رأي ومقالات

السودان وترامب


ليس من الحصافة التعامل مع القضايا المهمة و المصيرية دون ترتيب يوازي حجمها و أهميتها .
كنا ننظر و لعل الإعجاب كان حاضرا لتعليقات تندد بالولايات المتحدة و تحذرها من غضبة سودانية .
ثم أقبلنا علي تبسيط مخل لحجم الولايات المتحدة و تأثيرها القوي علي حياتنا و إقتصادنا .
أنكرنا أثر الأزمة الإقتصادية التي ألمت بالولايات المتحدة علي العالم حتى أثرت علينا .
ثم أقبلنا علي تبسيط مخل لحجم الولايات المتحدة و تأثيرها القوي علي حياتنا و إقتصادنا حتى دهمتنا محاصرتها و مقاطعتها التي عطلت الكثير و خربت ما خربت .
الواقعية في العمل السياسي أمر مهم و التعبير عن الذي نؤمن به أيضا مهم .
مجتمعنا يعبر عنا وإذا لم تقل الحكومة أن أمريكا قد دنا عذابها فهذا لا ينفي أن هذا الصوت سوداني و أن كثير منا و منهم رسميون و علي الأقل كانوا و كان بعضنا فرحا بمثل هذه الأهازيج .
من اليسير ان نقول تفسيرا و توقعا لما سيات في فترة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات و أن صلاحيات الرئيس ليست مطلقة .
إذا فعلنا هذا فسنكون قد أسرعنا السير في ذات طريقنا الخاطئ بسوء التقديرات .
فوز ترامب هو فوز تيار في الولايات المتحدة و في الغرب و قد سبق هذا خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي و هذا التيار هو الذي أنتج قانون الجاستا المشرع في وجه المملكة العربية السعودية و كل أهل المال من العرب و المسلمين و الأصدقاء القدامي
نقل الغرب سلاحه و معاركه إلينا إستعمر دولنا و مكث فيها و تدخل في غيرها مؤخرا .
و بالمقابل نقلنا معاركنا وتفجيراتنا إلي الغرب و اليوم نجني معا ثمار هذا .
أمريكا و الغرب اليوم تعود لتنكفئ علي لون بشرتها و بياض ثقافتها و علينا ان نبحث طريقنا .
نحن دولة متعثرة نبحث عن مخارج إقتصادية و مخارج سلام و إلي أن يقوي عودنا و يشتد لا بد أن نمدد تطلعاتنا علي قدر إمكانياتنا و مصالحنا و إحتياجاتنا .
حاجتنا اليوم إنتاج لصادر و و إنتاج سلع لأكثر ما نحتاجه ثم ترتيب الدولاب السياسي و هذه مهام كبيرة .

راشد عبد الرحيم