الملك” نجم نجوم القروب.. في هذه المساحة دردشة خفيفة أجريناها معه للتعرف على جوانب أخرى من شخصيته..
{ من هو “بركة الملك”؟
بطاقته التعريفية ممهورة باسم “أبا ذر مبارك”، يسكن شرق النيل سوبا شرق قرية “أم عشوش” شمال مدينة الجوهرة. من مواليد العام 1993. درس حتى المرحلة الثانوية بمدرسة شيخ الطيب الثانوية، لم يحالفه الحظ للدخول إلى الجامعة، وكان حلمه أن يدخل جامعة السودان كلية موسيقى ودراما. والده “مبارك الفكي” تاجر مواد بناء :أسمنت وجبص. تتكون أسرته من (13) فردا: ست أخوات وأربعة أولاد، و”بركة” الرابع في الترتيب‪.‬
انضم “أبا ذر” أو (بركة الملك) لقروب “جلكسي” عن طريق العازف الشهير “محمود التركي” وهو “آدمن” القروب، وعن أول بوست يقول “أبا ذر”: (كنت شغال عامل صيانة مكيفات وأنزلت في البوست الأول عدداً من صوري وأنا بملابس العمل ووجدت تجاوباً واستحساناً كبيراً، وبعض أعضاء القروب كانوا يحفزونني وعدد اللايكات وصل “1.706” و”869″ تعليق، ومن هنا بدأت أنزل جزء من الأشغال اللي بشتغلها في الأسبوع أربعة شغلات متنوعة. واستمر التجاوب من أعضاء “جلكسي” بس كان في شوية انتقادات وهو نقد بناء والحمد لله قدمني لي قدام).
‪ ‬
‪ ‬”بركة الملك” يري أن نشاطه عبر القروب الشهير ليس لمجرد التسلية وإنما من باب إيمانه الشديد بأن الشباب هو عماد الأمة وحاضرها ومستقبلها وأمنها في ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻭﺳﻠﻤﻬﺎ، ﻭﺑﻀﻴﺎﻋﻬﻢ ﺳﺘﻀﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ عرضة ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻً ﻭﺗﻔﺎﻋﻼً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻠﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ للاﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ للآﺧﺮﻳﻦ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪﺍً ﺗﺴﻠﻴﻂ الضوء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎب. ويواصل “بركة” حديثه قائلاً: (عشان كده أنا بديت أصحي ضمير الشاب السوداني وأحثه على العمل والجد والكفاح . شوف بلدنا اتدهورت كيف، بقينا الواحد يتعب عشان يلاقي شغل. فبديت أستوحي من أي شيء شغل وأطلع منه لقمة عيش تكفيني أنا وأسرتي).
{ أكثر من مهنة
وعن المهن التي عمل بها يقول “بركة” إنه جرب الكثير من المهن وزاد: (أنا اشتغلت كل شيء، بداية من غسال عربات، صبي في ورشة ميكانيكا، عامل نظافة في مستشفى، عامل في البناء، كمساري، بياع خضار، حلاق، نقاش، وفي زريبة حطب وفي الأسواق ، عملت ببيع المياه، بائع عصير، عامل غسيل صحون، مزارع في مزرعة أبقار، راعي غنم ومضيف بصات سفرية.. وفي موسم رمضان بشتغل تلج وفواكه، وقبل العيد بجيب ألعاب أطفال أبيعها، وبعد العيد مع بداية المدارس بجيب أدوات مكتبية ببيعها بسعر أقل عشان في أطفال متلهفين للمدرسة ونفسهم يكون عندهم شنطة وكراسات وأقلام، أنا ببيع ليهم بسعر أقل ،عشان يتعلموا وينفعوا أهلهم.. وموسم عيد الأضحى بشتغل مع ناس البهائم “الخرفان” وبشتغل ضباح وبأجر أقل وأحياناً مجاناً، وبقيف في الاستوبات ببيع شطة وليمون ودكوة وسكاكين)، وتابع: (أي شغل بلقى إني بقدر عليه بشتغله المهم ما أقعد عاطل لأن أسرتي أملها كله فيني).
وسألناه عن حكمة يؤمن بها، فقال “بركة”: (أؤمن بالحكمة التي تقول: ‬ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻏﻨﻴﺎً ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻣﺘﻰ ﺷﺌﺖ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﻘﻴﺮﺍً ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻚ).

المجدهر